حجم النص
بقلم: صلاح حزام
قبل يومين، اقتحمت منزلنا ذبابة واحدة افسدت حياتنا واقلقت راحتنا.
عجزنا عن قتلها والتخلص منها بعد ان استخدمنا كل الوسائل المتاحة.
كانت تتخلص ببراعة حتى من مبيد الحشرات وتأتي لتقف على وجهي او يدي لكي لا استطيع ضربها.
تختفي ساعات، استراحة محارب ،ثم تعاود الظهور وتقف على فاكهة او طعام وتثير القرف لدى الجميع.
اليوم قلت لزوجتي ان عمر الذبابة بضعة ايام ، لذلك علينا الانتظار لكي تموت الذبابة بيولوجياً ونتخلص منها!! بعد ان شعرنا بالعجز والهزيمة النكراء امام تلك الذبابة.
قالت لي زوجتي: ان ذلك الانتظار يشبه انتظارنا سابقاً ان نتخلص من بعض السياسيين عن طريق الموت الطبيعي والذي لم يحصل لأي منهم لو لا الاحتلال..
ما اشنع الذباب سواء الحقيقي او البشري ..
ما ابشع ان يكون وجود الانسان في الحياة كمثل وجود ذبابة.
يكون مصدراً للتوتر والاشمئزاز والازعاج والقرف.
في حياتنا الكثير من الذباب البشري لاسيما على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي. انهم يعملون بدأب وحماس لنشر التلوث والازعاج وافساد الأشياء الجميلة.
ذكرتني حادثة ذبابتنا المنزلية التي اصبحت اشبه بالحيوان الأليف، برواية الكاتب جان بول سارتر المعنونة : الذباب، والتي يصوّر فيها الحياة في باريس في ظل الاحتلال النازي وكيف ان الجنود النازيين كانوا يتصرفون كالذباب الذي يلوّث كل شيء جميل وانيق.
يقال ان الخليفة المنصور دخل احد بساتينه وقد تجمع حوله الذباب بسبب كثرة الفاكهة المتساقطة .
فانزعج المنصور وسأل احد مرافقيه: لماذا خلق الله الذباب؟
فأجابه المرافق فوراً : ليذلّ به الجبّارين !!