بقلم: علي حسين
أكتب هذا المقال بعد أن انتهيت من مشاهدة الفيديو الذي نشرته صانعة المحتوى المصرية إيمان صبحي، وفيه تقدم لنا انطباعات عن زيارة قامت بها خلال الايام الماضية الى مدينة كربلاء . ماذا كانت تريد إيمان صبحي ان تقوله لمتابعيها في مواقع التواصل الاجتماعي.
كان هناك هدف نبيل وهو تقديم صورة مشرقة للعراق الذي لايزال في أذهان الكثيرين بلداً للتناحر الطائفي.. قبل هذا الفيديو كانت إيمان صبحي قد نشرت العام الماضي، فيديو عن زيارتها إلى العراق التي شملت 6 محافظات منها بغداد، كربلاء، الناصرية، والنجف.
بحثتُ عن الفتاة المرحة إيمان صبحي فعرفتُ أنها صاحبة فكرة فلسفية تأخذ مشاهديها إلى عالم مثير وتطرح سؤالاً بسيطاً على مئات الآلاف من متابعيها هو: "ماذا لو؟"، وكانت حلقتها الأخيرة ماذا يحدث لو "سنية في أرض شيعية؟"، صحيح أننا في العراق ندرك جيداً أن لا موانع تقف أمام المواطن السني للعيش في مناطق شيعية وبالعكس، لكن الملايين من العرب يعتقدون أن وجود سني في أرض شيعية أو شيعي في أرض سنية في العراق يحمل مخاطر كبيرة. ورغم أننا نملك عشرات القنوات الفضائية، لكننا للأسف لم نتمكن من نقل صورة حقيقية عن العراقيين ونبذهم للطائفية ومحبتهم لبلادهم.. فقد سلمنا الفضائيات لمثيري الفتن والشحن الطائفي ولمقدمي برامج لم يبلغ البعض منهم سن الرشد.
تقول إيمان صبحي إن "هدفها يكمن في جعل الشباب العربي يصل إلى قناعة بقيمة بلده وماذا لو لم يكن وطنه موجوداً وكيف سيؤثر على العالم؟".
قدمت لنا السوشيال ميديا من دخولها إلى بلاد الرافدين عدداً كبيراً من المشاهير الذين تنحصر همومهم بأعياد الميلاد، أو بأشعار ركيكة أو احاديث عن عمليات التجميل، وأصبح العراقيون يتابعون شخصيات تتوهم أنها مؤثرة من خلال ما تبثه من "خزعبلات" ساذجة، فنجد من تدعي أنها صاحبة الترند الأول في العراق وهي لا تفرق بين كلمة الجدل والدجل.
اعرف جيدا ان عالم التواصل الاجتماعي فضاء مفتوح، بامكان اي شخص يمسك هاتفه بيده ليتاجر بمشاعر الناس ويسخف مهمة الاعلام، لكن بالمقابل هناك حسنات نجدها هنا وهناك ومنها ما شاهدته من محتوى متميز تقدمه هذه الفتاة المصرية، في الوقت الذي تنشغل مواقع التواصل عندنا بعشيرة النائب وهي تقرر ان تحمل السلاح دفاعا عنه .. بالتاكيد انا ضد الاعتداء على اي مواطن او محاولة ترهيبه، لكن بالمقابل كنت اتمنى ان يلجأ النائب وهو يمثل اعلى سلطة تشريعية الى القضاء، فهل يعقل مثلا ان نقرا ان ترامب دعى عشيرته لمناصرته بعد ان داهمت قوات الشرطة الامريكية بيته.