- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
جناب المسؤول "ياكل ويگول لنفسه بالعافية"
بقلم: طارق الطرفي
بديهي جداً ومنطقي وجود تقييم لكل عمل بمختلف المجالات، وفيما يتعلق بالأعمال التي تؤديها المؤسسات الحكومية، فإن التقييم مهم لقياس مستوى الأداء وجودته، لا سيما وأن تلك الأعمال تتعلق بخدمة المواطن، وبالتقييم نستطيع أن نقول أن تلك المؤسسة تعمل بشكل جيد والمسؤول فيها كفء ومناسب لهذا الموقع.
لكن غير المنطقي أن يقوم المسؤول بوضع خطة عمل مؤسسته وينفذها هو، ويعود بالأخير لتقييم نفسه ويُعلن أنه نجح بأداء المهمة، فهُنا لا يمكن أن نعتد بهذا التقييم ونأخذ به، إذ لا يختلف إثنان على أن أي خدمة تُقدم مهما كانت طبيعتها، لابد من وجود جهة رقابية أو مراكز مختصة تحدد مستوى الأداء والجودة فضلاً عن الفئة المستفيدة من الخدمة وهي الأبرز في إبداء الرأي والتقييم كما هو متعارف، وإلا فمن المضحك أن يُخطط المسؤول وينُفذ ويعود بالأخير ليُقيم نفسه ويسوّق شخصه على أنه ناجح ومتميز.
والخطأ الكبير الذي وقعنا به كـصحفيين وطوال الأعوام الماضية، إن المسؤول الحكومي ومن حيث لا نشعر عودنا أنه يضع خطط عمله ويدعونا ليقف أمام كاميراتنا ليُصرح عنها في مؤتمر صحفي، ومن ثم يدعونا مرة اُخرى عند نهاية العمل ليُصرح ويقول أنه نجح، وكأنه نومّنا مغناطيسياً ولم يلتفت أحد منّا لذلك، إذ ليس من المعقول أن يكون المسؤول هو المخطط والمنفذ والمقّيم عند النهاية ــ فيك الخصام وأنت الخصم والحكم ــ وبالتالي آلت الاُمور إلى أن جناب المسؤول وبعد سنوات من العيش بالبهرجة والإستعراض بالنجاح أمام الكاميرات، خُيل له أنه ناجح فعلاً ومتميز وما حققه هو لا يمكن لغيره إنجازه، وكأنه ــ المسؤول ــ فلتة من فلتات الزمان.
أيها السادة والأحبة من زملائي الصحفيين، لابد أن نصحوا من نومتنا التي مغنطها المسؤول الحكومي، وأن نصنع تحولاً في طريقة تعاملنا مع ما يدعيه من نجاحات وإنجازات، فليس منطقياً ولا مهنياً ولا معقولاً حتى، أن نراقب أداء المسؤول والمؤسسة الحكومية بصفتنا كصحفيين ونعود لنأخذ التقييم منهم ونغرد بما يغردون، ويجلس جنابه في كل مرة (ياكل ويگول لنفسه بالعافية).
أقرأ ايضاً
- المسؤولية المدنية المترتبة عن استخدام الذكاء الاصطناعي
- المرجعية العليا: الخطباء يتحملون المسؤولية الكبرى
- من هو المسؤول عن اثارة النعرات الطائفية في مرقد أبو حنيفة النعمان