إياد الصالحي
حماسةٌ كبيرة يُبديها اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم تجاه إقامة قُرعَة البطولة 25 في فندق غراند ميلينيوم البصرة بعد غد الثلاثاء، بالتعاون مع اتحاد كرة القدم الذي سبَّقَ زيارة وفد الاتحاد الخليجي بخطوات عمليّة أمّنَت مُستلزمات نجاح حفل القُرعة المُرتقبة وسط حضور ممثلي المنتخبات المشاركة.
قُرعَة الفأل الحسن، هكذا ينظُر أغلب العراقيين التوّاقين لتضييف البطولة الخليجية، وهُم الأكثر شوقاً لها منذ أن جمعت العاصمة بغداد ستة منتخبات على أديم ملعب الشعب الدولي (23 آذار- 9 نيسان 1979) للمرّة الأولى والأخيرة طوال 43 عاماً عانت الكرة العراقية من ظروف قاسية جداً أبعدتها تارة عن مواصلة مشوارها في البطولة وحرمتها تارة أخرى من تنظيمها خمس مرّات منذ النسخة 20 بسبب عدم الجاهزيّة!
تصريحات جاسم الرميحي، الأمين العام لاتحاد كأس الخليج العربي، حال وصوله مطار البصرة، منحت القائمين على ملفّ التنظيم زخماً كبيراً لإنهاء ما تبقّى من نواقص، وأهمّها تسليم ملعب الميناء الأولمبي بجاهزية كاملة قريباً لتضييف مباريات البطولة - مثلما أشار الرميحي في تصريحه الأخير - وكذلك تهيئة الدعم اللوجستي لدعوة وتضييف الوفود السبعة، وتذليل جميع المعوّقات التي قد تواجههم، كلّ تلك الاستعدادات ستُكلِّل بإنجاح التحضيرات الخاصّة بالقُرعَة، وهي بمثابة إعلان رسمي لامتلاك البصرة كُلّ الحقوق الاعتباريّة والماديّة والقانونيّة والإعلاميّة، ودخولها التاريخ الخليجي كإحدى المُدن المضيّفة للبطولة.
ستكون لدعوة نجوم الكرة الخليجيّة من أجيال مختلفة إلى قرعة البصرة الأثر الكبير في تواصل الماضي بكل ما يعنيه من ألقِ بطولات التمهيد السبعينيّة الى رمزيّة الثمانينيّات والتسعينيّات وما بعد بطولة الخليج 17 عام 2004 في الدوحة التي عُدَّت مرحلة فاصِلة دخلتْ فيها أغلب المنتخبات بأداء مُغاير عمّا كانت عليه، ولهذا تظلّ البطولة عنواناً مهماً في مسيرتها المُتصاعدة في التطوّر الى حاضِرها المُبهر مثلما كرّمتها قطر أميز تكريم قبل ثلاث سنوات حينما استعرضتْ سُفراء الزمن الحافل بالذكريات الرائعة وكواليس التجمّعات وقوّة التصريحات الإعلامية والرسائل الإنسانية الجامِعة للموقف الخليجي بتضامن العراق واليمن.
تترتَّب على دائرة إعلام اتحاد كرة القدم مسؤوليّة كبيرة لا تقلّ عن حرص الأمانة العامة للاتحاد على إنجاح حفل القُرعَة بدعوة ممثّل واحد عن أبرز الصُحف والقنوات والإذاعات المحلّية العاملة بنشاط قدر ما تستطيع (الدائرة) لأجل توفير زخم مهني كبير يُشعر الضيوف بالمساندة الإعلامية الوطنيّة بوسائلها المتنوّعة يُديم تفاعل الإعلاميين مع اتحاد اللعبة واللجان المعنيّة على مستوى التنظيم، أهتمام كهذا ينبغي أن يُظهِر تعاون الاتحاد في استقطاب روّاد الإعلام عراقياً وخليجياً أيضاً.
ومسؤولية حكومة البصرة المحلية لا تقلُّ أهميّة عن مسؤولية وزارة الشباب والرياضة مُمثّلة الحكومة المركزيّة في إقامة القرعة الخليجيّة 25 بتأمينها الجوانب الداعِمة عشيّة استقبال ممثلي المنتخبات، وتقديم العون اللازم فنيّاً وإداريّاً وأمنيّاً بدءاً من ساعة وصولهم برّاً أو جوّاً حتى استقرارهم في فندقهم، وحضور مراسم القُرعَة، ومن ثم مغادرتهم بسلام أرض العراق، ضمن برنامج تعاوني مع الوزارة والاتحاد نتمنّى أن يكون مدروساً ومُنفّذاً نظريّاً وفقاً لصيغة التفاهُم والتوافق بين الاطراف الثلاثة.
خليجي البصرة 25 أصبح على مقربة من الواقع بخطوات متقدّمة تركت خلفها تشاؤم عديد المتابعين لملفّ التنظيم حيث لم يزل قسم كبير منهم غير مصدّقين الوعود الخليجيّة، بذريعة أن أيّ حدث أمني أو تقهقر بيئي أو طارىء سياسي سيؤثّر على مصير البطولة ويعيدها الى مرحلة التمنّي! وهو ما نُركِّز عليه اليوم لحثِّ مسؤولي الملفّ، وقبلهم الإعلام - المرئي على وجه الخصوص - أن يضبِطوا النفوس، ولا يثيروا الأزمات، أو يتم استغلال أخطاء صغيرة تحوّل الى مُعرقلات كبيرة، من دون شك ستُربك تنظيم المنافسة، وتُقلِق وفودها، وتنذر بالشؤم!
تفاءلوا بقُرعة الثلاثاء.. وحشِّدوا الطاقات الإيجابية لتزيين أروع الكؤوس على ضفاف عروس الخليج.