بقلم: محمد حمدي
سنكون يوم غد الثلاثاء على موعد حقيقي لم يكتب له النجاح طيلة 13 سنة حاولنا بها بشقّ الأنفس الفوز بتنظيم بطولة كأس الخليج الكروية في البصرة حتى أضحى مجرّد التفكير في البطولة لدى الجماهير هو ضرب الخيال أو السيناريو المُتكرّر بسحب البساط من تحت أقدام العراق الساعي بقوّة لاستضافة الحدث الخليجي الذي فارقناه منذ عام 1979.
دخلنا في المضمون اليوم، بعد جملة من المؤشّرات الإيجابية المُتتابعة خلال العامين الحالي والماضي ووصولها الى موعد إجراء القرعة التي سيكتب لها النجاح بانسيابيّة متوقّعة وحضور رسمي وإعلامي كبير تكفّلت وزارة الشباب والرياضة بدعمه وإخراجه.
وسعى اتحاد الكرة بحكم تواجد رئيسه على رأس وزارة الشباب والرياضة أن يكون حاضراً ويرسم ملامح الشكل المقبل للبطولة التي يراهن بأنها ستكون الأكثر مُتعة وجماهيرية.
الحضور الخليجي الرسمي الذي تواجد في البصرة مُبكّراً بعث برسائل إيجابيّة لا لبس فيها بأن البطولة ستكون عراقية بصرية بنهاية المطاف أطّرها بانتفاء الحديث عن الذريعة الأخيرة التي طالبت بإكمال العمل في ملعب الميناء الرياضي سِعة 30 ألف متفرّج ليكون ثالث ملعب يحتضن التصفيات بعد ملعب البصرة الدولي وملعب الفيحاء، فضلاً عن إتمام العمل بالفنادق الثمانية ضمن المدينة الرياضيّة وتجهيزها على أكمل وجه.
البطولة واحتياجاتها لوجستياً تُعد بحكم المكتملة من ذمة لجان التفتيش الخليجية التي أقرّت بأن طلباتها الصغيرة منها والكبيرة تمّت الإجابة عليها، وما نريد التذكير به حالياً هو الفاصل الزمني الذي يعقب حفل إجراء القرعة في فندق الميلينيوم الحديث، وسط الحضورالكبير لنجوم الكرة الخليجية والعراقية وألوان الدعم والتغطيات الإعلامية التي ستكون حاضرة بكثافة كبيرة مع وزير الشباب عدنان درجال الذي وجّه دعوة رسميّة باسمه لأعداد كبيرة من الرياضيين والإعلاميين.
كلّ هذه الأمور مجتمعة من المُمكن القول أنها رائعة وتوازي هذا الحدث الكبير، ولكن للحقّ نقول أن كلّ ما سبق شيء والمُقبل شيء آخر أكثر أهميّة وخطورة لمستقبل البطولة في العراق وأية حالة من التراخي والتعكّز على ضمان فوزنا في البطولة هو الخطأ الأكبر الذي لا نريد الوقوع فيه أبداً أو مجرّد التفكير فيه لأن العمل المُقبل وبدء العدّ التنازلي لانطلاق البطولة هو الأهم من ناحية إدارة الوقت والجهد وتقسيم الأدوار والتواجد الدائم في البصرة لفحص وتحليل نتائج التقدّم في العمل، إذ لا يمكن أن يهمل جانب مها يكن شكله يوحي بالبساطة وإن حلقات العمل ستتداخل بينها بقوّة، فإكمال بناء ملعب الميناء وتسلّمه الأوّلي لا يعني عدم وجود نواقص واحتياجات كثيرة ستظهر بالتتابع، وهناك الجهد الساند الذي يخصُّ المطار والطرق والمستشفيات والفنادق والنقل والسياحة والأمن وجميعها تتطلّب أعمالاً مُضنية ومستمرّة يجب أن تتمّ متابعتها يوميّاً بلا كلل.
أخيراً فإن الإشارة لابد أن تشمل الإعلام وهو السلاح الأمضى الذي يجب أن يستمرّ بحالة تعايش وشحذ الهِمم باتجاهات مُتعدّدة ساندة للبطولة ودعمها والتسويق لها، وللحقّ نقولها أن القصور الإعلامي يتحمّله اتحاد الكرة خلال الفترة السابقة، وعزلها للإعلام من التواصل مع الزيارات الخليجية وهو ما لا يجب أن يحصل اليوم أبداً، بل العكس هو الصحيح ويكمن في إتاحة الفرصة للإعلام بجميع اشكاله في تسويق المعلومة والعمل المستمرّ في البصرة وارسال رسائل إيجابيّة مستمرّة الى الأشقاء وأيضاً التثقيف الجماهيري الذي يتطلّب إعداد الجماهير له من اليوم ليكون أكبر من مستوى الطموح والعامل الحقيقي لنجاح البطولة.