- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ماذا كانَ سيحدثُ لنا الآن لولا هذا النفط كُلّه ؟
بقلم: د. عماد عبد اللطيف سالم
ماذا كان سيحدث لنا (الآن)، لو أنّنا لم نكن نملكُ النفط، ولم نكن نُصدّر مايقرب من 4 مليون برميل يومياً، بمعدل سعر 100 دولار للبرميل؟
ماذا كان سيحدث لنا، لو أنّنا لم نكن نملكُ النفط، وكُنّا نستوردُ لسدّ احتياجاتنا المحليّة منه (ما يقرب من مليون برميل يومياً) بسعر 100 دولار للبرميل؟
ماذا كان سيحدث لنا، لو لم تكن لدينا أيّة عائدات بالدولار، من أي مصدر من مصادر الناتج الأخرى؟
هناك من يقول، ويكرّر باستمرار: "نحنُ لبنان.. أو نحن نسخةً من لبنان".
كلاّ .
حتّى "سياسياً".. نحنُ أسوأُ من لبنان بكثير.
أمّا "اقتصاديّا" فـ لبنان أفضلُ منّا بكثير.
ولكنّ النفط (ونفطنا بالذات).. يُغطّي العيوبَ الشنيعة.
لولا نفط العراق الوفير -المُصدَّر- مرتفِع السعر.. لكان الدولار الأمريكي (الآن)= 30 الف دينار عراقي (وليس الليرة اللبنانية)..
ولكان معدّل التضخم في العراق أكثر من 20% ..
ولكان العراقيون الآن "يأكلونَ" بعضهم بعضاً (بالمعنى الحَرفي، والمجازي للكلمة).. وهو ما لم يفعله اللبنانيّون (رغم فقدانهم لمدّخراتهم في البنوك، وإفلاس مصارفهم، و التدهور المريع والسريع لأوضاعهم الإقتصاديّة والمالية والمعيشية).. إلى هذه اللحظة.
وأرجو أن لا يُزايِدَ أحدٌ عليّ، ويقول: لولا النفط لكنّا بخير !!!
كلاّ.. لن تكونوا بخير.
لم تكونوا أبداً بخير (وفي جميع الأنظمة و"مراحل التاريخ")، لولا هذا النفط الذي كان "هبةً" من الله لأرضكم هذه، التي لم يَعُد فيها، لا ماءُ يُشرَب، ولا زَرعٌ يؤكَل، ولا ضَرْعٌ يُباع.
ما يجعلنا بخيرٍ "نسبيٍّ" إلى الآن، هو النفط.. وحدهُ لا شريك لهُ في الإقتصاد.. ولا نملِكُ شيئاً غيره.
لا يملِكُ "السياسيّونَ" ولا "الوزراءُ" ولا "المُنَظِّرون" قضيّةً يتحدّثونَ عنها سواه، وليس لديهم "موضوعاً" غيره.
كان هذا هو الموجز.. وإليكم الأدِّلَةَ على ذلكَ بالتفاصيل المُمِلّة.
العراق: آخر البيانات والمعطيات الرئيسة (نيسان 2022)
- بلغت قيمة العائدات المالية "الأوليّة" للصادرات النفطية، للأشهر الأربعة الأولى من عام 2022، مامقداره 38.43 مليار دولار.
- الإحتياطيات النقدية لدى البنك المركزي العراقي بلغت 70 مليار دولار لغاية نيسان 2022.
- من المتوقع أن تصل هذه الإحتياطيات إلى ما يقرب من 100 مليار دولار بحلول نهاية العام 2022.
- احتياطيات العراق من الذهب تبلغ 96 طناً.. والعراق في المرتبة 38 عالمياً بامتلاكه لأكبر احتياطي ذهبي.
- إجمالي المبيعات الكلية في نافذة بيع العملة الأجنبية، لأيام الأحد (22-5- 2022)، والثلاثاء (24-5)، والأربعاء (25-5)، والخميس (26-5).. هو 857,525,352 مليون دولار.
- ارتفع الناتج المحلي الإجمالي (غير النفطي) بنسبة تقديرية 20٪ في عام 2021، بعد أن انخفض بنسبة تقديرية 8٪ في عام 2020.
- من المتوقع أن يستمر النمو في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي في عام 2022 في الانتعاش ويزيد بنسبة تقديرية 5٪ علاوة على الزيادة المقدرة بنسبة 20٪ في عام 2021.
- ارتفعت أسعار المواد الغذائية في العراق بمعدلات أقل بكثير مقارنة بأسعار الغذاء العالمية منذ تخفيض قيمة الدينار العراقي وبعد الحرب في أوكرانيا.
- بلغ مجموع الديون الداخلية والخارجية للعراق 99.737 ترليون دينار.. الدين الخارجي منها 28.645 ترليون دينار.. والدين الداخلي منها 71.092 ترليون دينار.
- الدين الخارجي لا يشمل ديون النظام السابق والتي تبلغ 57.8 ترليون دينار، أو ما يعادل 39.9 مليار دولار، وهي مجمدة منذ عام 2003 بدون فوائد أو سداد.
- إنّ معدل التضخم في العراق يبلغ 6.5%، وهو أقل من معدل التضخم في الإقتصادات الناشئة، ومجموعة الدول المُصدِّرة للنفط.
مصادر البيانات:
- شركة تسويق النفط SOMO(2022).
- البنك المركزي العراقي (2022).
- علي علاوي (وزير المالية)، وزارة المالية، الوضع الإقتصادي للعراق،آيار 2022.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير