بقلم: حيدرعاشور
الآن ونحن في سفينة شهر رمضان راكبون، والنفوس تتزود بزاد الايمان والتقوى، مستلهمة من صيامها مبادئ وقيم الاسلام بتعاليمه السامية التي ارادها الله تعالى منارة تهدي الناس للخير والصلاح وجليل الاعمال. ومن باب الامر بالمعروف أجد اليوم ان الواجب المهني يدعوني كما يدعو كل الاقلام المؤمنة من ابناء العراق كي يدعو الاخرين من جلدته الى الانتماء للوطن والارض الطيبة التي يأكل من طيبها طيبات لا تُعد ولا تحصى.. ويعبّر عن انتمائه الحق للعراق ليس بالأقوال والشعارات والكلمات، وانما بالأفعال والوطنية التي تعلي من شأنه.
ولا يمكن ان نصل الى هذا المستوى الراقي من العبادة الا من خلال الاخلاص لله تعالى ومن خلال الجد والاجتهاد والتفاني في العمل والعطاء.. ولا فرق بين منصب واخر، ولا بين مسؤولية وسواها، ولا بين كبير وصغير، ولا بين رجل وامرأة. فالكل في عيون الوطن والعقيدة سواسية، والكل عليهم واجبات يفرضها حق الوطن والدين، وتحتّمها ضرورة التكافل، والتعاون، والمساعدة والمساندة كي يأتي البناء- بناء الوطن متكاملا كما اوصت به المرجعية الدينية الرشيدة في الكثير من خطبها وبياناتها الحكيمة.
لكي ننال كل هذه العطاءات، وكي نصل بوطننا الى معارج النمو والازدهار، ونبلغ كل اهدافنا النبيلة التي رسمتها لنا المرجعية الدينية العليا، وكي نحقق غاياتنا ومقاصدنا الشريفة في ظل راية الاب الروحي سماحة السيد السيستاني (دام ظله الشريف). ان نستفيد من عبر ودروس وامثولات شهر رمضان المبارك. ويبادر كل منا حسب موقعه ومنصبه وقوة مسؤوليته وحسب دوره في خدمة العراق كي يحارب ويتصدى ويواجه آفات الفساد التي اخذت تتسلل الى مواقع مؤسسات الدولة ودوائرها وقطاعاتها الوظيفية والمهنية قبل ان يستفحل خطرها، وتتعاظم شرورها أكثر مما هي عليه الآن. فمواجهة هذه الآفات الفاسدة اليوم اسهل واقل صعوبة من الغد.
- نقطة ضوء... شهر رمضان شهر عبادة، حب الوطن عبادة، العمل عبادة، التعاون عبادة.
أقرأ ايضاً
- تفاوت العقوبة بين من يمارس القمار ومن يتولى إدارة صالاته في التشريع العراقي
- توجسات إعلامية ومنبجسات الاعلاميين
- الدكتاتورية من قبل.. ومن بعد