- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
سلسلة علم الاديان المقارن : لماذا يجب ان يكون الاسلام محمديا اصيلا ؟ نظرة تاريخية موجزة ( 1 ـ2)
بقلم:عباس الصباغ
منذ بزوغ شمس الاسلام وبمرور الزمن ومن خلال التطورات الدراماتيكية التي مر بها الاسلام استجدت نسخة ثانية من الاسلام ذلك الدين العالمي المقارب للفطرة الانسانية النقية والطاهرة ، اسلام بنسخة اخرى مزوّرة محرّفة وبعيدة عن الأصل ولم تأخذ سياقات ال (كوبي بيست) بل اخذت فقط الفكرة ونسجت على منوالها الذي استمر الى اليوم وهي النسخة التي اعتمدت عالميا وتاريخيا على انها هي الاسلام الذي جاء به النبي محمد والصحيح غير ذلك فهذه النسخة هي ليست من الاسلام المحمدي بشيء سوى سرقة الفكرة الاولى من النسخة الاصلية للإسلام ، فالنسخة المحمدية / العلوية شيء وهذه النسخة الثانية شيء ثان وهي النسخة الاموية من الاسلام الاموي المزيف والبعيدة عن جوهر وروح الاسلام والقريبة من المدرسة الاموية ولكن ومع تطور الاحداث المتتالية ابتداء من قصة الاختيار التي رافقت عملية اختيار خليفة بديل عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب الذي اغتيل في ظروف معقدة وغامضة ومرورا بحيلة رفع المصاحف في معركة صفين التي دارت بين الخليفة الرابع وغريمه معاوية بن ابي سفيان الذي تمرد على نظام الحكم الشرعي وماحدث من الانشقاق الأول في الشارع الاسلامي والذي ادى فيما بعد الى سلسلة حروب اهلية كان بعض المبشرين في الجنة وكبار الصحابة ابطالها ومنهم احدى زوجات الرسول محمد مرورا بالحدث المأساوي لمقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان الاموي في ظروف معقدة جدا وهي اقرب الى الحرب الاهلية مرورا بالحرب الاهلية الطاحنة الاولى التي حدثت بين المسلمين وبدلا من ان يكونوا امة واحدة كما يبشر بذلك القرآن والرسول محمد (كنتم خير امة اخرجت للناس ) اصبحوا احزابا وقبائل يقتل بعضهم بعضا ويكفّر بعضهم بعضا ويرفع البعض السلاح بوجه البعض الاخر اذ صار لكل راس جمهور مدجج بالايدلوجيا المثخنة بالسلاح والمال السياسي السحت بعد ان لعبت الاشاعات ووعاظ السلاطين فعلها التدميري في التفريق بين مرتكزات الامة ومراكزها باستخدام ادوات متعددة من الانتلجنسيا والمرتزقة وحتى الصعاليك من مرتادي اعتاب البلاط واستمراء ذلك حتى لو امتد هذا الامر بالتسقيط ليشمل حتى البيت النبوي الكريم ومع تطور نظرية الخلافة والحكم الى اتجاهين : الاول الاتجاه الذي يعتمد نظرية الحكم الالهي باستمرار توريث الولاية لآل الرسول (العصمة) والثاني : لايعتمد آل الرسول بل من خارج البيت النبوي وتوريث من يتولى الحكم نظرية (اولي الامر) وهكذا استمرت الاوضاع بدءا من بداية الحكم الأموي وحتى اخر حاكم عثماني الى ان سقطت الدولة العثمانية مع اندلاع الحرب العالمية الاولى اقول ومع تطور مفهوم الانتماء الايدولوجي الى الاسلام صار لدينا أيديولوجيتان متنافرتان لاتنتميان الاّ في المشتركات الاولى والمنطلقات الاصلية للإسلام وماعدا ذلك فالاختلاف كان واضحا جدا في كل شيء ، صحيح الاسم الجامع هو الاسلام كدين سماوي مع الاختلاف الأيديولوجي في التفاصيل وحتى تلك المنطلقات المشتركة فقد شوّهت وحرّفت بمرور الزمن والأحداث الجسام لمعركة الطف في عاشوراء ( 61 هـ) والذي كان اكبر شرخ في تاريخ الإسلام والذي ادار البوصلة نهائيا نحو ترجيح كفة الاسلام المزور (الاموي) على كفة الاسلام (المحمدي ) الاصيل الذي فرض نفسه على مجمل منظومة الاسلام بشكل عام بدءا من اغتيال الخليفة الثالث عثمان بن عفان ( 40 هـ) واعتلاء الخليفة الاموي الاول معاوية بن ابي سفيان سدة الخلافة (45 هـ ـ 60) بعد ان اعتلاها الخليفة الرابع علي بن ابي طالب اغتيل (45 هـ ) وتولاها لبضعة اشهر كانت حافلة بالمشاكل والقلاقل والمعارك تضاف اليها الشهور القلائل التي تولى فيها الحكم الامام الحسن السبط الخلافة ، ومنذ تأسيس الدولة الاموية ( 50 هـ ـ 132 هـ) ترسخت ايديولوجية الاسلام الاموي وفرضت نفسها على التاريخ الاسلام ككل ، انطلاقا من نظرية التاريخ يصنعه الاقوياء والرابحون والمنتصرون كما يقال فالانتصار الذي حققته القوة الاموية الغاشمة ابتداء من معركة الطف مرورا بالكوارث الدموية الكبرى التي الحقها الحكم الاموي بالمسلمين عامة وبأصحاب نظرية الاسلام المحمدي فبدأت الموازين بالانقلاب (التحول) الى تعزيز هذه الأيديولوجية المنحرفة البعيدة كل البعد عن الاسلام المحمدي الاصيل وهو المؤسس والباني فكان انقلابا ابيض كبيرا على الجذور الاولى واستبدالها بأنماط ايدلوجية غريبة عنه بل وفرضها على الراي العام العالمي والمخيال الجمعي لعموم البشر بان الاسلام هو هذا وليس غيره نسخة اخرى من الإسلام فضاعت بين طيات التاريخ اسلام النسخة الاصلية من الاسلام وهو اسلام محمد وعلي وتحولت الى اسلام معاوية ويزيد وعمرو بن العاص