- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قِراءاتٌ في خطابِ مُعتمدِ المرجعِ الأَعلى
بقلم: نــــــــــــــــــــــــــزار حيدر
أ/ إِنَّ أَخطر ما أَشارَ إِليهِ مُعتمد المرجع الأَعلى في خطابهِ اليَوم في [مُؤتمرِ فتوى الدِّفاع] سماحة العلَّامة الحُجَّة السيِّد أَحمد الصَّافي، أَمرانِ؛
الأَوَّل؛ قولهُ [مُشكلتُنا أَنَّنا ننسى، يجبُ أَن يكونَ التَّاريخ حاضِراً عندنا].
الثَّاني؛ قولهُ [أَن نكونَ على حذرٍ دائمٍ أَن لا يتكرَّر المشهد].
والخطابُ يدورُ مدار ذِكرى فتوى الجِهاد الكِفائي التي أَصدرها المرجِعُ الأَعلى وظرُوفها وما رافقها من أَحداثٍ ومواقفَ وتطوُّراتٍ ودَورها في لمِّ الشَّعث لمواجهةِ الإِرهابِ وتحريرِ البلادِ منهُ.
فما الذي يجبُ أَن لا ننساهُ؟!.
ب/ شيئان يجب أَن لا ننساهُما، برأيي؛
١/ المُقدِّمات التي أَضاعات ثُلث البِلاد وساهمت في تمدُّد الإِرهاب.
ومِن المُقدِّمات، السِّياسات الفاسِدة والفاشِلة التي انتهجها مَن بيدهِ زِمام الأُمور وقتها.
٢/ الأَدوات التي أَوغلت في تلكَ السِّياسات وعلى رأسِها طبعاً القائِد العام للقوَّات المُسلَّحة وقتها والذي انشغلَ وشغِلَ البِلاد بنضالهِ المُستميت للحصُولِ على الولايةِ الثَّالثة!.
شيءٌ آخر مُهِمٌ جدّاً يجب أَن نتذكَّرهُ دائماً وأَبداً كُلَّما تذكَّرنا الفتوى، أَلا وهو تلكَ [الرَّكلة النجفيَّة] العظيمة وأَقصُد بها الرِّسالة الجوابيَّة التاريخيَّة للمرجعِ الأَعلى إِلى قيادةِ الحزبِ الحاكمِ وقتها، فهي التي أَزاحت [صاحبَ الفُقاعة] عن السُّلطة وبالتَّالي فتحت الطَّريق أَمام العراقيِّين للإِنخراطِ في سوحِ الجهادِ والحربِ على الإِرهابِ مُلبِّينَ نِداء الوطن والدِّين والمُقدَّسات، نِداء صاحِب الفتوى.
إِنَّ الفتوى و [الرَّكلةَ] صنوانٍ لا يُمكنُ أَن نستوعِبَ أَيٍّ منهُما في مَعزِلٍ عن الأُخرى.
هذا مِن جانبٍ، ومِن جانبٍ آخر؛ كيفَ نكونُ على حذرٍ دائمٍ حتَّى لا يتكرَّر المَشهد؟!.
ما هي الوسيلةَ للحيلولةِ دونَ سقوطِ البلدِ في أُتُونِ نفسِ تلكَ الظُّروف [لا سمحَ الله] خاصَّة وأَنَّ السيِّد المُعتمَد أَكَّد بقَولهِ [كُلُّ مَن يظنُّ أَنَّ الفِتنةَ إِنتهت أَو تنتهي فهوَ واهِم]؟!.
ج/ طبعاً؛ عندما تحكُم البلَد الآن نفس السِّياسات الفاسِدة والفاشِلة وبنفسِ العقليَّات القافِلة على مصالحِها الأَنانيَّة وبنفسِ الأَسماء والعناوين والمنهجيَّات والشِّعارات التي تسعى لعَودةِ عقاربِ الزَّمَن إِلى ما قبلَ المربَّعِ الأَوَّلِ بالإِصرارِ على تشكيلِ حكومةِ المُحاصصةِ وتوزيعِ الكعكةِ والمغانمِ! وعندما يكونُ مَن بيدهِ زِمام الأُمور الآن هوَ نفسهُ الذي كانَ يُمسكُ بها وقتَ الفتوى، وعندما يكونُ [صاحبَ الفُقاعة] هو نفسهُ اليَوم يُعرقِلُ ويُخرِّبُ ويُمارِسُ نفسَ الخُبث السِّياسي ويَتشيطَن على العمليَّة السياسيَّة برُمَّتِها، كما تشيطنَ على الفتوى و [الرَّكلة] وقتها عندما هدَّدَ بأَنَّ أَبواب جهنَّم ستنفتِح على العِراق إِذا ما تمَّت إِزاحتهُ عن السُّلطةِ! فهذا يعني أَنَّنا على شفا تكرارِ المَشهد لا سمحَ الله، فحقَّ علينا أَن نكونَ على حذرٍ.
كيفَ؟!.
د/ بإِعادةِ الإِصغاء إِلى خرائط الطَّريق التي رسمَها المرجعُ الأَعلى طِوالَ السِّنين الماضِية، خاصَّةً منذُ صدُور الفتوى، فهيَ لم ينتهِ مفعُولها أَبداً وكأَنَّها خُطَّت بمِدادِ الخلُود.
فمثلاً؛ كما أَنَّ فتوى الجِهاد الكِفائي لم ينتهِ مفعولَها، وأَقصُد بذلكَ جَوهرها، كذلكَ فإِنَّ ظرُوف وقِراءات وشرُوط [الرَّكلة النجفيَّة] السَّاحِقة لم ينتهِ مفعُولها، فهيَ لم تكُن مِزاجيَّة أَو آنيَّة أَو لظرفٍ مُعيَّن وإِنَّما هي قراءةٌ دقيقةٌ واعِيةٌ عالجت واقعاً مريضاً تميَّزَ بهِ شخصٌ مريضٌ ابتُلِيَ بهوَس الزَّعامة على فسادهِ وفشلهِ كما ابتُلي بهِ من قبلُ طُغاة العِراق الآخرِين وآخِرهُم الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين الذي دمَّرَ البِلاد بجنُونِ السُّلطةِ!.
إِنَّ [صاحِبَ الفُقاعة] كانَ على استعدادٍ لأَن يكذِبَ على المرجعِ الأَعلى شخصيّاً ليتستَّر على فسادهِ وفشلهِ وليُوظِّفَ زياراتهِ لهُ لتضليلِ الرَّأي العام، كما كانَ على استعدادٍ للتجسُّس على شُركائهِ في العمليَّة السياسيَّة وعلى وزرائهِ وتلفيقِ الملفَّاتِ الوهميَّةِ ضدَّهُم لابتزازهِم بها عندَ الحاجةِ، والتي تراكمت في مدارجِ مكتبهِ من دونِ أَن يطَّلعَ على أَيٍّ منها لحدِّ الآن الرَّأي العام!.
وصدقَ سماحة السيِّد الصَّافي بقولهِ [عندما نغلِق نعمةَ السَّمع سنقعُ في مُستنقعٍ لا ننهضَ منهُ] فهؤُلاء الذين بيدهِم زِمام الأُمور اليوم مازالُوا يكفرُونَ بنعمةِ السَّمع وهُم يعطُونَ الأُذُن الصَّماء للعقلِ والمنطقِ ولذلكَ وقعُوا في مُستنقعٍ آسنٍ ضيَّعُوا بسببهِ حقوق الشَّعب وفرَّطُوا بمصالحهِ الوطنيَّة العُليا وأَمنهِ القَومي!.
إِنَّ الإِستمرارَ في التَّصفيقِ لهُم وحُسنِ الظَّنِّ بهِم ليُغيِّرُوا ويُصلحُوا، لهُوَ مِن أَبرزِ مصاديقِ [الكُفرِ بنعمةِ السَّمعِ] و [النِّسيان]!.
فاحذرُوهُم واحذرُوا!.
١٦ حُزَيران ٢٠٢٢