بقلم: عبد الكاظم حسن الجابري
اقدم الديكتاتور المجرم جرذ الحفرة صدام وعصابته عصابة البعث على الاعتداء على الجارة دولة الكويت الشقيقة المسلمة, ومارس البطش والترهيب ضد اهلها واباح النهب والسلب فيها.
لقد مارس كبار القادة البعثيين عمليات السلب, وكان لعائلة صدام النصيب الاكبر من السرقات, خصوصا من بيوت الامراء والاثرياء الكويتيين ومن ممتلكات الدولة الكويتية الكبرى, حيث كان علي حسن المجيد وقصي صدام حسين يتباريان ويتنافسان على ايهم يسلب اكثر وهذا ما وثقته شهادات كبار القيادات البعثية كنزار الخزرجي وغيره.
خلال فترة الغزو اباحت القيادة الصدامية النهب للأفراد العراقيين لثلاثة ايام فقط لكنه كان نهبا مسيطرا عليه, اذ لم يُسمح للأفراد العراقيين العاديين النهب من اماكن خاصة لذا كانت عمليات النهب من المحلات والاسواق التجارية, وكانت هذه الخطة هي لرمي مسؤولية النهب على العراقيين وخصوصا الشيعة منهم بحجة ان المدن الشيعية هي الاقرب للكويت, وهذا الفعل هو جريمة منفصلة من كم الجرائم التي مارستها عصابة البعث خلال غزو الكويت الشقيق.
يقول الكاتب احمد الوادي وهو مختص في مجال الكيمياء في تدوينة له على موقع الفيس بوك كتبها لتخليد فترة الغزو بحقيقتها لا كما ارادها اعلام البعث حيث كتب "لقد كنا في جامعة الانبار وعند دخولنا للمختبرات العلمية في فترة التسعينات نستخدم مجاهر مختبرية مكتوب عليها جامعة الكويت".
نعم حاول صدام ان يلقي بطريقة ناعمة المسؤولية في السلب على الجمهور الشيعي بحكم القرب الجغرافي لمدن الشيعة للكويت, رغم انه وعائلته وحاشيته وخاصته انفردوا في سلب كل ما هو ثمين من الجارة الشقيقة, ويدعم ادعاءنا هذا بان الشيعة لم يمارسوا النهب من الكويت –باستثناء يعض الشيعة المتحرفين المنخرطين ضمن عصابة البعث- هو ان النظام البعثي كان من الصرامة والارهاب بان لا يسمح لاحد ان يتصرف من تلقاء نفسه.
ايضا فان موقف الشيعة الفقهي والاجتماعي كان ضد عملية احتلال الكويت, فقد اصدر المرجع الراحل المحقق ابو القاسم الخوئي فتواه الشهيرة بان من صلى في الكويت عليه ان يقضيها لأنها ارض مغصوبة ولا تصح الصلاة وسائر العبادات فيها, كما حرم بيع وشراء وتداول السلع الكويتية المأخوذة غصبا –نهبا من الكويت- وقد اصدر باقي مراجع النجف الاشرف نفس الفتوى كالسيد السيبزواري والسيد السيستاني والشيخ البروجردي والسيد الغروي والسيد البهشتي والسيد الحسين بحر العلوم قدس الله اسرارهم وحفظ السيد السيستاني علما ينير طريقنا.
على المستوى الشعبي كان اغلب السواد الاعظم من الشيعة ضد هذا الغزو, ونظروا لمن يتعامل بالأشياء المسروقة من الكويت بنظرة مقت وسخط, ولم يتداول ابناء الشيعة السلع الكويتية الا الشواذ القليل منهم والمنخرط في عصابة البعث, وشخصيا كان والدي رحمه الله قد منع علينا ان نشتري اي سلعة من السلع المسروقة من الكويت مهما كانت رخيصة الثمن, لذا لم يدخل بيتنا ولله الحمد شيئا من الكويت.
سخط الشيعة من غزو الكويت وما اقدم عليه المجرم صدام افضى لاندلاع انتفاضة مباركة ضد النظام البعثي سميت بالانتفاضة الشعبانية المباركة, والتي كادت تطيخ بصدام وجلاوزته بعد ان وصلت لمشارف بغداد, الا ان الارادات الدولية الاقليمية والعالمية حالت دون ذلك, بعد ان سُمح لصدام باستخدام المجال الجوي في الجنوب –دون الشمال- فاقدم على اكبر عملية ابادة للمجتمع الشيعي شهدها التاريخ المعاصر, حيث اعدم صدام وجلاوزته ملايين الناس الشيعة, وهجر مئات الالاف منهم, وزج في السجون مئات الالاف منهم, واقدم على تجفيف الاهوار ومنع المدن الشيعية من ابسط مقومات العيش, حتى ان فترة التسعينات مرت بقسوة وجهد وبلاء على مدن الشيعة, وكانت المقابر الجماعية بعد سقوط الطاغية عام 2003 خير دليل وشاهد عل حجم الماساة التي شهدها مجتمع الجنوب والوسط الشيعي.
أقرأ ايضاً
- الامام الصادق (ع) ونظرته الثاقبة للاحداث
- الحدود العراقية الكويتية بين المطلاع والعبدلي..(وهب الأمير ما لا يملك)
- الفرق بين البند السابع والبند السادس لمجلس الامن واثر ذلك على الحدود بين العراق والكويت