بقلم: زينب زكي غائب
الإيثار ، العلو ، التضحية ، الوفاء بالعهد ، وحسن الخاتمة .
هن مميزات وخصال ومعانٍ عالية وسامية وتنبئ عن منزلة عظيمة في الدنيا والآخرة .
هي منزلة يمنحها الله سبحانه لمن يستحق هذه المرتبة وبجدارة ويحظوا بهذا الأجر ويحرزوا هذا المجد في الآخرة .
وبين شهادة الموت وشهادة الحياة ، هناك من أختار أن يسلك طريق الآخرة ليحظو مكانة ومنزلة عند رب السموات ، والشهادة لها رجالها ، لهم صفات ونفوس خاصة أهّلها الله سبحانه لهذا الهدف المنشود وبهذا يُنصر دين الله بكرامة ، وهم رجال أصطفاهم الله ليجاهدون في سبيله.
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.
يستشهدون في سبيله من أجل الحق الذي شرعه الله سبحانه ، وإذا وضعت الحرب أوزارها وانتكس بعضهم عن الصعود لهذه المرتبة فذلك يعني لم يختارهم الله سبحانه بعد لهذا المقام المحمود ، وهذا لايعني أن الله لم يُمكّنهم من السعي لهذه المرتبة معاذ الله ، بل أختارهم أن يبقى بعضهم الآخر لبناء هذه الحياة ومشاركة إخوانهم في العمارة إستمراراً للدفاع بين الحق والباطل ، ومن يرجو لقاء الله فلا بُد من السعي الدؤوب لنيل هذه الدرجة.
ومنهم من يستشهد من أجل الوطن ، الوطن هو البيت، الوطن هو السكينة والأمن والأمان ، ووحده الإنسان من يموت من أجل الوطن ، ووحده من يُفدي بحياته قُرباناً من أجل الوطن، يستشهدون والعزة في جبينهم وهم يرددون الأولوية للوطن والأولوية للقومية والأولوية للمذهب والدين .
من يموت من أجل الوطن ؟ ذاك الذي يقول ويصدح صوته عالياً _الوطن غال ٍ ونفيس _ ولن يموت من أجله كل خائن وهاتك للأعراض.
والوطن لايُشترى ولايُباع ، ومن يضحي نفسه هم الأوفياء عاهدوا على أنفسهم بأن الوطن لن يحيى إلا بدمائهم الطاهرة والوطن هو الأغلى والأعز.
وهناك من يبذل روحه من أجل استقرار وطنه ورد كيد العدو ودحر عدوانهم وهذا يُذكرنا بهجوم داعش على العراق وتحديداً عندما شنّت هجماتها على قرى تركمانية في شمال العراق وذلك في عام ٢٠١٤ ، الذين أفسدوا على الناس حياتهم، وكان لابدّ من الدفاع المستبد ضدهم من أجل إحلال الأمن والأمان في المنطقة، ودفع الشرور والمفاسد ، ولايسعنا القول إلا هنيئاً لمن لبّى نداء الوطن وساهم في الدفاع عنه واستشهد لينال تلك المرتبة العظيمة وظفر بالفضل العظيم .
ونيل الشهادة في سبيل الله دفاعاً عن الوطن مكرمة ومنحة كبيرة ، فهم ليسوا أمواتاً بل أحياء يُرزقون وفرحين بذلك وإنما من هم على قيد الحياة هم الأموات وذلك لم يلحقوا بهم لينالوا تلك المنزلة العظيمة ولاخوف على الشهداء ولا هم يحزنون ، فهم التحقوا بركب كوكبة من الشهداء الأطهار وطوبى لمن استشهد من أجل تلك البقاع الشريفة من وطنه .
{مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} .
رحم الله الشهيد غائب محمد علي البشيري
رحم الله الشهيد أبو مصطفى التركماني
رحم الله جميع شهداء العراق والمسلمين أجمع.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي