في كل عاصفة ترابية تضرب البلاد تعلن سلطة الطيران المدني عن توقف الرحلات الجوية من مطارات بغداد والبصرة والنجف الاشرف وبعض الاحيان اربيل والسليمانية، وهذا الخبر تعقبه معاناة كبيرة يتعرض لها اصحاب شركات ومكاتب السفر واصحاب الحجوزات والتذاكر من المسافرين على تلك الطائرات، فتصل الاتصالات الهاتفية الى ارقام خيالية ويتعرض المسافرين الى مواقف محرجة في اجواء ترابية، بينما تتحمل شركات السفر ضغوطات مالية بسبب تلك العواصف.
مدى الرؤيا
يشرح المدير المفوض لشركة الاصيل للسفر والسياحة صادق الموسوي حال شركته وموظفيه لوكالة نون الخبرية بقوله "تكررت العواصف الترابية في الاشهر الماضية وتجددت معها مشاكل كثيرة عانى منها اصحاب مكاتب السفر والشركات والمسافرين على حد سواء، حيث تتشابك علينا الاتصالات ولساعات طويلة من اصحاب حجوزات الطيران وباسئلة متنوعة ومتعددة كلها نابعة من حيرة وقلق تصيبهم فتراهم يسألون عن البقاء في المطار او المغادرة او البقاء بالبيت او الذهاب الى المطار وعن مواعيد الرحلات، وبعض الاحيان تبدأ الاسئلة مع بوادر العواصف الترابية ويبدأ المسافرون بالاتصالات عن الرحلة هل تذهب ام لا، وكلنا لا يملك المعلومة والاجابة لان الامر مناط بسلطة الطيران التي حددت مدى الرؤيا من (350 ــ 450) متر للسماح بالطيران وخلافها تتوقف الرحلات الجوية، وهي عملية آنية لا تحدد الا في وقتها، وقد تتوقف لساعة او ساعات عدة واكثرها استمرت 12 ساعة واستأنفت بعدها.
مواعيد وشركات
ويشير الى ان مواعيد الرحلات الجوية فيها التزامات لشركات الطيران ايضا لان الرحلة القادمة من اسطنبول الى بغداد وتتوقف سيعلق المسافر فيها ونفس الحال سيعلق المسافر من بغداد الى اسطنبول، ويتردد هذا السؤال من المسافر ونحن لا نملك الجواب فنوصيه بالالتزام بمواعيد الرحلات واذا بلغنا من قبل الشركة الناقلة نقوم بتبليغ المسافرين، واصبحنا ندخل في وضع انذار اذا اعلنت دائرة الانواء الجوية عن عاصفة ستضرب البلاد بعد يومين او ثلاثة ايام حيث تبدأ اتصالات اصحاب حجوزات الطيران وتبدء الاتصالات من الساعة السابعة صباحا الى الواحدة مساء وعلى خطوط الشركة الستة ونسخر كل العاملين للرد والتوضيح على الاسئلة والاستفسارات، والمشكلة الاكبر ان المسافرين ما ان يسمعوا اي خبر غير موثوق او عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى يعاودوا الاتصالات والاستفسار مرة اخرى غير مهتمين بالاجابة الاولى، ثم يتصلون مرات ومرات ومنهم من تصل اتصالاتهم الى عشرين او ثلاثين مرة، وفي ايام العواصف الترابية نضاعف ساعات عمل منتسبينا من الصباح الى بعد منتصف الليل للرد على الاستفسارات، وكذلك نستعد لاستلام اي تعليمات او ايضاحات او قرارات من الشركات الناقلة فيما يخص الرحلات الملغية او العارضة او التي تحصل فيها مشاكل حتى نوصلها ونوضحها للمسافر".
الاف الاتصالات
وبين الموسوي ان "المسافر دائما ما يكون قلقا ومشدود الاعصاب ويلقي بالمسؤولية علينا ويشدد على ايجاد حل بينما هو يعلم ان الامر عارض وخارج عن ارادة الجميع ومتعلق بارادة وقدرة الله سبحانه وتعالى، لذلك نحاول بكل الوسائل تهدئة المتصل وتطمينه، واكثر المتصلين والقلقين هم الموظفين المرتبطين بالدوام والمرضى ممن لديهم حجز على مواعيد عمليات جراحية، وهؤلاء تكثر اتصالاتهم بشكل متعب، وعلى سبيل المثال ان مسافرا افرغنا له موظف للرد على اتصالاته حيث كثرة طلباته مثل تحقق من الامر الفلاني، او ماهو الخبر الفلاني، او غير موعد رحلتي، او غير التذكرة او اعدني الى اليوم الاول، وثم حولني على يوم اخر، وهل اخرج الى بغداد ام ابقى في كربلاء، وهكذا استمر بالاتصال من منتصف الظهر في يوم العاصفة الى منتصف الظهر في اليوم التالي، واخيرا وبسبب تردده فاتته الرحلة الجوية"، لافتا ان "الاتصالات الهاتفية تكثر كلما كثرت الاخبار والتأويلات والمعلومات عن شدة العاصفة وضررها وايام بقائها وقد استقبلنا في اول عاصفة بحدود (500) اتصال هاتفي اما في اخر عاصفة ترابية فتلقينا تقريبا (1500) اتصال هاتفي وهو رقم كبير جدا، واصبح الكثير من الراغبين بالسفر يتابعون تقارير الانواء الجوية ونحن بدورنا وضعناها في صفحاتنا على مواقع التواصل وادخلناها في برامج الحجوزات".
ضغوطات مالية
واشار الموسوي الى الضغوطات والاضرار المادية خلال توقف الرحلات الجوية بقوله ان " الاضرار المادية تمكن في ان المسافرين سيرجعون على الشركات لاسترجاع كامل مبلغ الرحلة، بينما الشركات الناقلة تعمل بنظام التذاكر غير المسترجعة وفيها ضوابط تتطلب رفع الحالة ورقم التذكرة والحجز وايضاح الحالة وسبب التوقف والتاريخ وممكن استرجاع المبلغ بمدة من ثلاثة ايام الى اسبوعين او لاشهر ورغم ذلك نقوم باعادة المبالغ الى المسافرين من رأس مال الشركة لحين استيفائها من الشركات الناقلة ووصل مبلغها في بعض العواصف الترابية الى ( 50) الف دولار بجهود وعمل مضاعف لموظفي الشركات ولايام عدة وهي تؤثر على عمل الشركة".
فروقات اسعار الرحلات
اما مدير شركة سور الحرمين للسفر والسياحة علاء صبار فاشار في حديثه لوكالة نون الخبرية ان " العواصف الترابية القت بظلالها على عمل شركات ومكاتب السفر والمسافرين ايضا، بسبب عمليات استرجاع المبالغ للمسافرين بعد الغاء الرحلات وفارق الاسعار بين الرحلة المتوقفة وتحويلها الى رحلات اخرى على شركات ناقلة ثانية، وعلى سبيل المثال الكثير من المسافرين تحملوا اجور النقل من والى المطارات والشركات تحملت فارق السعر لان اغلب شركات الطيران لا تعوض الفارق ومن اجل كسب رضا المسافرين ومعرفتنا بمعاناتهم خلال العواصف الترابية او بقائهم في المطارات لساعات طوال او المبيت في المطار او في بعض العواصف بقوا في العراء لعدم السماح لهم بالدخول الى المطار بعد تعليق الرحلات الجوية، وبسبب عدم تبليغنا من قبل الشركات الناقلة كون بعض العواصف مفاجئة تحملنا حتى اجور الذهاب والاياب من والى المطارات".
واوضح ان "بعض الشركات الناقلة مثل الخطوط الجوية القطرية وغيرها تتحمل الفارق كونها خطوط كبيرة ولها اسطول طائرات يجوب العالم، اما الخطوط الجوية الايرانية التي تعمل بنظام (الجارتر) فلا تتحمل مبلغ الفارق لانها تبيع الرحلات الى شركات ناقلة، وبعض المسافرين يتفهمون هذه الامور وبعضهم لا يتفهمون فنضظر ان ندفع الفارق الذين يكون (20) دولارا او اكثر، وعددهم مختلف حسب القطوعات وقد يكون في القطع عشرة مسافرين او اكثر، ووصلت بعض الفوارق الى (120) دولار اميركي، وبعضها صارت على العكس واختلف سعر الرحلة اقل من الاولى فاعدنا الفارق للمسافر، واكثر ما نعاني منه هو الاتصالات الهاتفية التي تريد اجابة ونحن لا نملكها وقد تفوت المسافر الرحلة او يذهب ولا يسافر ويتأذى كثيرا بمعاناة السفر وبعضهم الغيت لهم رحلتين ولم يسافروا واضطروا للسفر والرجوع من كربلاء الى النجف الاشرف مرتين دون جدوى، ويستمر دوامنا في العواصف الترابية من الصباح الى الساعة الثانية بعد منتصف الليل للاجابة على الاتصالات الهاتفية".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- موزعين على (350) موقعا سكنيا:العتبة الحسينية تقدم (22) الف وجبة طعام يوميا للوافدين اللبنانيين في كربلاء المقدسة
- في كربلاء.. قفزة بأعداد الطلبة من (250) الى (1000) طالب بالمدرسة الواحدة