بقلم:عباس الصباغ
انه التوصيف الاكثر قساوة وصدقا في الوقت ذاته والذي اطلقه خبراء البيئة على واقع الامن المائي العراقي والذي يبدو انه لايبشر بخير وانه ضمن اسوأ واقع مائي قياسا الى دول المنطقة وترجع مسؤوليته الى عدة اسباب بعيدا عن نظرية المؤامرة التي تُرمى بها اكثر مصائبنا وما اكثرها . واولى تلك الاسباب ما يأتي من الأعلى ومن طبقة الأوزون تحديديا والمسببة للاحتباس الحراري وهي المسؤول غير المباشر عن ظاهرة الاحتباس الحراري التي تضرب العالم اجمع وخاصة الشرق الاوسط ومنه العراق الذي يقع في قلب هذه الظاهرة وان كانت ظاهرة التصحر هي عالمية واقليمية فضلا عن المحلية ،علما ان العراق هو من خامس الدول التي تعاني من سوء الاحوال الجوية وتخلخل وهشاشة التربة فتضاف معاناة اخرى اضافة الى التصحر والجفاف. ولاينتهي الى هذا الحد عن الكلام عن الحصص المائية التي ترد الى العراق كاستحقاق وطني له فهو يعد (مظلوما) كونه من دول المصب وقد فقد بسبب سياسة بعض دول الجوار غير المنصفة التسمية التاريخية للعراق وكما تعارفت عليه الادبيات الجغرافية كاسم بلاد مابين النهرين او تاريخيا بما يعرف باسم ارض السواد لخيراتها .وفي خضم تلك المعاناة نجد التقصير الحكومي تجاه هذه الازمة واضحا فلم يرتق الى حجم الخطر والنتائج المترتبة عليه فلم يمارس الضغط المطلوب على حكومات تلك الدول ولم يطرق ابوب المجتمع الدولي للإغاثة واكتفى بالصمت والتنديد وماتجود به الاطلاقات المائية الشحيحة ولم تتعدَّ (التفاهمات) مع دول الجوار (المنبع) المجاملات البروتوكولية وعقد اللقاءات الصحفية واطلاق الوعود في حين توجد ازمة مائية تقدر بمليارات الامتار المكعبة ووصلت الازمة الى تهديد ماء الشرب مع تقليص الحد الادنى من المساحات الزراعية . الموت السريع يعنى ان الامن المائي والامن الغذائي والاقتصادي في خطر فهي سلسلة مترابطة وكلها تتعلق بالامن القومي العراقي وبالتأكيد هو في خطر ولايشفع لنا قول القائل ان الضرر هو عالمي واقليمي نحن نقول له نعم ولكن العراق وقع في قلب المحنة وهو اكثر تضررا من غيره من دول المنطقة ولهذا الامر تبعات ديمغرافية خطيرة كالهجرة الجماعية في المستقبل المنظور لهذا يستدعي عدم التهاون من الجهات الحكومية المتنفذة وتسارع الى تدارك القضية قبل ان تستفحل الى حدود لايمكن تدارك تبعاتها لذا يجب تنشيط المجلس الاعلى للمياه واعطاؤه الدور الكافي للتحرك وعدم الاكتفاء بما تجود به الاطلاقات المائية من قبل بعض دول الجوار كأنها (صدقات) لاتشفي غليلا ويجب ان تستجيب تلك الدول الى المناشدات الانسانية بالكفّ او تاجيل الاملاءات المائية لسدودها العملاقة التي شيدتها على اذرع الانهر المغذية لنهري دجلة والفرات وبحسب المواثيق الدولية الخاصة بالمياه لإبعاد الموت السريع عن ارض "الرافدين " ..سابقا
أقرأ ايضاً
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- تصرفات المريض.. مرض الموت
- فلسفة الموت عند الإمام الحسين (عليه السلام)