برعاية الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة ومشاركات عربية وعالمية انطلق مساء اليوم مهرجان الحسيني الصغير لمسرح الطفل بنسخته السادسة على قاعة البيت الثقافي في محافظة كربلاء المقدسة.
حماية الاطفال
وقال الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة حسن رشيد العبايجي في كلمته التي القاها في افتتاح المهرجان "لقد اعطت الشرائع والكتب السماوية اهتماما بالغا ورعاية خاصة لمرحلة الطفولة وتعد مرحلة التعامل مع الاطفال من الاهداف الاساسية والجوهرية لبناء الاسرة كونها تمس شريحة هامة تساهم بدرجة كبيرة في بناء المجتمع وتطوره وفيها تتم عملية صقل وبناء شخصيات الاطفال من خلال تهيئة الاجواء المناسبة من اجل ان تنمو وتكون قادرة في المستقبل على التفاعل مع المحيط الاجتماعي وقد عاني العراق طوال عقود من الزمن العديد من الازمات خصوصا على الصعيدين السياسي والاجتماعي وقد انعكست على الفئتين الاكثر هشاشة وضعفا وهما المرأة والطفل وهي الاشد تأثرا بالازمات السياسية والنزاعات المسلحة والحصار ولعل الاطفال هم الاكثر تأثرا من تلك الازمات، وكل ذلك ساهم في تمزيق اللحمة الوطنية والمجتمعية وادى الى انخفاض المستوى المعاشي الذي اثر بشكل كبير على الاطفال وخلق عندهم المزيد من التوترات والامراض العصبية والنفسية نتيجة استخدام العنف من قبل الاسرة بسبب هذه الضروف الاقتصادية والاجتماعية القاهرة، ما دفعت بعض الاطفال الى الهرب او الانحراف"
واضاف "لقد اهتم التشريع العراقي كثيرا بكيان الاسرة من خلال المواد (29 ، 30 ، 35) من الدستور العراقي واعتبر الاسرة اساس المجتمع وتحافظ الدولة على كيانها وقيمها الدينية والاخلاقية والوطنية وتكفل الدولة حماية الامومة والطفولة وتوفر لهم الضروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدرات كما نص على حق الاولاد على والديهم في التربية والرعاية والتعليم، وكذلك منع الاستغلال الاقتصادي للاطفال وان تتخذ الدولة الاجراءات الكفيلة بحمايتهم وتمنع كل اشكال العنف والتعسف في الاسرة والمدرسة والمجتمع بحقهم، الا ان ما يؤسف له انه لا يوجد اثر لهذه المواد الدستورية التي تحمي حقوق الاطفال والاسرة العراقية على ارض الواقع بالمستوى المقبول، كما ان ثقافة العولمة زادت الامر سوءا وتعقيدا واصبح الاطفال يعيشون في العالم الافتراضي بتقنيات ووسائل بعيدة كل البعد عن منظومة القيم الاخلاقية لمجتمعنا وفقدت معظم الاسر السيطرة على الاطفال واصبحت نشأتهم تنمو على وسائل العنف والفساد والجريمة لذلك فنحن بحاجة الى قيم تربوية ودينية وفقا للمعايير التي نص عليها القرآن الكريم والسنة النبوية وتراث اهل البيت (عليهم السلام)".
وتابع العبايجي "بدورنا ندعو الى تحرك مؤسسات الدولة الثقافية والتقنية المسؤولة عن البث الالكتروني والرقمي والمؤسسات الدينية والمنظمات الانسانية والمجتمعية على نطاق واسع لاحتضان هذه الشريحة ورعايتها من خلال تفعيل القوانين المنبثقة من مواد الدستور العراقي التي تحمي حقوق الاطفال وبرامج تنموية هادفة تحفظ اطفالنا من الانحراف والسقوط في مهاوي الرذيلة والانحلال الاخلاقي وتصون وتحفظ قيمنا الاجتماعية والدينية وتنقذ ابنائنا من الوقوع في بيئة المجتمع الافتراضي لثقافة العولمة التي تنقل الينا كل امراض العصر من السلوكيات والتقاليد والعادات الغربية الشاذة والدخيلة على مجتمعنا، ومن المنطلق الابوي والروحي والشرعي فقد اولت الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة وعلى راسها المتولي الشرعي جل اهتمامها بهذه الشريحة من المجتمع من خلال رعاية الاطفال ومتابعتهم وتهيئة متطلبات الحياة المعيشية والنفسية والتربوية، لاسيما شريحة الاطفال من ذوي الشهداء والعائلات المتعففة عن طريق بناء رياض الاطفال والمدارس التربوية والدينية وخصوصا للايتام وانشاء مراكز معالجة التوحد ومراكز معالجة العنف الاسري وبناء المجمعات السكنية لهم والمعالجة الصحية المجانية، وهذا المهرجان المسرحي والثقافي هو احد النشاطات التنموية التربوية والنفسية الهادفة التي ترعاها العتبة الحسينية المقدسة".
رسائل متعددة
واكد رئيس قسم رعاية وتنمية الطفولة في العتبة الحسينية المقدسة لوكالة نون الخبرية ان "الغرض من اقامة مهرجان الحسيني الصغير لمسرح الطفل ورعاية العتبة الحسينية المقدسة له من اجل خلق بيئة ملائمة للاطفال، وايجاد وسائل متعددة لايصال رسائل تربوية واخلاقية من خلال وسائل كثيرة ومنها المسرح، وهذا المهرجان انطلق بدورته الاولى عام 2015 ونحن اليوم في العام 2022 نشهد انطلاق دورته السادسة بمشاركة محلية وعربية ودولية مثل سوريا ولبنان وتونس والمغرب واسبانيا وايران ويستمر لمدة خمسة ايام تتخلله عروض مسرحية صباحية ومسائية، وهناك فقرات اخرى غير المسرحية مثل الرسم والورش الفنية والتي من شأنها رفع مستوى الوعي لدى الاطفال".
من مصر
من جانبه قال مدرب فنون الدمى والعرائس محمد فوزي بكار من مصر لوكالة نون الخبرية "هنا البداية وكيف نصل الى الطفل ونوصل له المعلومة عن طريق العرض المسرحي وهي افضل واسرع طريقة نصل بها الى عقل الطفل، وفنون الطفل بشكل عام يكون القائمين عليها دائما حريصين كل الحرص بكيفية ايصال المعلومة بشكل تربوي وما يناسب ثقافتنا العربية والعراقية وبما يمثله كل بلد وهذه هي اهمية ودور مسرح الدمى خصوصا ومسرح الطفل بشكل عام، ونستطيع ان نوصل عن طريق مسرحة المناهج في المدارس والمراكز الثقافية وهي نقطة مهمة يجب الاهتمام بها، ومهرجان الحسيني لمسرح الطفل يعتبر بداية كبيرة ونواة جيدة ونقطة مميزة للانطلاق لان مسرح الدمى والعرائس يعتبر وسيلة تعليمية وتربوية جيدة نستطيع ان نصل فيها الى تعليم الطفل، ولما تمثل الدمية والعروسة من وسيلة تقربك من الطفل بل صديق للطفل ويجب ان نستغلها بشكل ايجابي وبطريقة ترفيهية حتى نتمكن من بناء جيل جديد يستطيع بناء البلدان فكرا وثقافة".
للمغرب مشاركة
اما من المملكة المغربية الشقيقة فيقول خالد دقاقي لوكالة نون الخبرية " نشارك في المهرجان بورشة دمى الطاولة ونقدم الشكر للعتبة الحسينية المقدسة على رعايتها لهذا المهرجان، واصبح للمهرجان صدى كبير حفزنا على المشاركة في دورته السادسة، وهو مهرجان يختار ويقدم للطفل احسن الجهود والعروض والدروس مما يشكر عليه القائمون على التنظيم، وبوادر المهرجان مسرة ومفرحة، وربما اصدق صورة وانبل جواب لاثر هذا المهرجان على الطفل العراقي الذي عانى من ويلات الحروب ومشاكل تداعياتها هو هذا الحضور الغفير في قاعة المسرح منذ اللحظة الاولى لافتتاحه، بل نجد ان الاطفال وعائلاتهم لديهم وعي ثقافي وهنا نجد شعبا مثقفا محترما، ".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- المشهداني يوجه برفع القوانين المعطلة لرئاسة مجلس النواب
- سكان 80 قرية في ذي قار يهربون من الجفاف إلى المدن بحثا عن فرصة حياة
- الشرطة الاتحادية تُحبِط جريمة بيع طفل (من قبل والدته) في بغداد