حذرت جهة بيطرية من قرب فقدان المؤسسات البيطرية في العراق لكل ملاكاتها الطبية وانها ستغلق ابوابها بعد ان فقدت ملاكاتها التمريضية، فيما حذرت جهة رقابية مختصة من الحدود المفتوحة التي تدخل من خلالها الحيوانات دون رقابة بيطرية مؤكدة ان (500) مرضا انتقاليا من الحيوان يصيب الانسان.
افراغ دوائر البيطرة
ونبه مسؤول الشعبة الفنية في المستشفى البيطري في كربلاء المقدسة الدكتور حسن رياض عبد الرزاق خلال حديثه لوكالة نون الخبرية "الجهات المعنية الى خطورة فقدان المؤسسات البيطرية لملاكاتها العاملة وخاصة الاطباء البيطرين مع وجود قانون التدرج البيطري رقم (136) لسنة 2013 الذي ينص على شمول كل انواع الطب البشري والبيطري والصيدلة وطب الاسنان بالتدرج الوظيفي والذي كان متوقفا منذ العام 1989، حيث اصبح الطبيب البيطري لا يعين مركزيا خلال هذه الفترة، وما حصل هو تعيين بدرجات قليلة جدا لا تسد الحاجة والخطورة القائمة الان هو قانون التقاعد الجديد الذي قلص خدمة الموظف ثلاث سنوات وحدد عمر المحال الى التقاعد بستين عاما وخلال السنتين الاخيرتين احيل حوالي الف طبيب بيطري على التقاعد فسبب فراغا كبيرا في المؤسسات البيطرية واغلقت الكثير من المؤسسات البيطرية لعدم وجود اطباء يديرونها، اما فيما يخص الملاكات التمريضية الوسطية فحالها يرثى له والامر غير مطمئن بالمرة لان اخر وجبة تخرجت من المعاهد المتخصصة كان عام 1978واغلبهم اما توفى او احيل على التقاعد والامر وصل الى افراغ المؤسسات البيطرية من الاطباء".
وتابع عبد الرزاق ان " كل الاطباء غير المتعينين على ملاكات المؤسسات الحكومية هم اربعة الاف طبيب فقط وهو عدد لا يشكل عبئا على موازنة الدولة وبالرغم من المخاطبات الكثيرة من دوائر البيطرة ووزارة الزراعة ونواب في البرلمان العراقي للحكومة لتضمين ادراج تعيين هؤلاء الاطباء في موازنة العام الجاري 2022 الا اننا لم نجد استجابة ولو اقتصر الامر على تعويض الاطباء البالغ عددهم الف طبيب ممن احيلوا على التقاعد وبالامكان تعيين الفي طبيب بدلا عنهم بنفس مبالغ رواتبهم التي كانوا يتقاضونها اثناء الوظيفة ومنح دوائر البيطرة درجات الحدف والاستحداث لوجدنا جزءا من الحل، مع حاجة الدوائر البيطرية الى اكثر من اربعة الاف طبيب".
وباء مسيطر عليه
وبشأن مرض الحمى النزفية اكد عبد الرزاق انه" مرض مشترك بين الحيوان والانسان ونسبة وفياته بين (40 ــ 50 ) بالمئة ويعتبر وبائيا من الامراض الخطرة جدا، وهو مرض مستوطن في العراق منذ العام 1979 الى الآن ولكن كانت اصاباته تظهر بصورة طفيفة، اما هذا العام فحصلت زيادة ملحوظة بهذا المرض الا ان الملاكات البيطرية والصحية والامنية تمكنت ومن خلال تحركها السريع على تطويق تلك الحالات ومنع استحفال المرض في كربلاء، وسبب السيطرة عليه لانه لا ينتقل بواسطة الهواء بل بواسطة حشرة القراد، التي تتغذى على دم الحيوان المصاب وتلسع الانسان فتنقل اليه الفايروس واكثر المتعرضين الى تلك اللسعات هم الاشخاص الاكثر احتكاكا مع الحيوانات، وكذلك القصابين الذين يذبحون الماشية خارج المجازر هم اكثر عرضة للاصابة عن طريق دم الذبيحة المصابة وكونهم لا يرتدون كفوفا مطاطية عازلة اثناء عمليات الذبح خاصة اذا كانت ايديهم فيها جروح تسهل عملية دخول الفايروس الى الجسم".
واضاف ان "دائرة البيطرة نشرت فرقها المتخصصة وقامت بتعقيم ورش المبيدات واعطاء لقاحات مجانية مستوردة من مناشيء عالمية واسعارها تعد غالية تشترى بملايين الدولارات وتقدم مجانا الى المربين وتفحص في دوائر التقييس والسيطرة النوعية للقضاء على الوسط الناقل وهو حشرة القراد لكسر سلسلة انتشار الوباء وما ساعدنا ان هذا الوباء سينحسر لان تلك الحشرات سيخف انتشارها بدرجات الحرارة العالية، ولزيادة اطمئنان المواطن نشير الى ان الفايروس يموت اذا تعرض الى درجة حرارة (55) مئوية خلال طبخه او بالتجميد في درجة حرارة (10) مئوية تحت الصفر، وننصح ربات البيوت او من يتعامل مع اللحم بارتداء الكفوف اثناء الاستخدام او تجميد اللحم ومن ثم استخدامه وكذلك الافضل شراء اللحم من قصابين ختمت لحومهم من المجزرة الرسمية المجازة والتي تفحص الذبائح وتسمح باستخدامها على انها صالحة للاستخدام البشري لتجنب الاصابة بهذا المرض، معللا سبب كثرة الاصابات بعامل التغير المناخي واتساع رقعة التصحر وشحة المياه التي زادت من اعداد القراد وانتشارها"، مؤكدا ان " فرق البيطرة المختصة شخصت خلال جولاتها الاعداد الكبيرة لحشرة القراد التي باتت تشبه مستعمرات النمل بكثرة اعدادها، وانتشرت في المناطق المتصحرة والتي شح فيها المياه بشكل يفوق المناطق الزراعية والبساتين".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- سجلت نحو (11) الف اخبار : العتبة الحسينية تخطط لادخال احدث نظام تتبع الكتروني لرصد التائهين واعادتهم
- مكونة من ستين منسفا وصينية.. سفرة طعام طويلة على طريق الزائرين في كربلاء المقدسة (صور)
- يحملها شحص واحد ومعه (13) مساعد: من الفاو تنطلق راية حجمها (210) متر نحو كربلاء الشهادة