- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
التفكير الإيجابي بنسخته الاصيلة عن خاتم النبيين (ص)
بقلم: زهراء شاكر المرشدي
قد يقع اختيار الانسان وما يمر به من مقدرات رهين آماله وظنونه الكامنة في خلجاته أو في تلك المتجلية للعيان منها، فيكون له بذلك القدرة على تحديد مألات مسير الأحداث الدنيوية من خلال جذب الطاقات الإيجابية باتجاهه.
قانون الجذب العام، التفكير الايجابي، مفردات ينادي بها المتحدثون وأصحاب محتوى تطوير الذات المعاصرون متناسين أن الواضع الأول والمثبت لأعمدة بنيانها منذ قرون النبي الاعظم محمد (ص) حامل الرسالة السماوية الخالدة على مر التاريخ فقد روي عنه (صلى الله عليه واله وسلم) ذلك القانون العظيم ملخصا اياها بما جاء في الروايات عنه قائلا: ((تفاءلوا بالخير تجدوه))، اذ نستشف من هذا المروي قانونا حياتيا يجمل مسيرة رحلة الانسان في هذا الكون المتشعب فيصف ادراك الخير واستحصاله بالتفاؤل والايمان بما قسمه الله لكل انسان والتسليم للعدالة الالهية في تقسيم الارزاق كما انه يُقرن التوفيق بحالة التفاؤل الدالة الى معنى واضح من خلال صفاء السريرة المؤدية الى كل خير يصيب المرء والتي تعد مفتاح الحصول على النعم الالهية وان ما يكملها في عوالم الوجود المادي هو العمل و السعي بالاعتماد على المعطيات الدنيوية والباقي ما هو إلا تقدير وتدبير الخالق، ولا يشمل نيل تلك المميزات المتفائلين المتقاعدين، فلا يثمر التفاؤل مجردا انما يحتاج الى طاقة تحركه باتجاه بناء الانسان بصورة تكاملية كما انها لا تتحقق مالم تكن مقرونة بالأسباب الطبيعية التي تطبق بهمّة و شغف عاليين حتى تعطي النتائج المرجوة.
على الانسان امتلاك الوعي اليقيني بان التفاؤل ينبغي نبوعه من مورد عذب و حقيقي من خلال حسن الظن بالله تعالى وما يكتبه لنا بإذنه تبارك وتعالى، وهل يعقل أن يُقبل أحدنا على هذا الكريم ويكون في ذهنه ذاك التصور عن كم النعم التي سيجنيها فيكون ذاك العطاء أقل من تلك التصورات؟ حاشى لله ذلك، هذا يتنافى مع صفاته الجلية تلك.
أخذ الله على نفسه عهدا في حديث قدسي ((أني عند حسن ظن عبدي بي)) ، وهذه رسالة اطمئنان واضحة للعبد بان الله معه مهما فارقته الدنيا بما سخره الله فيها امام الانسان.
يجب على الفرد ان يؤمن ويتسمك تمسكا غليظا بأمله الذي وضعه الله تعالى به بكل ما يملكه من ارتباط عقدي تجاه الدين مما يهيئ له الفرصة لان يكون داخل دائرة الاهتمام الالهي والحياد عن التفكير الظلامي المؤدي الى تعتيم المحيط الذي يجمعنا، وان التكريم الالهي يفعل فينا تلك الهمة التي تسيّر سفينة الحياة الى الجهةٍ التي نصبوا إليها بواسطة اشرعة الأمل والعمل الصالح بما يحيطنا من حفظ رباني من الغرق بين أمواج التشاؤم والسلبية.
اذن ينبغي على الانسان ان يفعل عقله و يضع مجريات الامور وسط هذه الحياة المتراكمة بالأحداث والتناقضات العشوائية وهو يحاول ان يميز صالحها من طالحها وفق المنهج الالهي الذي خطه نبينا الاكرم (ص) و اهل بيته الاطهار (ع) الذي يصل بالعبد الى مناطق الاطمئنان الحقيقي الذي فيه مرضاة الله عز وجل.
أقرأ ايضاً
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- التعويض عن التوقيف.. خطوة نحو تطور التشريع الإجرائي