- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
إِنتبهُوا.. فالنَّجف الأَشرف ليست تحتَ الطَّلب ! - الجزء الاول
بقلم: نزار حيدر
١/ ما الذي لم تقلهُ أَو لم تتطرَّق إِليهِ أَو تتحدَّث فيهِ النَّجف الأَشرف ليُطالبها بعض السَّاسة اليَوم لتقولَ كلمتها في الأَزمةِ الخطيرةِ التي تعصِف بالبلادِ؟!.
ومتى أَصغَوا لها طِوال السِّنين الماضية ليصغُوا لها في المرَّةِ القادمةِ؟!.
لَو أَعطُوها الأُذُن الواعية بالأَمسِ لما ورَّطُوا البلادَ اليَوم بما تُعاني منهُ!.
إِنَّهُم سبب الأَزمة وعليهِم تحمُّل مسؤُوليَّة حلَّها أَو على الأَقل التَّخفيفِ منها، فلا يبحثُوا عمَّن يُحمِّلُوه المسؤُوليَّة ليفلتُوا منها!.
أَلم يقُل مُعتمد المرجع الأَعلى العلَّامة الحُجَّة السيِّد أَحمد الصَّافي مرَّات وكرَّات بأَنَّهم [مَن بيدهِ زِمام الأُمور] أَعطَوا المرجعيَّة الأُذن الصمَّاء وأَدارُوا ظهورهُم لها؟!.
أَلم تقُل النَّجف الأَشرف [لقد بحَّ صوتنا] في إِشارةٍ إِلى أَنَّهم لم يصغُوا لها ولم يسمعُوا لِما تقولهُ؟!.
إِنَّهم يريدُونَ النَّجف الأَشرف مُوجِّهاً وناطِقاً وخطيباً تحتَ الطَّلب، يقرِّرونَ لها وقتَ الكلام ويُحدِّدونَ لها وقتَ الصَّمت! للإِتِّجارِ بمواقفِها واستدرارِ عواطفِ المُغفَّلينَ فقط.
إِنَّهم لا يريدُونها مصدراً للتَّوجيهِ والتَّسديدِ والنُّصحِ والإِرشادِ لحلِّ أَزمةٍ أَو لتقديمِ رُؤيةٍ مُستقبليَّةٍ، ولو كانُوا كذلكَ لما وصلت البلاد إِلى هذهِ الحال التي لا تسرُّ صديقاً أَبداً!.
٢/ لقد اتَّهمت النَّجف الأَشرف رئيس الحكُومة وقتَ تمدُّد [الفُقاعة] عام ٢٠١٤ بتورُّطهِ في [٣] ملفَّات خطيرة جدّاً وهي؛ [مخاطِر الإِرهاب والحرب الطائفيَّة والتَّقسيم].
راجعُوا الرِّسالة الجوابيَّة المُؤَرَّخة في [١١ رمضان ١٤٣٥] فسيتَّضح لكُم الأَمر جليّاً، ولذلكَ طالبت بترشيحِ رئيسٍ جديدٍ للحكُومةِ ليُنقذَ البلاد من هذهِ المخاطِر الثَّلاثة بعدَ أَن ركلَت السَّبب وأَزاحتهُ بعيداً عن السُّلطةِ!.
وفي ذكرى فتوى الجِهاد الكِفائي التي أَقضَّت مضاجع أَعداء العراق وأَنتجت قوَّةً عسكريَّةً وأَمنيَّةً عقائديَّةً [الحشد الشَّعبي] يُعتَمدُ عليها في حمايةِ البلادِ والعبادِ إِلى جانب بقيَّة عناوين المُؤَسَّسة الأَمنيَّة والعسكريَّة للدَّولة، يلزمنا أَن لا ننسى الأَسباب والمُقدِّمات التي أَنتجت الإِرهاب وتركت [الفُقاعة] تتمدَّد حتَّى تُسيطر على نصفَ الأَراضي العراقيَّة وقتها.
فمَن يسعى للحيلُولةِ دونَ تكرارِ تلكَ الظُّروف الدمويَّة القاسِية، يلزمهُ أَن يتذكَّر [٣] أَشياء هي؛ المُقدِّمات والأَدوات والنَّتائج، وعلى طرفَي المُعادلة.
المُقدِّمات التي أَنتجت الظُّروف والتي تقف على رأسِها الفَساد والفَشل والوَهن الذي أَصابَ الدَّولة جرَّاء الصِّراعات والنِّزاعات التي عاشَتها القِوى السياسيَّة لتقاسُم مغانِم السُّلطة من دونِ الإِنتباه إِلى المخاطِر العظيمة التي كانت تُحيطُ بالبلادِ.
أَمَّا الأَدوات فهي على نَوعَينِ:
الأَدوات التي وطَّأَت للمأساة ووظَّفتها، وهُم كُل القِوى السياسيَّة التي كانت تخوضُ في دماءِ وأَعراضِ ومُقدِّراتِ البلادِ بِلا رحمةٍ.
والأَدوات التي غيَّرت مجرى التَّاريخ وقلبت السِّحر على السَّاحر، وعلى رأسها فتوى المرجع الأَعلى التي حشَّدت العراقيِّين ليهبُّوا هبَّةَ رجُلٍ واحدٍ للتصدِّي للإِرهاب، والمتطوِّعين والمُقاتلين الشُّجعان الذين لبُّوا نداء الوطن من خلالِ تلبيتهِم لنداءِ الفتوى التاريخيَّة، فضلاً عن دماءِ الشُّهداء الطَّاهرة التي أُريقت على كُلِّ شبرٍ من أَرضِ العراق الطَّاهرة التي دنَّسها الإِرهابيُّون!.
أَمَّا النَّتائج فهي الأُخرى على نَوعَينِ:
الأَوَّل؛ هي النَّتائج المُدمِّرة التي خلَّفها الإِرهاب، وخاصَّةً المعنويَّةِ منها.
والثَّاني؛ هي النَّتائج التي خلَّفتها الفَتوى وتضحيات العراقيِّين.
كلُّ هذا يجب أَن لا ننساهُ إِذا كُنَّا جادِّين بالفعل وحريصينَ على أَن لا يتكرَّر المشهد، فالفتنةُ مازالت شاخصةً كما ذكرَ ذلكَ الأُسبوع الماضي السيِّد الصَّافي!.
إِذن؛ لا يكفي أَن نتذكَّر شيئاً من كلِّ هذا وننسى أَشياءً، لأَنَّ ذلكَ يُضلِّلنا ولا يدعَنا نُفكِّر بشَكلٍ صحيحٍ أَو نستنتجَ بشَكلٍ سليمٍ.
٣/ الحديثُ عن إِعادة الإِنتخابات عبثٌ لا طائِلَ من ورائهِ وهو نوعٌ من أَنواعِ الضِّحكِ على الذُّقُونِ!.
إِنَّ صُندوق الإِقتراع هو الأَداة التي يتمُّ مِن خلالِها تحديد أَوزان الفُرقاء السياسيِّين لتحقيقِ مبدأ التَّداول السِّلمي للسُّلطة، فصَوتٌ واحدٌ فقط تحتَ قُبَّة البرلمان يُحدِّد الأَغلبيَّة النيابيَّةِ التي تُشكِّل الحكومةِ أَو الأَقليَّة النيابيَّةِ التي تذهب للمُعارضةِ.
صَوتٌ نيابيٌّ واحدٌ يُشكِّلُ الحكُومةِ أَو يُسقِطَها.
أَمَّا إِذا كانَ الفُرقاء لا يقبلُونَ بالأَوزان التي تُفرِزُها صناديق الإِقتراع داعينَ إِلى [عمليَّةٍ إِنتخابيَّةٍ مُتوازِنةٍ] تعتمدُ أَوزان ما يُطلِقونَ عليهِ بالأَوزان [الواقعيَّة والتَّاريخيَّة] فما فائدةُ صندُوق الإِقتراع إِذن؟!.
حتَّى لا تضحكُوا على ذقونِكم أَو ذقُونِ العراقيِّين يمكنكُم تقاسُم مقاعد مجلس النوَّاب كُلَّ [٤] سنوات حسبَ الأَوزان التي في مُخيِّلتِكُم فإِنَّ ذلكَ أَفضل من أَن تجري الإِنتخابات وأَنتُم مُصمِّمونَ على رفضِ البناءِ على نتائجِها معَ سبقِ الإِصرار!.
ذلكَ يُوفِّر عليكُم الكثير من المالِ والوقتِ والجُهدِ و…الدجَل!.
لقد أَثبتت الإِنتخابات الأَخيرة الحقائق التَّالية:
- لا فرقَ بين الفائِز والمهزُوم، عندما تدعُونَ إِلى تبنِّي قاعدة [لا غالب ولا مغلُوب، الكُلُّ رابحٌ] فلماذا الإِحتكام إِلى صُندُوق الإِقتراع إِذن؟!.
- لا معنى لمبدأ تداوُل السُّلطة ففي كُلِّ مرَّةٍ تريدُونَ أَن يشتركَ كُلِّ البرلمان في الحكومة، فلماذا صندُوق الإِقتراع إِذن؟!.
- وبعدَ قرارِ المحكمةِ الإِتِّحاديَّةِ بشأنِ [الثُّلث المُعطِّل] فلم يبقَ معنى لأَغلبيَّة وأَقليَّة تحتَ قُبَّة البرلمان، فلماذا صندُوق الإِقتراع إِذن؟!.
يتبع ..