بقلم: حسن كاظم الفتال
تتجلى حقيقة معرفتنا للنبي صلى الله عليه وآله والأئمة الأطهار عليهم السلام في معرفة الله سبحانه وتعالى بعد معرفة أنفسنا إذ يعلمنا الإمام الدعاء بقوله: اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم اعرف رسولك اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم اعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني إذن من هنا تبدأ معرفة الله عز وجل والرسول صلى الله عليه وآله والحجج الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين فهم مصابيح الهداية وسفن النجاة والوسيلة إلى الله وإلى الصراط المستقيم .
وجاء عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير الآية الكريمة من قوله تعالى : ( وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ) ـ الحج / 24 قال إن الذين هدوا إلى الطيب من القول وإلى صراط الحميد ، هم الذين هدوا إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام وإن المراد من قوله تعالى : (حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ والعصيان ) ـ الحجرات / 7 إنه حبب إليكم أمير المؤمنين عليه السلام ، وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان .
جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله : أنا سيد من خلق الله عز وجل وأنا خير من جبرئيل وميكائيل واسرافيل وحملة العرش وجميع ملائكة الله المقربين وأنبياء الله المرسلين وأنا صاحب الشفاعة والحوض الشريف وأنا وعلي أبوا هذه الأمة من عَرَفنا فقد عرف الله ومن أنكرنا فقد أنكر الله ومن علي سبطا نبي سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين ومن ولد الحسين أئمة تسعة طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي وتاسعهم قائمهم ومهديهم وإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا .
إذن إن ما يشرفنا كثيرا ويجعلنا غاية في الفخر والافتخار هو انتماؤنا إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام وتسمية أنفسنا بأننا أتباعهم عليهم السلام لأنهم الأئمة الدعاة والقادة الهداة والسادة الوُلاة والذادة الحماة وأهل الذكر وأولي الأمر وبقية الله وخيرته وحزبه وعيبة علمه وحجته وصراطه ونوره وبرهانه .
وحين نزعم ذلك ينبغي لنا أن ندرك تماما ماذا تعني هذه التبعية وما تتطلب من مستلزمات لبيان مصداقيتها. وهذا ما يدعونا لأن نتعلم ونتعمق في التعليم لنكتسب ثقافات عالية تمكننا من الإستمرار على ثبات عقيدتنا والتمسك بها ولعل أول هذه الثقافات تكون الثقافة الدينية .
إذ أنها ترشدنا إلى طريق السلامة وإلى الصراط المستقيم . ومن بعض مفاصل اكتساب هذه الثقافة معرفة سيَّر الأئمة الأطهار عليهم السلام والإقتداء والتأسي بهم واقتفاء آثارهم اقتفاء صادقا واضحا صحيحا وبمعرفة حقيقية تامة لشخصياتهم الربانية وملكوتيتهم العظيمة وهذه المعرفة ينبغي لها أن تأتي عن طريق دراسة وافية بالتوغل في أعماق سير أنوارهم لا أن يقتصر الحديث على معرفة أسمائهم وأسماء آبائهم وأمهاتهم أو عدد سنين أعمارهم الشريفة أو ما نقوش خواتمهم أو غير ذلك فالكثير من هذا القبيل يعد مضيعة للوقت بل يكون أحيانا سببا من أسباب الإبتعاد عن جوهر المعرفة لِكُنْه حقيقتهم .
لنسعى في أن نرتشف من نمير علومهم ونستزيد من فيوضاتهم، لذا فإن أتباع أهل البيت عليهم السلام ساروا على منهج صائب لأهل البيت عليهم السلام لأنهم كواكب درية وشموس منيرة تشع بالعصمة والطهارة.
أقرأ ايضاً
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- شرط (حسن السيرة والسلوك) في الوظائف العامة.. شرط قانوني ام إسقاط فرض ؟
- النوايا الحسنة للعتبة الحسينية المقدسة