بقلم:عباس الصباغ
يعرّف التنمّر بانه سلوك عدواني متكرّر يهدف للإضرار بشخص آخر عمداً، جسديا أو نفسيا.. وعادة ما يكون عبارة عن تحرش أو اعتداء بدني أو حتى لفظي او الاستهزاء ايضا . ويمكن أن ننطلق من هذا التعريف المقتضب لمعرفة أسباب حدوث بعض الظواهر الاجتماعية المرفوضة والغريبة على واقع المشهد السيوسولوجي العراقي المعروف بالتزامه بالقيم الدينية والعشائرية والعرفية اكثر من غيره من المجتمعات المماثلة فأنواع التنمر كثيرة ولكن أخطرها هو التنمّر الاجتماعي لصلته المباشرة بالأسرة رغم خطورة باقي أنواع التنمّر على عموم المجتمع. كنا قبل التغيير النيساني 2003 نسمع ونشاهد حالات مأساوية تتضمّن تعنيفا أسريا بسبب مشاكل عائلية او حالة نفسية مشخصّة ، لكننا لم نر أن تلك المشاكل تؤدي إلى القتل أو الانتحار مهما كانت دوافعها فهي لايقبلها العقل او المنطق أو العرف أو الشريعة السمحاء فحين يصل اليأس بأب يحرق نفسه منتحرا ـ كما حدث للشاب عمر وأطفاله الصغارـ ربما لأسباب اجتماعية / اقتصادية / نفسية ولكن أن يحرق معه أطفاله الصغار ولأسباب كثيرة ومتداخلة كالفقر المدقع وتناول المخدرات والظرف الاقتصادي العام للبلد والظروف الجوية القاسية وغيرها، أو نرى ونسمع عن أب يستغلّ أولاده في الأعمال الشاقّة والمتعبة أو في التسوّل او في أمور لا أخلاقية ويعرّضهم في حالة رفضهم لهكذا أعمال إلى أقسى العقوبات والاهانات والطرد وهي موجودة بكثرة في مجتمعنا لأسباب اغلبها اقتصادية ، فالكثير من الأطفال شُرّدوا من قبل ذويهم بعد أن تعرّضوا للتعنيف الشديد والمستمرّ ومن ثمّ تمّ طردهم إلى غياهب ودهاليز المجهول والمستقبل الغامض وبالنتيجة إنتاج أجيال جديدة منحرفة. والمثل الثاني على التنمّر الاجتماعي (الأمثلة كثيرة) هو مايتعلّق بمعاملة الأبوين وعقوقهما والتي قد تتطوّر في أسوأ أشكالها مثل رميهما إلى قارعة الطريق او الى دور الايواء الخاصة بالمسنين وهي ظاهرة تتنافى مع جميع القيم الانسانية وتنقل وسائل الاعلام أخبارا مرعبة عن حالات عقوق قد تصل إلى درجة القتل في بعض الأحيان أو تصل إلى درجة الاهمال الشديد وهم في عمر يحتاجون فيه إلى الرعاية الخاصة . باستشراء هذه الظواهر السلبية للتنمّر الاجتماعي بكافّة أشكاله السلبية يكون المشهد السيسولوجي العراقي قد خطا خطوات بعيدة نحو التشرذم الاجتماعي والتفكّك الأسري وهي مظاهر لم تكن موجودة في المجتمع العراقي من قبل وربما تكون الظروف السياسية الشاذّة والحرمان الاقتصادي فضلا عن المعاناة المعيشية والظروف الصعبة التي تعتري المواطن العراقي في حياته اليومية سببا لحدوث التنمّر الاجتماعي في أسوأ صوره وهو مايتعلّق بذوي الرحم خاصة مايعرّض اللبنة الأساس في المجتمع ألا وهي الأسرة إلى مخاطر جسيمة من الصعب معالجة آثارها والتي تتولى الشرطة المجتمعية التعامل معها ميدانيا وهذا لوحده لايكفي .
أقرأ ايضاً
- تأثير مشاهير المحتوى السلبي في مواقع التواصل الاجتماعي على المجتمع
- الى أدعياء النوع الاجتماعي...اي الشذوذ الجنسي
- كيف تكشف الخلايا النائمة للأحزاب على مواقع التواصل الاجتماعي؟!