- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ايها الكاتب اطلع ثم امسك القلم
بقلم:سامي جواد كاظم
المثقف او الكاتب او المفكر عندما يمسك القلم ويريد ان يكتب ، عن ماذا يكتب ؟ يكتب اما عن فكرة جديدة او استنتاج جديد من مصادر او راي في معلومة ، تجميع معلومات متجانسة مع بعضها من المصادر، اما الرواية فانها اسلوب للكتابة ، وغاية ما اريد ان اتحدث عنه هي المؤلفات التي يكون موضوعها الدين والتي اخذت حيزا من قلم الكتاب واهتمام القراء ، فالمكتبات اصبحت لا تخلو من هكذا كتب الدين والحداثة تجديد الدين هرطقة الدين موسوعة الاديان تاريخ الدين تطرف الدين الدين والحياة وهكذا ، وغاية الكتاب اما مدح او قدح ، بينما واقعا جميعهم لم يتفقوا على تعريف واحد للدين ، والقاسم المشترك لدى الكل هو ما يصدر عن السماء او الخطاب الالهي ( مسلم مسيحي يهودي ) ولازدهار علم الكلام واخيه بالرضاعة الفلسفة دخلت الاراء والحقائق في متاهات جعلت من غير المطلعين والكسالى الذين لا يبحثون ينفرون من الدين . ومهما يكن الدين فهو توحيد واخلاق ، فالتوحيد علاقة الفرد مع الله وهذه خصوصية ولكن الاخلاق هي علاقة بين فرد واخر ، عندما يقول الامام علي عليه السلام والله لو ثنيت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل القرآن بقرآنهم، هذا يعني ان العدالة والاخلاق موجودة في كل الاديان، وقد تكون المشكلة عندما يكون الخلاف بين طرفين كل طرف من ديانة وهذا الخلاف موجود من وجهة نظر سياسيي اليوم بل هو القوت الذي يعتاشون عليه ولكن في الاسلام فالحقوق محفوظة . اشتكى نصراني على مسلم عند الامام علي عليه السلام مدعيا ان المسلم قتل خنزيره ، واقر المسلم بذلك لان الخنزير حرام ، فحكم الامام علي عليه السلام لصالح النصراني والزم المسلم اما بدفع ثمنه او تسليمه مثل خنزيره ،واخر شتم الكنيسة فتهره الامام علي عليه السلام قائلا لطالما عبد الله فيها اي حسب الديانة المسيحية ، وحكاية اخرى روي أنه قدم إلى المتوكل رجل نصراني فجر بامرأة مسلمة ، فأراد أن يقيم الحد عليه فأسلم فقال يحيى بن أكثم : قد هم إيمانه شركه وفعله ، وقال بعضهم : يضرب ثلاثة حدود وقال : بعضهم :يفعل به كذا وكذا فأمر المتوكل بالكتاب إلى أبي الحسن العسكري وسؤاله عن ذلك .فلمّا قرأ الكتاب كتب : يضرب حتّى يموت .فأنكر يحيى وأنكر فقهاء العسكر ذلك فقالوا : لم ينطق به كتاب ولم تجيء به سنة .فكتب إليه : إن فقهاء المسلمين قد أنكروا هذا ، وقالوا : لم تجىء به سنة ولم ينطق به كتاب ، فبيّن لنا لم أوجبت عليه الضرب حتّى يموت ؟فكتب : بسم الله الرحمن الرّحيم ( فَلّمَّا رَأَوْا بَأسَنَا قَالُوا آمَنَّا باللهِ وَحْدَهُ وَ كَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ) ( فَلَمْ يَكُ يَنْفَعٌهٌمْ إِيمَانُهُم لَمَّا رَأوْا بَأسَنَا ) . فأمر به المتوكل فضرب حتّى مات وفي عصرنا هذا صدرت كثير من الاحكام الشرعية للمسلمين المغتربين في بلاد الغرب تلزمهم على عدم مخالفة انظمتهم مع الحفاظ على دينهم ومن يلقي حرج فعليه الهجرة للحفاظ على دينه دون التجاوز على قوانينهم، وحقيقة تقال ان المرجعية العليا في النجف الاشرف والمتمثلة بسماحة السيد علي الحسيني السيستاني كان لها الدور البارز منذ سقوط الطاغية وحتى اليوم في اظهار المفاهيم الاسلامية الرائعة التي تحترم الانسان مهما كان . والمشكلة التي يقع فيها ان لم يكن الكل فالاغلب ممن يكتب نقدا للدين الاسلامي بان لا يطلع على قراءات كل المدارس حتى يطلع على حقيقة الاسلام ، كما وان هنالك من المتطفلين الذين لا يعلمون ابجدية الدين او الاديان يقحم نفسه في مواضيع لا يفقه منها شيئا سوى حفظه لبعض المصطلحات المستحدثة ظنا منه ان من يتحدث بها يوهم الاخرين بان لديه اطلاع واسع على مفاهيم الاديان . حدد ايها الكاتب ما تريد الكتابة عنه وابحث عن كل المصادر التي تتحدث عن موضوعك فليس من الصحيح ان تقرا عن الاسلام في كتب كتابها غير مسلمين او عن اي مذهب في مصادر مخالفيه واهم من كل هذا من يريد ان يكتب عن الاسلام فعليه ان يتقن اللغة العربية وخصوصا مراحل استخدام مفرداتها ولكم هذه الرواية للتاكيد على اللغة العربية أن أسداً بن جهور العامل، كان بخيلاً، وله سؤدداً، يتقلد كبار الأعمال، وهو عظيم الحال والمال. كتب يوماً إلى عامل له، في رستاق: احمل إلي مائتي جوانبيرة. فقال العامل: وما يصنع بهذه العجائز كلهن، وهذه العدة كيف تجتمع لي من قرية؟ فجمع ما قدر عليه من النساء بين الشباب والعجائز، وأنفذهن طوعاً وكرهاً. وكتب إليه: إن كتابك وصل بجمع مائتي جوانبيرة، وهذا لا يوجد إلا في بلد كبير، أو عدة رساتيق، وقد جمعت لك كذا وكذا، وحملته مع موصل هذا الكتاب. فلما قرأ كتابه، قال: ادفعوهم إلى الطباخ، وقولوا له يذبح منهم اليوم كذا وكذا، ويصلح منهم كذا وكذا. فقيل له: يذبح لك النساء؟ قال: ما طلبت نساء.قالوا: أنت طلبت نساء.قال: ردوا الكتاب، فردوه. قال: إنا لله، إنما أردت جوامرك وكتبت جوانبيرة، ادفعوا إلى النساء شيئاً واصرفوهن، واكتبوا له بجميع الجوامركات.ففعل ذلك. معنى جوانبيرة: الكهلة من النساءـ واما جوامرك: الفتي من الطير
أقرأ ايضاً
- استثمار زائف في ديمقراطية مملة
- نصيحتي الى الحكومة العراقية ومجلس النواب بشأن أنبوب النفط الى العقبة ثم مصر
- مقاطعة الانتخابات لها ثمن يجب دفعه