- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مشروع هارب السري في العراق !؟
بقلم: عمر الناصر
سابقاً مابين عامي ١٩٨٠ - ٢٠٠٠ لم يكترث الا القليل من الناس لاهمية الطقس او يتابع درجة الحرارة كما هو الحال اليوم، ربما يرجع ذلك لسبب عدم وجود الهواتف الذكية انذاك ، او ربما يكون بسبب عدم وجود ثقافة للاهتمام بهذا المفصل كما هو الحال اليوم، لان قدراتنا العقلية وايماننا المطلق يجعلنا نفكر بأن هذا الموضوع تتحكم به العناية الالهية حصراً، ومن المحال ان تتدخل به الارادة البشرية، ولقناعتنا انذاك بأنه لم يصل العلم في ذلك الوقت لكي يوظف ويستخدم الطقس كاحد الاسلحة البايوسياسية او الجيوسياسية كما نراه اليوم .
جميعنا يعلم بأن التغيرات المناخية بعد عام ٢٠٠١ قد اختلفت كثيراً، بالعراق خصوصاً وفي العالم بشكل عام، بل اضحت الكثير من الدول تؤمن ايمانا قطعياً بأن مثل هذا الموضوع ربما اصبح احد اخطر الوسائل التي تندرج ضمن اساليب الحروب الباردة ، لكن بطريقة غير كلاسيكية ، حتى ان كميات الغازات المنبعثة والمخلفات المضرة بالبيئة ، قد رفعت درجة حرارة الكوكب إلى ١.٢ درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، وسبق أن حُكِم على ٢٠٪ من انواع الحيوانات والحياة البرية بالانقراض مع حلول عام ٢٠٥٠ .
العالم بدء يتغير بشكل ملفت ، ودول الشرق الاوسط بدأت تعي كليا ان حجم الخطر القادم سيسبب الكثير من التغيرات المناخية ، وبدات الدول فعلياً بأجراء خطط نوعية للتصدي لحرب جديدة ربما ستكون الاعنف والاقوى على مر العصور ، والتي ستجعلنا نفكر جدياً بأن الاهمال واللامبالاة التي تعيشها اليوم الكثير من المجتمعات ، ربما ستجر ويلات وكوارث حقيقية وتبدأ بطمر واندثار مدن ودول كثيرة قد ظهرت فجاة على سطح البحر ، مثلما اندثرت حضارات قديمة مثل حضارة المايا وحضارة نورتي تشيكو .
لا بد لنا من مواكبة العقول البشرية الموجودة في الدول المتقدمة، من باب التحرك الاستباقي للدفاع عن البيئة المحيطة بنا بشتى السبل، ولا بد لنا اليوم من ثورة توعوية وفكرية لاننا اصبحنا جاهزين على ابواب مرحلة ربط الاحزمة ، وان نذهب بالتفكير خارج الصندوق على اعتبار بأن الحداثة والتطور اصبحوا اسلحة دفاعية ليس بالضرورة ان تكون اسلحة هجومية ، اذا ما سلطنا عليها الضوء لغرض الاستخدامات السلمية، ومن يطلع على شكل الارض هذا اليوم مقارنة مع ماكان عليها قبل ٦٠ سنة سيجد ان اغلب الدول لديها استراتيجيات للتسلح غير التي اعتدنا عليها في خمسينات القرن المنصرم .
ومشروع هارب السري او مشروع الشفق النشط عالي التردد كما يطلق عليه High Frecuency Active Auroral Research program ، لو تم الحديث عنه امام البسطاء من اجل افهامهم بوجود امكانية لتحكم الانسان بالزوابع الرعدية واثارة الغبار والزلازل والفيضانات، ستجد بعضهم يترنح من الضحك ليصل لدرجة القهقهة ، بل ربما يتهمك بالكفر والزندقة التي توصلك الى حدود الهرطقة ، والبعض الاخر ربما سيصاب بالذهول لعدم ادراك امكانياته الذهنية وقدراته العقلية استيعاب وفهم مثل هكذا موضوع، ولكن اذا ما دققنا النظر وسلطنا الضوء بحرفية ، وقمنا بعمل مقارنة فعلية بين ما كان عليه شكل المناخ في العراق قبل دخول القوات الامريكية واحتلاله ، فاننا نقول بأنه تغيّر بالفعل بحيث اصبح الغبار مرافق لنا في حلّنا و ترحالنا . وهنا لابد من التساؤل على وجه الفرضية ان صحت ، ما الغاية الفعلية والغرض الحقيقي من وجود هكذا مشروع يعد بمثابة سلاح عسكري بايوسياسي في دولة مُختَرقة السيادة من جميع اطرافها ؟
انتهى ..
خارج النص / مشروع هارب جزء من مشروع SPS مشروع الأقمار الصناعية للطاقة الشمسية الذي تم طرحه عام ١٩٦٨ ، ومشروع Starfish عام ١٩٦٢ .
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي