اكدت الاستاذة السورية في كلية العلاقات الدولية والدبلوماسية في جامعة الشام الخاصة الدكتورة صفاء قدور ان مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني افشلته الشعوب العربية بخروجها بتظاهرات حاشدة في ذكرى نكبة فلسطين ويوم القدس، وان بعض الانظمة العربية اصبحت علاقاتها مع هذا الكيان فوق الطاولة بعد ان كانت تحتها.
وبينت قدور خلال حديثها لوكالة نون الخبرية، ان "علاقات بعض الانظمة العربية قديمة بالكيان الصهيوني بل حتى قبل انشائه عندما أنشأ ما يسمى بـ(الحزام الآمن) لتنفيذ مشروع الكيان الصهيوني، وهذه الانظمة على مر التاريخ لم تقطع علاقاتها بالكيان الصهيوني وهناك دعم له بلا حدود ولكن كان تحت الطاولة فارادوا تطبيع هذه العلاقات من خلال ما أسموه اتفاقية السلام العربية ــ الصهوينية ولكنها لم تنجح مع جميع الاطراف العربية فقط مع منظمة التحرير الفلسطينية والاردن، واعتبرها لم تجلب للفلسطينيين سوى القتل والتدمير والتشريد وابسط حقوقهم مسلوبة وما عملية الاستمرار ببناء المستوطنات الا دليل على استمرار النهج العدواني للكيان الصهيوني، ولكن بعد اتفاقية اوسلو لاحظنا ان المستوطنات ازدادت اضعاف ما كانت عليه قبلها، والاردن لم تستفد هي الاخرى باي شيء من هذه المعاهدة بل تحولت الى بوابة للاقتصاد الصهيوني من اجل نفاذه الى الدول العربية، وهناك دعم كثير من دول الخليج للكيان الصهويني، وكذلك مصر وعلى الرغم من تغير الحكومات بعد مقتل السادات وتسنم حسني مبارك ومحمد مرسي وعبد الفتاح السيسي للحكم فما زالت العلاقات المصرية ـ الصهيونية على قدم وساق، وارى ان العلاقات تتغير بين الاطراف ولكن الكيان الصهيوني لا يعتبر دولة لانه كيان غاصب والدولة تحتاج الى شيئين حدود دولية ودستور وهما عاملان مفقودان، ومن ضمن اتفاقية كامب ديفيد ما زال موضوع تصدير الغاز من مصر الى الكيان الصهيوني ساري المفعول ويجهز الى الان باسعار اقل مما يحصل عليه المواطن المصري".
واضافت، "عند مجيء الرئيس ترامب الى دفة الحكم في اميركا كانت الصهوينية العالمية التي تضم بين طياتها المسلم والمسيحي واليهودي تسعى الى دعم الكيان بقوة على ارض فلسطين، منذ هزيمته في العام 1973 ومن بعدها اخراجه من لبنان عام 2000 بفضل المقاومة اللبنانية ولحقها حرب تموز التي كسرت هيبة الكيان الصهيوني وبعدها انتصار غزة، وفشلهم في القضاء على الدولة السورية لانهم يعتبرونها تشكل خطرا في علاقاتها مع محور حركات المقاومة ، فارادوا ان يفرضوا التطبيع مع الكيان الصهيوني على الدول العربية، وفرضها على الشعوب ايضا، لاسيما بعد قرار ترامب الاجرامي باعتبار القدس عاصمة للصهاينة وهو الذي اعطى الضوء الاخضر للجميع ودفع بعض الانظمة العربية المطبعه تحت الطاولة الى اعلانه فوق الطاولة، وبدأت تهرول نحو التطبيع وانا باعتقادي انهم لا يستطيعون تحقيق هذا الهدف لان هدفهم جعل الشعوب العربية تقبل بهذا الامر ولكن الشعوب العربية اعلنت موقفها الرافض له خلال مناسبتين في ذكرى نكبة فلسطين ويوم القدس العالمي جاء شعبيا عندما خرجت تظاهرات رافضة للتطبيع في اغلب الدول العربية وخاصة التي اعلنت تطبيعها مع الكيان الصهيوني".
واوضحت، خلال مشاركتها بمهرجان تراتيل سجادية الدولي، ان "استقبال زعماء عرب لقادة صهاينة امر محزن لكن الامر المؤلم جدا هو ان نرى رئيس منطمة التحرير الفلسطينية محمود عباس يكون هو ضد المقاومة وما تصرفه بالقاء القبض على السجناء الفلسطينيين الذين كسروا سطوة السجان الصهيوني وتسليمهم لينالوا احكاما تعسفية الا دليل واضح على اهتماهه بالقضية الفلسطينية، وفي بواطن ومكشوف خطوة التطبيع كثير من الامور التي تلحق الاذى بكل الشعوب العربية وخاصة ما اسموه بـ(الناتو العربي) الذي من المفترض ان يؤسس على غرار الناتو الاوروبي ونصبوا الكيان الصهيوني مسؤولا عنه وستسخر له الاموال العربية التي عانت منها دول عربية عدة وذبحتها من الوريد الى الوريد ومنها سوريا بتمويل الارهاب وجرائمه التي يندى لها الجبين من القتل وقطع الرؤوس وذبح الاطفال وبقر بطون النساء وتسليحه لتدمير سوريا وكذلك ان ما حصل في العراق ومصر وسوريا وليبيا وتونس مخطط له بامتياز وبدأ مخطط الربيع العربي بتونس صاحب العلاقات الكبيرة مع الغرب ومصر وكانوا وما زالوا يخشون الجبهة الشرقية ولا يريدونها قوية ولذلك كانوا دائما ما يخلقون الفتن بين الدول العربية القوية لضمان ضعفها، واجزم ان مشروع التطبيع يعتبر فاشل ومخطط خبيث ما دام هناك ارادة الله ورجال يقاومون وحق يراد ارجاعه، كون الكيان الصهويني يعلم كثير من خبرائهم ورجال الدين ومطلعين لديهم ان موعد زوال كيانهم بات قريبا وهم يريدون انقاذه بتطبيع العلاقات مع العرب، وفي قراءة تاريخية بسيطة نعرف ان مهما طال الزمن فلا يبقى احتلال مثلما زال احتلال الدولة العثمانية التي استمرت لاربعمئة سنة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- شاهد عيان: جيش الكيان الاسرا..ئيلي قصف الانسان والحيوان والشجر والحجر
- وزير الداخلية: لا وجود لمصانع المخدرات في العراق وحدودنا مع سوريا مؤمنة بنسبة 95 بالمئة