منذ دراسته لمادة التليغراف في الصف الثالث المتوسطة دأب علي عبد الحسين راضي الواسطي على معرفة اسرار اي تجربة بشكل عملي فقام بربط سلك على مسمار وصنع التليغراف وعرف مكنونه، وبعدها درس مادة الجرس وصنعه ايضا كونه يمتلك حب معرفة الاشياء على حقيقتها وبطريقة علمية بعد ان تعلم من والده المشرف التربوي عمليات طرق المعادن وحياكة السجاد والنقش في السيراميك والخشب، وكبر هذا الحب حتى اصبح الواسطي مبتكرا لكثير من الاجهزة ومصلحا لاجهزة عجزت عن اصلاحها جهات اخرى وقدم عطائه للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية وفصائل الحشد الشعبي وجهات الامنية.
اول اختراع
علي الواسطي كما يلقبونه زملائه خريج معهد فني ويعمل في شعبة الصيانة الفنية والبرمجة بالعتبة الحسينية المقدسة، يقول في حديث لوكالة نون الخبرية ان بداية علاقته بالاختراع هو "صناعته لجهازا وهو طالب في المرحلة الاولى في المعهد عام 1986 هو عبارة عن جهاز يطلق ذبذبة ويصدر صوتا ودائرة تتبع الصوت كي يحدد مكان العطل، وجعل الصوت مجموعة اصوات باستخدام فكرة الذبذبة الصوتية وقسمها الى انذار بالحريق وبالضوء والحركة، فعرف زملائه ان هذا الجهاز يمكن ان يحدد اعطال الاجهزة ومن ثم اصلاحها وتفوق على طلبة المرحلة الثانية".
العمل في العتبة
اول عملي في العتبة الحسينية كان في يوم تفجيرات العاشر من المحرم عام 2004، هكذا يصف الواسطي عمله في اصعب ظرف بقوله "جلبت اجهزة اتصال جديدة وكان المسؤول عنها غائبا لظرف طارئ، وانا اعمل بشكل طوعي حينها، وهناك حاجة ملحة لنصب البدالات وتشغيل الاتصالات، وكانت الامور صعبة جدا مما خلفته التفجيرات الارهابية، فطلبت من المسؤولين حينها الموافقة على تشغيلها، وبالفعل قمت بالاطلاع عليها ومعرفة تشغيلها وربطها وما موجود في البدالة من خطوط وجربت 16 خطا موجود فيها وطابق احدها فاشتغلت البدالة وامنت خطوط اتصال قدمت خدمة كبيرة حينها اختزلت الوقت والجهد وحققت الغاية المرجوة واسعفت الكثير من الاجراءات في تقديم الاسعافات واخلاء الجرحى، وجاء المسؤول عن الامر وطلب مني العمل بشكل رسمي في العتبة الحسينية المقدسة".
معيدة بث وقفل الكتروني
فكر في عملية تصنيع معيدة البث التي يعتمد عليها عمل الاتصالات بدل شرائها "فتشارك مع زملائه وجلبوا مجهزة القدرة ومحطتان وجهاز تحويل الاستقبال الى قبضات الاتصال، بطريقة الهندسة العكسية فنجحت التجربة وتحسن الصوت وارتفع الاداء بعدما كشف سر التحكم بالصوت، وكانت قيمة المعيدة تقريبا 2000 دولار بينما وصل سعر التصنيع الى مليون دينار، وكان التغيير تدريجيا وطورت المعيدة الى نوعيات جيدة وسعت رقعة الاتصال".
ومن الامور التي ينفرد بها الواسطي وفريق عمله هو "تصنيعه لقفل باب الكتروني في العام 2006 وكانت تلك الاجهزة لم تكن موجودة في العراق، حيث استعان بخرائط الكترونية من تصنيعه ولوحة رقمية لهاتف ارضي، ومفتاح لدائرة القفل واصبحت الابواب الخاصة بهم تفتح بطريقة الكترونية".
اجهزة كشف المتفجرات
وخلال حصول تفجيرات ارهابية في المدينة القديمة المحيطة بالمرقدين الشريفين وظهور الحاجة الى اجهزة كشف المتفجرات، وما وفر حينها كان المرآة الكاشفة او المحدبة فقط وهي لا تعطي صورة صحيحة، ويوضح بالقول "من خلال الاستعانة بالانترنيت وجدنا ان هناك جهاز كاشف عبر كاميرا قيمته 2200 دولار، وقام بتوفير الكاميرا والشاشة والبطارية واغلفة لمنع تأثير اشعة الشمس فنجحت التجربة وحصل رجل الامن على صورة واضحة ليلا ونهارا، وتم تصنيع اربعة اجهزة منها ونصبت في اربع بوابات رئيسة، ولم يكلف تصنيعها اكثر من 100 دولار، وكذلك الانجاز المهم في تصنيع جهاز الكشف اليدوي (الآي دي آي) بجمع بطارية 9 فولت تعمل لشهور ووضع فيه (ليد) لتكون الاشارة ضوئية وصوتية واستبدل بنوعية كيبل جيدة وتوصيلات محكمة وفحص لقارئة البطاقات وفحص لماسكة اليد، وجهزت بهذا الجهاز العتبتين المقدستين وبين الحرمين وفوج الحماية والطوق الامني ومديرية متفجرات كربلاء وباقي العتبات المقدسة العلوية والكاظمية والعسكرية، ووزارة النفط"، اما اخر ما صنعه الواسطي فكان "جهاز روبوت انسان آلي لكشف المتفجرات الذي كان سعره يصل الى 100 الف دولار واكثر، بينما قام بشراء لعبة بلاستيكية عبارة عن حفارة بسعر 70 الف دينار، وزودها ببطاريتين وقام بتحوير فك الحفارة الى فك ماسك مثل اليد واضافة كاميرا وايرلس تنقل الصورة ليلا ونهارا على بعد 30 متر، ونحج نجاحا منقطع النظير".
ساحات المعارك
لم تتوقف ابداعات الواسطي في عمله بالعتبة الحسينية المقدسة بل كان من اوائل الملبين لفتوى الجهاد المباركة، "والتحق بفرقة العباس القتالية ووجد الحاجة قائمة لاجهزة باحثة عن ارسال الترددات والموجات، لحماية ترددات القوات القتالية في الميدان وكان مقرها في قضاء الدجيل فنصبت منظومة اتصالات برفقة محطات وهارد للتسجيل فتمكن المقاتلون من كشف نداءات الدواعش، ومنها استراقهم لنداء عن تحرك عسكري لمجموعة من مجاهدي الحشد الشعبي من كربلاء باتجاه سامراء ونصب كمين لهم وعن طريق هذا الاستراق انقذت حياة العديد من مجاهدينا".
ويضيف "في احدى المرات حصلت سرقت اجهزة من احد الشهداء في الرمادي واصبحت الاتصالات مكشوفة للدواعش فقمت بتغيير الترددات وايقاف عمل تلك الاجهزة وابطالها، وكذلك قمنا باصلاح كل معدات اتصالات وكشف المتفجرات لفصائل الحشد الشعبي مجانا بامر من المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة، وايضا قيامهم بتصنيع جهاز ( الانيلايزر) وهو جهاز متعدد الخدمات بالاتصالات وايجاد حلول لتأمين الاتصالات بين مناطق متباعدة مثل الدجيل وكربلاء المقدسة، وايضا خلال معركة الحويجة طلبت من منتسبي الشعبة تصنيع محطة اتصال محمولة على الظهر بهوائي قصير حتى لا يمكن كشفه وتزويده ببطاريتين توضع في الدرع الواقي وخلال المعركة كانت هي حلقة الوصل بين ساحة المعركة ومقر القيادة ونفذت طاقة البطاريتين واتصلت بالمخابر وابلغته بانه يمكن اعادة شحنهما في سلكين خارجين منها بواسطة بطارية احدى العجلات واكمل واجبه وتحررت الحويجة، كما تم تصنيع عجلة ميدانية خاصة بالاتصالات لا تعتمد على الابراج الثابتة وتعتبر محطات اتصال وتنصت واثبتت جدارتها وزودت بكاميرات وتؤمن بحدود 15 كيلومترا".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)