بقلم: سامر الياس سعيد
مع الإشادة التي أبرزتها عدد من وسائل الإعلام من جانب لاعب منتخبنا الوطني أمجد عطوان بحقّ نجم الكرة العراقية المستقبلي زيدان إقبال، فإن الآمال تحدو الجميع بأن تكون انطلاقة إقبال على قدر الطموح خصوصاً وإن إبراز تصريح عطوان الذي تناقلته صُحفنا الرياضية جاء بالتزامن مع ما تداولته صحيفة (الغارديان) البريطانية حول نيل اللاعب ثقة مدربه الهولندي تن هاغ والذي يقود فريق نادي مانشستر يونايتد لاسيما في إطار الجولة الاستهلالية التي خاضها هذا الفريق قبل أن تنطلق منافسات الدوري الانكليزي وتفصح مباراتيه الأوّليتين عن كوراث وغياب الانسجام والترابط بين صفوف لاعبيه من خلال مواجهات الفريق الإنكليزي والذي مُني فيها بخسائر ثقيلة ليست على مستوى المقارنة بالبدايات التي عادة ما يستهلّها الفريق المذكور في إطار دوري الكرة الإنكليزي الممتاز.
وبينما كانت صحيفة الغارديان عبر ملحقها الرياضي تتحدّث قبل نحو أسابيع عن تميّز لافت من جانب اللاعب زيدن إقبال خصوصاً وإن الأخير أعلن مراراً عن تمسّكه بفرصتهِ التي سيتيحها له المدرب الهولندي كما أبرزت الصحيفة عن أن زيدان خاض مباراتين مع منتخبه العراق دون أن تذكر تلك المواجهات التي كُتب لإقبال خوضهما مع الرؤية القاصرة التي عانى منها المنتخب الوطني وبقية المنتخبات العمرية التي تسنّت لها المشاركة بالبطولات الخاصة بغرب آسيا والتي خرجت منها خالية الوفاض بالاعتماد المتوالي على النجوم المحلّيين وعدم اشراك أي نجم محترف يمكن أن يسهم بالكثير من الخبرة المُستقاة التي حازها في الملاعب الغربية وعكسها في مشاركته الدولية.
وهذا مربط الفرس في أن لا نكتفي بأقاصيص من الصحف العالمية التي تؤشّر تميّزاً عراقياً لافتاً في الدوريات العالمية وشبه خفوت يقابله غياب مثل تلك الاسماء في مشاركات المنتخبات الوطنية مع الأخذ بنظر الاعتبار الحاجة الى مؤاءمة تلك الاسماء الكروية القادمة من الملاعب العالمية وإبراز جهودها مع اسماء قادمة هي الأخرى من دوري محلي يمكن أن تصارع أنديته في إطار التحدّيات التي تواجهها، لكنها في المقابل تسهم بترسيخ الهوية الكروية العراقية في إنجاب النجوم والمواهب القادرة على ضخّ الروح في الكرة العراقية التي مرّت في غضون السنوات الأخيرة بمرحلة الغيبوبة واختفائها عن منصّات التتويج وتعرّضها للكثير من النتائج المخيّبة دون أن تسهم المشاركة من جانب المحترفين بإبعاد شبح النتائج الكارثية والمستويات القاصرة التي برزت في مرحلة إعداد المنتخب خصوصاً وأن المنتخب عانى ما عاناه من غياب الاستقرار التدريبي وضبابية الرؤية وقصورها بشأن الاستفادة من الأوراق التكتيكيّة التي تمنح المنتخب انطلاقة أبرز تعيد الابتسامة ولاسيما الثقة في المقام الأول للجمهور العريض الذي يقف في مدرجات المساندة وراء منتخباتنا الوطنية.
ملحق الغارديان أيضاً وفي صفحته الرياضية أشار الى طموح اللاعب زيدان إقبال ومراهنته على تحقيق النجاح المنشود خصوصاً وأنه أدلى بتصريح لمراسل الجريدة جيمي جاكسون وهو يوعده بتقديم ما نسبته 100% من طاقته وتركيزه في التدريبات والمباريات فضلاً عن تعبيره عن سعادته بكونه سيكون مصدر إلهام للبعض على طول الطريق.
ما نحتاجه في إطار المنتخب أن تكون هنالك رؤية جامعة تجمع بين تطابق تنفيذ المهام الموكلة من قبل المدرب في إطار تحقيق الانسجام بين لاعبي المنتخب المحلّيين والمحترفين وحتى لا تكون هنالك فجوة كبيرة يدفع فاتورتها الباهظة المنتخب في إطار تناقص المستويات والافتقار الى نجوم حقيقيين يحملون مسؤولية المنتخب على عاتقهم، ففي السابق كان هنالك من النجوم القياديين ممّن كانوا يضخّون الثقة في الجمهور قبل المدرب من خلال مشاركاتهم مع المنتخب لاسيما نجوم فترة الثمانينيات وتحديداً بخط الهجوم مثلما كان الواقع يبرز كلا من حسين سعيد أو أحمد راضي أو كريم صدام ولاحقاً نجوم المنتخب، وهم كلا من نشأت أكرم ويونس محمود قبل أن نفتقد كجمهور أية مؤشّرات يمكن أن تسهم بإعادة الثقة المفقودة بقدرة المنتخب العراقي على تجاوز خصومه ومنافسيه خلال المباريات اللاحقة.
أقرأ ايضاً
- هل جامعاتنا ورش لبناء المستقبل أم ساحات تعج بالمشاكل؟ - الجزء الثاني والاخير
- هل جامعاتنا ورش لبناء المستقبل أم ساحات تعج بالمشاكل؟ - الجزء الاول
- حبل الأمل ورقبة صدام