بقلم: محمد حمدي
طالعت بمنتهى الأسف الصور الأخيرة لإنهاء حياة "مُنتدى شباب ورياضة الفاروق" أحّد أنشط منتديات الكرخ التي تتّبع اليوم محافظة بغداد، بعد قرار اللامركزية الإدارية، وقد أحيل المنتدى الى الاستثمار قانوناً منذ سنوات يوم كان المنتدى تابعاً لوزارة الشباب والرياضة.
ومع كل المحاولات التي بذلها شباب منتدى الفاروق والوجهاء وعدد من الشخصيات الإعلامية والرياضية والسياسية بما فيهم الوزير عدنان درجال إلا أن جميع المحاولات ذهبت أدراج الرياح، وتم إخلاء موجودات المنتدى بقرار قضائي ليتحوّل قريباً الى مول ومقاهي ومدينة ألعاب كتلك التي تعجُّ بها بغداد اليوم وما أكثرها ويكون روّاد المقاهي من الشباب الرياضيين الذين لم يجدوا ضالتهم في الرياضة أو أرغموا على هجرها قسراً، وتمتدُّ السلسلة التخريبية لقطار المنتديات الأخرى التي تم الإجهاز عليها تماماً في الكرخ مثل منتدى التحدّي والحرية والكاظمية وقريباً البياع أيضاً، ضياع لحقبة مشرّفة من التاريخ خرّجت أبطال الرياضة بمختلف الألعاب التي نفخر بها الى اليوم ولا أعلم ما الذي ستخرّجه لنا المولات والمقاهي؟
خليجي 25
الحكومة على أعلى المستويات أعلنت عن ابتهاجها مع جماهيرنا الرياضية بالحدث الأبرز وهو فوز العراق والبصرة تحديداً بشرف تنظيم بطولة خليجي 25 الذي كان بإجماع أعضاء اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم بعد مخاض عسير لسنوات طويلة.
الجميل في الأمر ما أعلنه الوزير عدنان درجال بأن البطولة والإعداد النهائي قد انطلق فعلاً بلجنة مركزية يقف على رأسها رئيس الوزراء وعضوية وزير الرياضة ومحافظ البصرة وعدد آخر من الدوائر الساندة، وأودُّ هنا أن أذكّر وأنا على يقين بأن ملف الفنادق والأماكن الترفيهية سيكون له نصيب من التحضير، وأشير فقط الى نهر العشّار أيقونة البصرة الذي لا يجوز أن يبقى على حاله كما نراه اليوم، والضرورة تقتضي تنظيم حملة كبيرة لتنظيف النهر الذي يتوسّط البصرة وترصيفه والعناية بمقترباته وهي عملية بسيطة لا تتطلّب الكثير من الجهد بوجود أعداد هائلة من الشباب المتطوّعين على أتمّ جهوزية للمشاركة في العمل الذي يُظهِر بصرتنا متألّقة جميلة كما نريده.
رحيل (أبو حبيب)
غادرنا منذ أيام المصوّر الرياضي المعروف والشخصية الطيّبة التي عرفها الجميع بحبّها للخير وزرع الابتسامة في النفوس الكابتن سعد لهد (أبو حبيب) الذي عاصر اللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة بمنتهى الحرص والمسؤولية مع شقيقه التوأم رعد رحمهما الله.
وعُرف سعد بحُبِّه لنادي القوّة الجوية حدّ الهيام والتعلّق، ويروي لنا سابقاً كيف طالب بأن تقام حفلة عرسه (الزفة) من ملعب الشعب في إحدى مباريات الجوية الى عشّ الزوجية تيمّناً بحبّه الكبير للنادي العريق.
رحل سعد لهد، ولم يتذكّره من الجوية أحّد، ولا بتعليق أو وضع لافتة عزاء كردّ لديون الحبيب أبو حبيب، وللأسف مات ورحل الى ربّه ولم يدرك أن عشقه من طرف واحد.
اتحادات مُنقسِمة
يَشرِف الموسم الرياضي للعام الحالي على الانتهاء فيما يخصّ البطولات المحلّية لمختلف الألعاب الرياضية وسط انقسامات حادّة تناسخت بها المشاكل والتشهير ونشر الغسيل بين أطرافها زملاء الأمس وأعداء اليوم الى درجة استحالة العمل سوية، ويدفع ثمن الانقسامات مستقبل الألعاب وانتشارها بعد أن طغت الخلافات الإدارية على الفنية وضاعت الفرق بمختلف فئاتها، وتكاد تكون الأسباب واحدة بقاسم مشترك هو الجشع وتغليب لغة المصالح الفردية والاستئثار بالسلطة، مع عجز تام للمؤسّسات الرياضية الكُبرى التي يفترض أن تكون راعية ومتواجدة لتقريب وجهات النظر أو حسم المشاكل بقوّة، هذا هو المشهد الأخير لأغلب الاتحادات!