أكدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، التي تزور العاصمة العراقية بغداد منذ يومين على رأس وفد من وزارة الخارجية، أنّ بلادها تتابع المشهد السياسي في العراق "بدقة"، مشددة على ضرورة سماع صوت زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالحوار.
والتقت ليف، اليوم الثلاثاء، وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، والذي اعتبر أنّ الأحداث التي شهدتها المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، الأسبوع الماضي، والتي خلفت عشرات القتلى والجرحى، "ألحقت ضرراً كبيراً بالعملية السياسية"، متحدثاً عن ضرورة أن تشمل الحوارات السياسية في البلاد جميع الأطراف.
وذكرت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، أنّ حسين بحث مع ليف، "العلاقات الثنائية، وتم التأكيد على دعم استقرار العراق سياسياً، واقتصادياً وأمنياً".
وبحسب البيان، تطرق حسين، خلال اللقاء، إلى "الظروف السياسية في العراق، والأحداث الدامية التي حدثت في بغداد والمنطقة الخضراء الأسبوع الماضي".
وأشار حسين إلى أن "هذه الأحداث ألحقت ضرراً كبيراً بالعملية السياسية في العراق، وعلى جميع القوى السياسية أن تأخذ درساً مما حصل، من أجل الحفاظ على السلم الأهلي"، مؤكداً أن "سلسلة الحوارات يجب أن تشمل الجميع، ومن الضروري حماية المسيرة الديمقراطية كما هي، وحماية السلم المجتمعي".
وأوضح البيان أنّ "الجانبين بحثا الوضع الإقليمي والعلاقات بين إيران وأميركا، ومسار المفاوضات الجارية في فيينا بشأن المشروع النووي الإيراني، متمنياً (حسين) وصول البلدين إلى اتفاق نهائي في هذا الموضوع لما فيه الخير للبلدين والمنطقة".
وأكد حسين أن "بناء الاستقرار في سورية، ليس لمصلحة الشعب السوري فقط، وإنما لمصلحة العراق والمنطقة برمتها أيضاً"، مضيفاً أن "الحكومة العراقية تعمل جاهدة لدعم هذا المسار في كل المحافل الدولية".
وكانت باربرا ليف عقدت، خلال اليومين الماضيين، عدة اجتماعات في بغداد، أبرزها مع الرئيس العراقي المنتهية ولايته برهم صالح، ورئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وزعيم "تيار الحكمة" عمار الحكيم.
وأمس الإثنين، نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) عن ليف قولها، إن "الإدارة الأميركية تتابع المشهد السياسي العراقي بدقة". وأضافت أن "واشنطن والأمن القومي ووزارتي الخارجية والدفاع وآخرين يتابعون المشهد العراقي بدقة، وما جرى من أحداث في الأسبوع الماضي يدل على وصول المشهد السياسي إلى حافة الهاوية".
واعتبرت ليف أنّ "الصراع بين النخب السياسية لا يُحل إلا من خلال الحوار والوصول إلى نتيجة وحلول، هذا إذا أراد السياسيون ذلك"، داعية "قادة العراق إلى اتخاذ القرار، سواء أكان الحل من خلال حكومة انتقالية أم انتخابات جديدة أم حكومة جديدة".
وأكدت أنّ "وجودها في العراق في الوقت الحالي جاء لنقل رسالة من القيادة الأميركية، أنها على تواصل مع جميع الأطياف، بالإضافة إلى إجراء الحوارات الخاصة وتقديم النصح".
ولفتت ليف إلى أنّ زعيم التيار الصدري "مقتدى الصدر لديه أتباع وجمهور كبير، وصوته مع القيادات الأخرى يجب أن يُسمَع، لكن بالحوار، وخلاف ذلك سيكون الذهاب إلى منزلق". وقالت: "تابعنا الأسبوع الماضي عمليات العنف والقتل في العراق. ذلك هو جرس إنذار للقادة السياسيين إذا لم يسيروا نحو الحوار والحل".
وبينت أن "40 مليون عراقي يتوقعون الأفضل وهذا من حقهم"، لافتة إلى "أننا لمسنا الإرادة السياسية من القيادات التي التقيناها، ورسالتنا ستكون منضبطة". ودعت "القادة العراقيين إلى تجاوز الصراعات الجوهرية بينهم للوصول إلى الحل". وثمنت "الدور الإيجابي للعراق من خلال تبني الحوار بين أميركا وإيران".
وكانت وقعت مواجهات مسلحة داخل المنطقة الخضراء في بغداد الأسبوع الماضي، خلفت 33 قتيلاً، ونحو 300 جريح، من التيار الصدري ومسلحي فصائل مختلفة، قبل أن يصدر الصدر قراراً أنهى بموجبه اعتصام أنصاره أمام مبنى البرلمان.
أقرأ ايضاً
- السفير جعفر الصدر يحتفي بوقف إطلاق النار في لبنان: تحقق النصر كما وعد نصر الله
- رئيس الجمهورية: لبغداد الأحقية بأن تكون عاصمة للسياحة العربية
- البرلمان يستأنف جلساته الاثنين المقبل.. إجماع على تمرير قانونين وخلاف حول ثالث