اكدت مديرية ماء كربلاء، الاحد، ان الاحياء المتجاوزة واحياء البستنة اثرت بشكل كبير وسلبي على منظومة المياه في كربلاء المقدسة واضرت بالتصاميم، وان مشاريع المديرية تعمل خلال الزيارات المليونية بكامل طاقتها وعلى مدار اليوم لتوفير مياه الشرب لملايين الزائرين الذين تزاداد اعدادهم كل عام مع الارتفاع الحاد بدرجات الحرارة، وطالبت بدعم حكومي مركزي لانجاز مشاريع مستقبلية ستراتيجة لتلافي حصول اية شحة في المياه اذا استمر انخفاض المناسيب في الانهار.
وقال مدير ماء كربلاء المقدسة المهندس محمد فاضل النصراوي في حديث لوكالة نون الخبرية، ان "الزيارات المليونية البسيطة التي تشهدها كربلاء مثل العاشر من محرم او الشعبانية او ايام الاعياد والتي لا يتجاوز عدد الزائرين فيها ثلاثة ملايين زائر وايامها محدود لا تتعدى ثلاثة ايام، يكون الوضع مسيطر عليه بعد ان اضفنا الى الانتاج خلال هذا العام (1400) مكعب في الساعة ومنها (500) مكعب الى مركز المدينة من خلال نصب مجمع مشروع الماء الصافي، لكن ما يميز هذه السنة ووصولا الى الخمسة عشر عاما القادم ستكون زيارات المحرم والاضحى والاربعين في فصل الصيف، وهناك هجرة غير مسبوقة الى محافظة كربلاء المقدسة وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة وصل الى (50) درجة مئوية، فضلا عن قدوم زوار عرب واجانب باعداد كبيرة قد تصل وحسب بعض الاحصائيات بين (5 ــ 7) مليون زائر، وهؤلاء يقميمون لمدة لا تقل عن سبعة ايام وهي كتلة بشرية هائلة ومعها الزوار من مختلف المحافظات العراقية واهالي كربلاءودرجات الحرارة العالية، وسيكون هناك استهلاك عالي جدا للمياه، وبما ان انتاج المياه يكون محدود بطاقاتنا الانتاجية ولا يمكن تجهيزه من المركز على غرار زيادة الطاقة الكهربائية فقد وضعنا خطة عمل تتضمن تشغيل مشاريع المياه بكامل طاقتها الانتاجية على مدار اليوم ومعها تستمر عمليات الصيانة للمكائن والمضخات وملاكاتنا تعمل 24 ساعة في اليوم، وبالرغم من ان آليات حوضية تأتي من محافظات مجاورة لاسنادنا لكن تبقى كميات المياه محددة فمثلا باقصى طاقة مشاريعنا ننتج (750 ــ 800) الف مكعب في الساعة، بينما في الوضع الطبيعي الانتاج يصل الى (700) الف مكعب وبالنتيجة الزيادة محدودة ولا تكفي لتلك الاعداد المهولة من الزائرين".
واضاف، اننا "نناور ونعمل اعمال (مراشنة) او قطع الماء عن بعض الاحياء لساعات ونعمل مناقلة للمياه لتعويض مركز المدينة بحدود الممكن، ونتمنى ان تحصى اعداد الزائرين الذين يدخلون الى كربلاء المقدسة بدقة لكي نستطيع تقديم الماء بما يناسب تلك الارقام ، كما نحتاج الى دعم محافظة كربلاء من قبل الحكومة المركزية من خلال انجاز مشاريع جديدة لتوفير المياه لانها مشاريع باهضة الثمن تتراوح تكلفتها من (400 ــ 500) مليار دينار، ولدينا مشروع ماء جنوب كربلاء الذي مازال منذ اكثر من ثلاث سنوات لم يدخل حيز التنفيذ لدراسته كتصاميم وهو ينتج (10) الاف مكعب في الساعة ويمكن ان يأمن المياه لمحافظة كربلاء لمدة عشرين سنة قادمة وهو يمول حصريا من وزارة البلديات الاتحادية لحساب مديرية الماء العامة ولازال يتناقل بين الوزارات الاتحادية، والمشروع الذي تكون طاقته الانتاجية اقل من اربعة الاف مكعب في الساعة فيمول من المحافظة وهي مستمرة بتمويل مشاريع عدة بطاقات مختلفة تتراوح طاقاتها الانتاجية بين (500 ــ 2500) مكعب في الساعة، لان كربلاء في السنوات القادمة سيكون التحدي الاكبر لها هي زيارة الاربعين وحصص الماء والكهرباء".
واوضح النصراوي، ان "اهم المشاكل الكبيرة هو انخفاض مناسيب المياه في الانهار الذي يسبب عدم قدرة المشروع على العمل بكامل طاقته الانتاجية، وخلال الزيارات دائما ما تطلق كميات المياه وتسدد الحاجة لكن في هذا الصيف لاحضنا ان الانخفاض واضح في مناسيب المياه وارتفاع درجات الحرارة العالي يسبب مشاكل في المنظومة الكهربائية حيث يصبح التيار الكهربائي متذبذب ولا نستطيع تشغيل المحطات الضخمة في مشاريع المياه وهو ما يضطرنا الى الاطفاء وبالتالي يقل تجهيز كمية المياه الصالحة للشرب، كما يرافقها مشاكل فنية تتمثل في تفريغ الانابيب وانخفاض ضغط الماء وقلة التجهيز"، مستدركا اننا" نعمل على عدم حصول شحة او انقطاع بتجهيز الماء مستقبلا لكن في الحسابات المادية فان ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الزخم المليوني الكبير في الزيارات ربما يجبرنا على قطع المياه على الاحياء ولابد للجميع من ان يتحمل هذا الامر، وكذلك فان هناك عاملين اثرا على حصص الماء الصالح للشرب في كربلاء هما الاحياء المتجاوزة واحياء البستنة التي تحولت الى احياء سكنية بدون موافقات اصولية، لانها مناطق ليس فيها خطوط ناقلة للمياه وهي ليست مصممة من قبل البلدية والتخطيط العمراني واصبحت غير معروفة اعداد الساكنين ولا تستطيع وضع خطط مستقبلية لها، ودائما ما تحصل شحة مياه فيها بسبب التوسع غير المنظور والتجاوز على انابيب المياه المعدة لتجهيز احياء اخرى نظامية وقد خلقت لنا مشاكل فنية اجبرتنا على الضخ بشكل مباشر ومفرط لسد حاجتهم وقطع الضخ على احياء اخرى لان فائدة تصاميم شبكات توزيع المياه تكمن في انها توزع الماء بشكل متساوي بين الجميع، وهو امر يحتاج الى حلول ناجعة وهذه الاحياء اضرت كثيرا بمنظومات التصاميم في المديرية".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ رضا الرسام
أقرأ ايضاً
- مستشار حكومي يعلن عن آليات دعم الخزانة الأميركية للعراق
- الموارد المائية: الأمطار الأخيرة حققت رية أولى كاملة لمحصولي الحنطة والشعير
- مستشار حكومي يعلن عن استراتيجيات لتحقيق الأمن الغذائي في العراق