بقلم:عباس الصباغ
وهي امنية كانت تكررها وزارة الكهرباء دائما في موسم الربيع حين تصل وتائر الانتاج والتوزيع الى ارقام "عالية" ولكن دون ان تتحقق بمجرد الولوج الى الصيف القائظ ، وعند التردي تتحجج الوزارة بالطقس و كثرة الاستهلاك وتذبذب الغاز الايراني الذي تتعامل حكومته ضمن مبدأ الامن القومي وليس حسب العواطف ، ولن تتحقق هذه الامنية الا اذا تجاوزت الوزارة منظومة التحديات الكثيرة والثقيلة التي تواجهها ، فمنها مايتعلق بالأمور الفنية والهندسية ومنها مايخص الامور الامنية ومنها ما يتعلق بالأمور السياسية ومايرتبط بالتجاذبات والمناكفات التي يفتعلها الساسة وهي كثيرة في المشهد العراقي والتي تؤثر بشكل مباشر على اداء الوزارة ، ومنها مايتعلق بالأمور المالية واللوجستية واسترجاع ثقة المواطن بهذه الوزارة وغيرها . امنيا يجب ان تتخذ السلطات الامنية المختصة اجراءات استباقية ومهنية للحد من استهداف الخطوط والابراج الناقلة للكهرباء الوطنية والمستهدفة من قبل الارهاب وبخروق امنية تطيح بتلك المنظومة وتعرّض التجهيز الى شلل شبه تام وفي نصف درجة الغليان وهذا اول تحد الذي مايزال قائما ، وتحد اخر يتمثل بالإنتاج والتوزيع لخطوط الكهرباء الوطنية وتوفير قطع الغيار والمحولات اللازمة للتوزيع ، فضلا عن معالجة التجاوزات والخروقات المستمرة على شبكات التوزيع والتي تسبب هدرا كبيرا للطاقة والبعض لايمتلكون مقاييس للطلقة ، والبعض يعدّ عدم دفعه الاجور ولمدد طويلة احتجاجا على تردي التجهيز خاصة في ايام القيظ ويقولون (اين هي الكهرباء؟ كي ندفع الاجور)،وتوعية المواطنين بضرورة ترشيد استهلاكهم للكهرباء كي يستفيد الجميع منها فهذا واجب اخلاقي وشرعي . ويبقى التحدي الاكبر الذي يتمثل بالأمور المالية لأنه في كل سنة توجّه وزارة الكهرباء بضرورة تزويدها بالأموال المطلوبة رغم ضعف الاداء وشحة التوزيع وهو موضوع يدخل في الجدل المحتدم حول الموازنة رغم تبخر الكثير من الترليونات المخصصة لذلك كل عام . في الحقيقة ان ملف الكهرباء شائك ومعقد ويكتنفه الكثير من الغموض وهو من الملفات التي وقعت ضحية المحاصصة سيئة الصيت وايلاء الرجل غير المناسب في المكان المناسب وهو ما ادى الى تقهقر الخدمات عموما في البلد بعد ان استشرى الفساد في اغلب مفاصل الدولة ما اضاع الكثير من فرص التقدم والازدهار عموما ومن جملة ذلك تعثر ملف الاعتماد على شركة سيمنز الالمانية وتبخر مشاريعها ادراج الرياح ، وهذا مجرد مثال من مئات الامثلة على ضياع الجهود المبذولة للنهوض بهذا القطاع المهم الذي له تماس مباشر بجميع الفعاليات الاقتصادية ، ومعيشة الناس ومن هذا المنطلق يجب ان يكون الصيف باردا كما كانت تعدنا وزارة الكهرباء وقد اعتدنا ان نخرج كعراقيين من تلك الوعود بخفي حنين كل صيف قائظ وقد يكون هذا الصيف من ضمنها ايضا.
أقرأ ايضاً
- هل ماتت العروبه لديهم !!!
- هل يستحق المحكوم ظلما تعويضًا في القانون العراقي؟
- هل سيكون الردّ إيرانيّاً فقط ؟