- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
نحارب المخدرات بإستثمار المولات !
بقلم / مسلم الركابي
يبدو ان ظاهرة انتشار المخدرات باتت حقيقة واقعة لايمكن لأي مؤسسة حكومية او غير حكومية ولا باستطاعة اي مسؤول سواء كان مسؤولاً كبيراً ام صغيراً ان يتجاهل هذه الظاهرة التي باتت تهدد بنية المجتمع العراقي ، والجميع يعرف ان هذه الظاهرة لم تعد مخفية على احد فهناك العديد من دول العالم تعاني من هذه الظاهرة الكارثية لكن هذه الدول لم تقعد مكتوفة الايدي بل سعت وبشكل جاد الى ابتكار اساليب ووسائل للحد من هذه الظاهرة ، ونحن في العراق لاندري كيف لمؤسسات الدولة ان تعمل وتجتهد في مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة ، بالمقابل نحن نثمن دور الاجهزة الامنية وجهودها الكبيرة في متابعة تجار ومروجي ومتعاطي المخدرات بشكل يومي وهذا ما تؤكده بيانات الوزارات الامنية واجهزتها المتعددة ، ولكن دعونا نتسائل عن باقي مؤسسات الدولة من وزارات ودوائر ومنظمات مجتمعية ؟، وزارة الشباب والرياضة هذه الوزارة والتي نعتقد بانها المعنية بالامر بشكل رئيسي لانها تتعامل مع قطاع الشباب وهو القطاع المستهدف بالمخدرات ونسأل مالذي قدمته وزارة الشباب والرياضة من جهود واجراءات لمكافحة هذه الظاهرة ؟ هذا السؤال لازال اليوم يبحث عن اجابة فعلية ، اليوم وزارة الشباب والرياضة معنية فقط بقطاع الرياضة وهذا بات واضحاً للجميع ، هناك اهمال واضح للشباب من قبل وزارة الشباب ، ونحن نعرف ان هناك وكيلاً لوزير الشباب والرياضة هو مختص بشؤون الشباب مثلما هناك وكيلاً للوزير مختص بشؤون الرياضة ، ترى مالذي قدمه هذا الوكيل من برامج ومناهج تفيد الشباب العراقي ؟ ، للاسف اليوم وزارة الشباب والرياضة تطلق رصاصة الرحمة على الشباب العراقي من خلال انتهاجها لسياسة الاستثمار لمراكز الشباب ومنتديات الشباب في عموم العراق ، فبعد ان كانت هذه المنتديات والمراكز تشكل ملاذاً ومكاناً للشباب لانها كانت تستوعب طاقاتهم وتوفر المستلزمات اللازمة لتنمية هواياتهم الفنية والرياضية والاجتماعية اصبحت هذه المراكز والمنتديات عبارة عن مولات استثمارية ، لانعرف كيف يتسنى للدولة العراقية ان تفكر بهذه الطريقة البائسة ، فهي تخسر شباب العراق بشكل مستمر مما يجعلهم صيداً سهلاً لتجار المخدرات وعصابات الجريمة والارهاب ، هذه للاسف سياسات وزارة الشباب والرياضة في العراق اليوم ، كنا نسمع دائماً من يقول ، ابني ملعب تغلق مستشفى وابني مسرح تغلق سجن ، نحن في العراق اليوم للاسف نفتح سجون ومستشفيات ومولات ومقاهي وكوفيهات للاركيلة ونهدم ونغلق مراكز ومنتديات شباب تحت يافطة الاستثمار ، التي حولت شباب العراق الى ان يكون صيداً سهلاً لتجار المخدرات وعصابات الجربمة والارهاب ، سياسة الاستثمار التي سنتها احزاب الخراب والفساد والفشل والتي تبحث دائماً عن مكاسب وغنائم على حساب الوطن والمواطن . ترى من يستطيع اليوم ان يوقف هذه الهجمة الشرسة والتي تستهدف مراكز ومنتديات الشباب في عموم العراق ؟ من يستطيع اليوم ان يوقف عقود الاستثمار والتي تشوبها الكثير والكثير من شبهات الفساد ؟ من يستطيع ان ينقذ شباب الوطن ؟ ويعيد اليه مراكزه ومنتدياته من عبث العابثين ؟
أقرأ ايضاً
- التأهيل اللاحق لمدمني المخدرات
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!