بقلم: محمد حمدي
برحيل شيخ المُعلّقين الرياضيين العرب مؤيد البدري رحمه الله تكون الرياضة العراقية وأرشيفها قد خسرت قامة رياضية فارعة طالما كان تواجدها محوراً لكل ما هو جميل وأصيل ورصين على أمتداد التاريخ، ومن النادر أن لا تجد من لا تربطه ذكرى جميلة وموقف وسند مع البدري للأسرة الرياضية بصورة عامة.
في عام 2016 وأثناء وجودي في الدوحة لتغطية بطولة العالم للملاكمة التي جرت هناك ضمن وفد إعلامي دولي عربي مشترك، كان من محاسن العمل وجولاته أن إلتقينا الراحل البدري في النادي الدبلوماسي، والجميل والمُذهل الذي يعبّر عن حدس وفراسة نادرة لديه أنه عرفني من العراق حتى قبل أن أتقدّم للسلام عليه، والأجمل تلك المحاضرة البسيطة وقتها والغنيّة بمعلوماتها التي قدّمها لنا على عُجالة بالرغم من حالته الصحية الصعبة، وقد أعجب الجميع بما أدلاه من معلومات قيّمة جداً تخصّ الألعاب الفردية وتغطياتها التخصّصية.
رحم الله الموسوعي الرياضي، الإنسان مؤيد البدري، وأسكنهُ فسيح جنانه.
أندية تحت خطّ المُنحة
شكّلتْ مُنح الأندية والاتحادات الرياضية واحدة من أكبر معوّقات العمل الرياضي لدينا الذي يرتبط بطريقة (الإرضاع الحكومي) فقط كمصدر وحيد أوّلاً وأخيراً من دون أن نشهد بادرة حقيقية لوقف هذه الفرضية التي أسهمت الى حدود بعيدة في تأخّرنا وتراجع رياضتنا، بل وتحزّبها!
على مدار سنتين وما زالت تداعيات الموازنة وسوء فهم القوانين والصلاحيات هو سيد الموقف ليتم بذلك تدوير مُنح الأندية والاتحادات وصرفيّاتهم عبر مؤسّسات مُتعدّدة بروتين إداري وصولاً الى ديوان الرقابة الذي يخضع كل دينار يُصرف للتصنيف بين الرواتب والمُنح التشغيلية الأخرى للعمل ويتواصل التأخير كنتيجة طبيعية جداً لطلبات وديون العامين المُنصرمين ولصعوبة آلية العمل وشمول عدد هائِل من الأندية بالمُنح وحتى الاتحادات، وبالمُجمل فإن ما يُصرف لا يغطّي طلبات الرواتب والمكافآت وبعض الاحتياجات الضرورية.
مع كل ذلك، ومع الحديث عن الاستثمار ومنافذه إلا أن الحلول لا تبدو متيسّرة ونحن نعيش بوناً شاسعاً يفصلنا عن العالم من حولنا الذي نشاهد ونرصد تقدّمه، ولا نبادر للعمل بهذه العولمة المفيدة!
سكوب الأولمبي
ودّع منتخبنا الأولمبي بطولة آسيا تحت 23 عاماً في أوزبكستان بخسارة دراماتيكية بضربات الحظ الترجيحية، وشخصياً أرى أن الخروج بهذه الطريقة حفظ لنا ماء الوجه والعُذر الشرعي بالعودة الى الوطن وتبرير ما آلت اليه النتائج، كل ذلك لا يعني أن المنتخب الأولمبي بمعزل عن الاخفاق والمستوى المتذبذب الذي لا يوازي الاستعداد والإعداد وعدد اللاعبين المحترفين والمغتربين المتواجدين فيه أو حتى لاعبي المنتخب الأول.
الحقيقة أن توالي الصدمات التي يتعرّض لها جمهورنا الكريم من مشاركاتنا الدولية برسم المنتخب الوطني والأولمبي تضعنا أمام أحد أهم الحواجز والمفاصل التي تحتاج الى حلول سريعة، فجميع الخطوات المُتخذة تؤكّد تراجعنا بتقهقر ملحوظ في الوقت الذي نشهد فيه تصاعداً آسيوياً حاداً لمنتخبات لم يكن لها أي وجود يُذكر على صعيد المنافسة فيما تبتعد دول الترتيب المتقدّم عنّا بفارق شاسع، فإذا لم يكن للمدرب الأجنبي واللاعب المحترف دوره في تطوّرنا فبالتأكيد أن الخلل أكبر من ذلك، ويقف على مفاصل أخرى.
مناصب الآسيوي والعربي
منذ مطلع العام الحالي الى الآن حصلت شخصيات رياضية كثيرة على مناصب مهمة في الاتحادين الآسيوي والعربي لألعاب فردية وجماعية لم يكن لنا فيها وجود يُذكر، واليوم فإن عصا الإدارة سبّاقة في الحركة، ولابد لهذه المناصب أن تفعَل فِعلها في اسناد قضايا الوطن الرياضية وانهاء قدر كبير من المشاكل الموروثة التي تخصّ مشاركة الرياضيين العراقيين في بطولات خارجية أو تضييف البطولات على أرضنا.