بقلم: زينب زكي غائب
قال لي المحبوب لما زرته
* من ببابي قلت بالباب أنا
قال لي أخطأت تعريف الهوى
* حينما فرقت فيه بيننا
ومضى عام فلما جئته
* أطرق الباب عليه موهنا
قال لي من أنت قلت أنظر فما
* ثمّ إلاّ أنت بالباب هنا
قال لي أحسنت تعريف الهوى
* وعرفت الحب فأدخل يا أنا
أبيات دوّنها الشاعر الشيرازي واصفاً الحب في الله تعالى.
كما نعرف أن الحب والمودة أمر معنوي وليس مادياً ، يعترينا احساس غريب عند نبض القلب بأول شعور ، وكأننا صُعقنا من خارج الجسم ليبدأ الدماغ بإرسال إشارات إلى القلب لينبض بقوة بمجرد رؤية شخص أحببناه.
شعور بالإنجذاب والإعجاب وخفقان القلب أو شئٌ ما نحو شخص من أول لقاء ونظرة واحدة كافية لتحويلك من شخص متزن وعاقل إلى شخص أبله وغير مدرك لما يجري من حوله.
وهرمون " الأوكسيستوسين" هو ذاك الهرمون الذي يفرزه الجسم عند لقاء المحبين مع بعضهم بعضاً ليجعلهما هائمين في الحب.
والجدير بالذكر أن الأشخاص المغلفين بغلاف الخداع والكذب لن يشعرون بهذا الدفئ والمودة العميقة ، ظناً منهم أن الحب يُباع ويُشترى ليتلاعبون بقلوب تنبض عطفاً وحباً وعطاءً .
الوَلَه ، الغيرة ، التودد، الشغف ، الشوق ، الهُيام والعشق ، كلها الوقوع في الحب وضرب من جنون وبقائُنا على قيد الحياة .
لايهمنا من نحنُ ولايهمنا أين ومتى ولا سلام ولا كلام ولا ماضينا ولا مستقبلنا ولا حتى من هم المتواجدين من حولنا بقدر مايهمنا وجودنا مع ذاك الشخص حتى سرعان ما تتلألأ أعيننا عند رؤيته .
جميلة تلك القصة "قصة الحب" بدأت بالعفة وانتهت بالصدق والوفاء ، ذاك الحب هو الصدق والطهر وهو سُنّة حسنة.
تعلق روحي روحها قبل خلقنا
ومن بعد ما كنا نطافاً وفي المهدِ
فزاد كما زدنا فأصبح ناميا
وليس إذا متنا بمنتقض العهدِ
وبهذه الكلمات وصف جميل بن معمر حبه لبثينة، وكثير من شعراء الحقبة القديمة يصفون ويمدحون محبوباتهم بطريقة شريفة وعفيفة ليكون ذلك برهاناً على براءة الحب من أي شائبة على عكس ماانتشر في عصرنا من الحب الزائف الملئ بالمجون والإنحلال الأخلاقي ، ولنكن صادقين أكثر وجود الحب الحقيقي باتَ مستحيلاً في زماننا الحالي ، ولكن وفي نفس السياق دعنا نقول إن خُليت قُلبت ، والقلوب الطاهرة لازالت موجودة ولكن كثرة الأقنعة الزائفة طغت بشكل كامل حتى أصبح الجميع يقولون الحب معدوم.
والله سبحانه وتعالى خلقنا في أحسن تقويم ووضع المشاعر البريئة وخالية من أي شائبة حتى نحب بعضنا بعضاً ، والله سبحانه جعل الحب آية من آياته ليبين قدرته وعظمته، (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
الحب لايقتصر فقط على علاقة بين الجنسين فقط ، بل و يشمل حب البشر لبعضهم وحب الأهل ، فالحب ليس حراماً ، هاتكِ الأعراض هم من جعلوه قبيحاً ، وجعلوا الحب ذريعة لإفراغ نزواتهم ويكون سبيلاً لهتك الأعراض.
لننشر الحب والعشق في كل مكان ، ولنترجم مشاعرنا إلى الخارج ، والحب خلاصة الحياة لنرى كل شئ جميلاً، ولننثر الحب في كل مكان.
أقرأ ايضاً
- ذكرى الحسين (ع) بين الحب الصادق والحب الكاذب
- ذكرى الحسين (ع) بين الحب الصادق والحب الكاذب
- زيارة الاربعين بين الحب الصادق والحب الكاذب للحسين (ع)