- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الامام الجواد (ع)وبناء الجماعة الصالحة
حجم النص
بقلم:صفية الجيزاني
لقد سعى أئمتنا عليهم السلام الى تحقيق عزة الاسلام والمسلمين من خلال مواقفهم وتحركاتهم الحكيمة والوصول الى الهدف المطلوب على احسن وجه، وهكذا سار امامنا الجواد عليه السلام على نهج آبائه ،وكان تحركه ينطلق من هذه الرؤية، بشكل واسع ومؤثر؛من اجل إعداد الامة إعدادا رساليا .
فقد اهتم عليه السلام في بناء الجانب الفكري والعقائدي في شخصية المسلم كالدعوة الى التوحيد الخالص ،قال الجعفري:(قلت لأبي جعفر الثاني ):(قل هو الله احد) مامعنى الأحد؟ قال: المجمع عليه بالوحدانية ،اما سمعته يقول :(ولئن سألتهم من خلق السموات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله )العنكبوت/٦١ ،ثم يقولون بعد ذلك :له شريك وصاحبه.*١
وسئل عليه السلام :أيجوز أن يقال لله :إنه شيء؟ فقال :نعم ،تخرجه من الحدين :حد التعطيل وحد التشبيه.*٢
ومن جانب آخر فقد اسهمت إجابات الامام الجواد عليه السلام على الاستفتاءات الفقهية والاستفسارات العلمية في البناء العلمي للجماعة الصالحة ،جاء في رواية علي بن مهزيار عن محمد بن الحسن الاشعري ،قال :(كتب بعض بني عمي الى ابي جعفر الثاني :ماتقول في صبية زوّجها عمها ،فلما كبرت أبت التزويج؟ فكتب بخط يده عليه السلام:(لاتكره على ذلك ،والامر أمرها)*٣
كما إهتم عليه السلام بالجانب التربوي للأمة وبناء الخلق الاسلامي عند الفرد والمجتمع فقد كان ينقل لهم أحاديث أجداده عليهم السلام لما تحتويه من ارشادات وتوجيهات مؤثرة وعميقة ،فقد أكد على ضرورة الابتعاد عن مجاراة الظالمين والركون اليهم ،فقد روى عليه السلام عن أمير المؤمنين قوله :(العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء)*٤،كما حث الامة على اكتساب العلم وكان يتأثر لكثرة الجهلاء ويعتبر ما يطرحوه سببا لاختلاف الأمة . اضافة الى العديد من الجوانب التربوية التي لها دور في بناء شخصية المسلم
واخيرا إعداد الامة والجماعة لدور الغيبة وهو من الاهداف الاساسية لاهل البيت عليهم السلام ،فبسبب ماكان يعانيه الامام عليه السلام من الرقابة والضغط من قبل السلطات الحاكمة ،فكان من الضروري إيجاد وتوسيع دائرة نظام الوكلاء ليساعده على سهولة التحرك والارتباط ،اضافة الى المراسلات السرية الجارية بين الامام وأتباعه .
وقد طرح الامام الجواد عليه السلام قضية الامام المهدي على الأمة وذلك لأعدادهم لأستقبال يومه ،عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال:قلت لمحمد بن علي بن موسى (عليه السلام):يامولاي !إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.فقال (عليه السلام):
(ما منّا الا قائم بأمر الله ،وهاد الى دين الله ،ولكن القائم الذي يطهر الله به الارض من اهل الكفر والجحود ويملأها قسطا وعدلا هو الذي يخفى على الناس ولادته ،ويغيب عنهم شخصه،ويحرم عليهم تسميته ،وهو سميّ رسول الله وكنيّه،وهو الذي تطوى له الارض ،ويذل له كل صعب ،يجتمع اليه اصحابه عدة اهل بدر:(ثلاثمائة وثلاثة عشر )رجلا من أقاصي الارض وذلك قول الله عزوجل :(أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير )،فاذا اجتمعت له هذه العدة من اهل الاخلاص ،اظهر الله أمره ،فاذا كمل له العقد وهو (عشرة الاف )رجل ،خرج بأذن الله تعالى ،فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله عز وجل )
١-اعلام الهداية ١٨٣:١١
٢-الكافي ٨٢:١
٣-تهذيب الاحكام ٣٨٦:٧
٤-كشف الغمة: ١٣٨:٣
٥-إكمال الدين وتمام النعمة٣٧٧
أقرأ ايضاً
- الامام الصادق (ع) ونظرته الثاقبة للاحداث
- اغتيال الامام علي بن ابي طالب (ع) اول محاولات القضاء على الدين والعدالة
- امتيازات الامام علي عليه السلام