مجموعات متفرقة وقفت في الشارع المؤدي الى مدينة الكاظمية المقدسة تنادي على الزائرين لتناول الطعام والشراب اطفال وصبية بعمر الورود يعيشون في نشوة اياما في خدمة زوار الامام موسى بن جعفر عليه السلام في ذكرى استشهاده، وآخرون يصاحبون ذويهم سيرا على الاقدام لنفس الغرض، عائلات الصبية والاطفال جلبوهم الى الخدمة والزيارة قاصدين زرع العترة الطاهرة في نفوسهم ولتحصينهم من مهاوي الردى والانزلاق في فوضى الانحراف التي ضربت بلدان اسلامية كثيرة ومنها العراق، وعلى حد قول عائلاتهم ان تحصينهم لا يتم الا بالتمسك بحبل محمد وآله الاطهار.
نزرع كما زرع اهلنا
اسماعيل الحجامي (66 عاما) من موكب عزاء النهضة الحسينية نصبوا موكبهم منذ اربع سنوات قرب ساحة عدن يقول بحديثه لوكالة نون الخبرية، ان "الغاية من جلب الاطفال في الزيارات المليونية هو لزرع حب محمد وال محمد في قلوبهم وليكبر معهم تدريجيا مع تصاعد اعمارهم ليصبحوا جيلا محصنا متدينا، لان هناك حاليا محاولات وحركات مشبوهة لنشر الالحاد وابعاد الشباب عموما والصبية والاطفال عن الدين الاسلامي عموما والمذهب الجعفري خصوصا الذي يعج بالشعائر الدينية على مدار السنة"، مشيرا الى انه " اهله ربوه على حب اهل البيت وعمره 13 عاما وكان والده يصطحبه مع الى المجالس التي كانت تقام في البيوت وزيارة مراقد الائمة والتشابيه فنشأ على هذا الحب وهو يزرعه الان في قلوب احفاده بعد ان زرعه في قلوب اولاده".
مدارس العترة
كريم يوسف كريم (13 عاما) بدأ الخدمة التحق بالخدمة الحسينية قبل اربع سنوات، يقول في حديث لوكالة نون الخبرية، انه "شعر بفخر وامتنان كبيرين عندما خدم لاول مرة في موكب يوزع فيه الشاي والماء، وان قلبه تعلق بالائمة الاطهار سلام الله عليهم واصبح يحضر الى المحاضرات الدينية ويذهب مع اصدقائه الى كربلاء المقدسة والنجف الاشرف لزيارة الائمة الاطهار دون خوف، وتعلم الكرم والجود والاخلاق، وان هذه الخدمة الحسينية دفعته الى الالتزام بالصلاة والصيام ودعوة الكثير من الاصدقاء الى الخدمة الحسينية وترك التسكع في الشوارع او العيش باخلاق السفهاء لان محمد وعترته الطاهرة مدارس يفلح من تعلم منها".
الحصن الحصين
موكب النجف الاشرف الذي تأسس في طريق زائري الامام موسى الكاظم عام 2016 الذي يديره علي الجناحي ويعمل فيه الاخوة والابناء والاحفاد، قال لوكالة نون الخبرية ان "الموكب كان قبل سقوط النظام المباد عبارة مجالس عزاء تقام في بيوتنا وطعام يوزع على الجيران وزيارات للائمة الاطهار نعلم فيه ابنائنا وبناتنا الشريعة واصول الدين وحب اهل البيت وواجبات الموالي والنظافة ومعرفة سيرة الائمة الاطهار لهم بدل تركهم في مهب الريح للافكار الهدامة والتشديد على الالتزام بدوام مدارسهم والتفوق العلمي والنجاح في الدراسة والحياة ، ثم اصبح وقفة في شارع الحرية الواصل الى الكاظمية وتوزيع الطعام والشراب، وبعد سنوات نصبنا موكبنا في الشارع العام بخيمة صغير مساحتها اربع امتار مربعة ولكننا نخدم الزوار على مستوى عائلات كاملة حيث تقوم نسوتنا في البيت بطبخ وجبات الطعام ونجلبها الى الموكب ونقوم بتوزيعها"، مبينا ان " ترك الاطفال والصبية دون تعليمهم التمسك بنهج محمد وال محمد سيجعلهم ينحرفون الى طرق المهالك مثل ما نرى من جرائم المخدرات ومواقع التواصل الهدامة للاخلاق والعيش بفوضوية او الانجرار الى الجريمة لان مثلما في الانترنيت فوائد جمة فانه مدارس لتعليم الانحلال الخلقي وصنع الارهابيين والمجرمين، لكن الحصن الحصين هو في تربيتهم على منهج محمد واله الطاهرين".
التفوق والخدمة
صبي وجهه ناصع البيض يرتدي نظارات طبية وقف يوزع الشاي على الزائرين انه السيد حسن حيدرعلي (16 عاما) بدأ الخدمة الحسينية وعمره عشر سنوات متفوق دراسيا ويحرص على الجمع بين الخدمة والتفوق بقوله لوكالة نون الخبرية انه " عهد بيني وبين ائمتي ان اكون خادما ومتفوقا دراسيا لاني اعلم ان الائمة يريدون من اتباعهم ان يكونوا افضل الاتباع ، فانا اذهب الى المدرسة صباحا واخدم في الموكب انا واخي الاكبر وابي وعندما اعود بالليل اراجع دروسي واوزع الماء والشاي والكص، وقد زرعت في الخدمة الحسينية اني في حصن حصين، بينما ارى زملاء واصدقاء لي يعيشون في حياة فوضوية كلها لهو ولعب ومواقع تواصل ومستوياتهم الدراسية متراجعة".
انحراف الصبية
يشير السيد عقيل المدني لوكالة نون الخبرية، ان المجتمع عموما والشباب والصبية خصوصا بات يتحكم بهم الان الهواتف النقالة وانتشرت مع الاسف المخدرات والفساد الاخلاقي وكل هذا تجد السبب الرئيس فيه هو العائلات التي لا تتابع ابنائها وترشدهم وتحاسبهم، واننا نرى في الشارع صبية منحرفون باعداد غفيرة وانحلال اخلاقي اصبح واضحا نتيجة ابتعاد هؤلاء وعائلاتهم عن الله ودينه وعترته الطاهرة، بينما نحن نربي ابنائئنا منذ عقود على العشق الحسيني الذي يجعلهم شباب صالح يخدم بلده ودينه ومذهبه ويكون امتدادا لنا ويحافظ على الاخلاق العامة والتفوق العلمي، وافضل مدرسة لتعليمهم هذا الطريق هي مدرسة محمد وآل محمد وابرزها الشعائر الحسينية والمواكب ومجالس العزاء واللطم والزيارات لانها تصنع رجالا بمعنى الكلمة".
صبيه ورضع
سار سجاد سليم مع زوجته وبناته الثلاثة من البياع نحو الكاظمية لاداء مراسم الزيارة في ذكرى استشهاد الامام الكاظم عليه السلام ويقول عن سبب اصطحابه بناته الصغيرات الى الزيارة لوكالة نون الخبرية لكي اعلمهن على الدين والصلاة وحب الائمة الاطهار واريد ان تتعلق افئدتهم بهذه الشعائر والزيارات وان يكون اسم زينب والحسين وباقي الائمة راسخا في اذهانهن"، مؤكدا "انا لدي ثلاث بنات اريد ان اجعلهن من الان يعرفن الالتزام الديني والاخلاق والعفاف، وكما رباني والدي على تلك الشعائر فانا الان ازرع فيهن تلك الشعائر".
اما عزيز رمضان من البصرة الذي حمل رضيعا بيده واصطحب ثلاثة من ابنائه بمفرده وجاء للزيارة، يتحدث لوكالة نون الخبرية بقوله انه " يصر الى اصطحاب ابنائه الى الزيارة لان اهل البيت هم سفن النجاة ومن تمسك بهم نجا ويشير الى ان هذا الرضيع كثير البكاء في البيت لكنه ومنذ خرجت من البيت الى الان لم يبكي قط، وعندي يقين ان هذا الرضيع سيشرب حب اهل البيت كما يشرب الحليب وان اولادي سيبقى ذهنهم وعقلهم مشغولا بحب الائمة الاطهار فهكذا علمونا اهلنا وهكذا نعلم اولادنا".
قاسم الحلفي - بغداد
أقرأ ايضاً
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- شملت الاطفال والنساء : وفد العتبة الحسينية في سوريا يوزع وجبة ثانية من الملابس الشتوية على العائلات اللبنانية
- شملت الاطفال والنساء : وفد العتبة الحسينية في سوريا يوزع وجبة ثانية من الملابس الشتوية على العائلات اللبنانية