بقلم: صالح لفتة
لو نشرت اي شي في مواقع التواصل الاجتماعي ولو كان خبرا كاذباً أو محتوى ليس له أي صحة ستشاهد من يتفاعلون مع منشورك، وهنالك من يصدقه ويستند عليه ويعتبرة حقيقة مطلقة ومن المسلمات ودليل دامغ يحاجج به وهذا هو المشكل الرئيس.
السطحية في التعامل مع كل شيء فمحدودية العقل والتفكير بسطحية والاهتمام بالقشور دون المضمون مرض يصيب أغلبنا وقليل ينجوا من هذه الافة المضرة.
المواطن للأسف ينقل أي خبر أو معلومة دون تدقيق ولا تمحيص اي خبر يصدقه حتى لو يتنافى مع الواقع ويدافع عنه حد الموت ومع استمرار الأزمة السياسية في العراق ازدادت الحدة والكراهية في مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً الفيس بوك البرنامج الأكثر انتشارا واستخداماً وهناك أشخاص وإعلاميين وسياسيين شاركوا في قيادة هذه المعركة والرمي بقنابل كلامية تساهم في تعميق الشرخ بين الناس.
السذاجة وتجهيل الناس وعدم النظر لجوهر الأمور وما وراء الخبر أو المعلومة ليست وليدة الزمن الحاضر بل هي منهج دأب عليه الحكام الظالمين منذ القدم، وتعمدت السلطات أو أعداء الدولة في أماكن مختلفة تجهيل الناس بتغذية مجتمع كامل بالخرافة والإشاعات ومنع وصول المعلومات الصحيحة للجميع فتنتهي بمجتمع كامل لا يفرق بين الناقة والجمل.
فهذا فرعون الذي قال (مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ) فأورد قومه الهلكة إلا من رحم الله منهم.
ومعاوية الذي حارب خليفة المسلمين برجال لا يميزون بين الناقة والجمل ثم الهدام الذي استخدم الاشاعة وجهل الناس لضرب العراقيين بعضهم ببعض ثم جاء زمن الحاضر حيثُ كل شي متاح دون أن تعرف مصدره وكل شيء يمكن أن يقال وينشر بسهولة دون تمحيص أو معرفة.
جهل الناس ليس جهل القراءة والكتابة بل الجهل الحقيقي عدم معرفة الحق والخوض بالباطل واتباع الأهواء.
جهل الناس يعني عدم إدراك ما يحاك عليهم وكيف يتربص بهم الأعداء ليل نهار.
جهل الناس بدفاعهم عن الفاسدين واصطناع الأعذار لهم.
الناس أعداء ما جهلوا لكن ما عذر من لم يبحث عن الحقيقة واكتفى بغيره ما عذر من يرى العدو صديق ويثق به ويرى الباطل حق فيقتل نفسه في سبيله.
على الإنسان العاقل أن يعطي نفسه الوقت الكافي ليفكر بأبعاد كل ما يدور حوله.
وان يأخذ المعلومات والأخبار من جهات عدة ليقارن بينها. عليه أن يميز بين ما هو صحيح وما هو كاذب أن ينتبه للسم الذي يدس بالعسل ربما هي إشارة عابرة بنظرة لكنها تفعل مفعولها مستقبلاً، لا يوجد شي ينشر عبثاً كل لهو اهداف ورسائل يراد إيصالها.
على الإنسان أن يهتم بكل ما يثار حولة ويبتعد عن اللامبالاة على الأقل أن يحصل على الوعي الكامل الذي يمنعه من أن يقاد كالبهيمة وأيضاً يتكفل بتوعية من حولة من الأهل والأقارب والأصدقاء.
توعية الناس وحثهم على الإبتعاد عن التفكير السطحي والتوضيح لهم أهمية التعمق بالتفكير وعدم التسرع للوصول للحقيقة مسؤولية الجميع دون استثناء وخصوصاً من يملكون المعلومة الصحيحة للوصول لمجتمع يدرك الأخطار المحيطة به وقادر على التمييز بين الحق والباطل وبين ما ينفع وما يضر.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- المرجع السيستاني.. المواقف تتكلم
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!