مدينة الكوت هذه المدينة التأريخية صاحبة المحطات والمحافل العديدة لايمكن لاحد ان يحيط بها من جميع الجوانب او كيف او متى او اين ومن بين تلك المعالم ومنذ نصف قرن تقريبا محطة وقود الكوت القديمة فقد كان حال المدينة ولونها ليس كما هو الان حيث كنت امر انا ووالدي يوميا من محلة الجعفرية بجانب هذه المحطة لاذهب الى مدرستي وفي بعض المرات يكون مرورنا بالباص الخشبي حيث كانت تحيط بها شوارع وارصفة غاية في الروعة والنظافة وكأنها زهرية في وسط تلك المنطقة وكنت دائما ارى سيارة او سيارتين في داخلها وفي بعض الاحيان يدخل باصنا الخشبي اليها للتزود بالوقود وكان السؤال الذي يراودني كثيرا على الرغم من صغر سني لماذا تدخل هذه العجلات الى هذا المكان يوميا ولماذا تقف على شكل طابور وان كان صغيرا ولكنها ماتلبث ان تذهب سريعا كل هذه الذكريات لم تكن قد فارقتني منذ ذلك الوقت والان وقد بدأت بتشريح ذاكرتي لابحث عن تاريخ هذه المحطة التي يعود تأسيسها الى عام 1962 وقد توجهت هذه المرة راجلا الى المحطة وانا ذو رأس ابيض شابته السنين لاستطلع العاملين والادارة في المحطة وتاريخها لاول مرة عن علم ودراية فالتقيت بالاخ عقيل عبد العباس مدير محطة بنزين الكوت القديمة الذي قال لموقع نون \"ان تأسيس هذه المحطة ياتي قبل ولادتي الامر الذي يجعلني قاصر عن الوقوف عندها وافادتكم بما تبغون لذللك رافقني الى رواد العمل فيها من الكادر القديم حيث اكدوا ان تأسيسها يأتي في عام 1955 وكان الكادر في ذلك الوقت لايتجاوز خمسة عمال يعملون بأربعة وعشرين ساعة متواصة ولايتجاوز مردودهم الشهري ستة دنانير حتى قفز بعد السنين البسيطة الى الضعف ماحسن من الوضع الاجتماعي لنا اما من جانب الادارة فقد تعاقب على ادارتها عدد من المدراء منهم المرحوم نعمان مهدي وسعيد هادي وعلي غفوري في الاعوام الاولى على تأسيسها وفي بداية السبعينات من القرن الماضي .وافادنا المدير الحالي للمحطة ان المكان القديم لها كان يقع على نهر دجلة مقابل بستان الحاج حسن وكانت عارة عن مضخة واحدة تعمل باليد لايصال مادة الوقود الى العجلات التي قد لايتجاوز عددها في تلك الفترة عدد الاصابع حيث تعاقب للتزود بالوقود من ثلاث او اربع عجلات تتوزع بين مادة زيت الغاز والبنزين وسيارة المحافظ في تلك الفترة ومدير البلدية المحامي تقي الوزان . ومن بين العاملين في المحطة القديمة حدثنا السيد جواد كاظم والذي له من الخدمة 35 عاما يقول كنا كخلية نحل واحدة تربطنا اواصر المحبة والصدق والتفاني لخدمة البلاد حيث كنا انا والمرحوم كاظم سايب وعبد الله خلف وعبد الواحد ومحسن بلال الذين تقاعد منهم كثير وتوفى منهم عدد اخر.وعن استحصال المبالغ النقدية من قبل العجلات كانت بعملة الفلس والدرهم والقطع النقدية الصغيرة
[img]pictures/2011/06_11/more1307256852_1.jpg[/img][br]
حيث ذكر مدير المحطة نقلا عن المدير السابق ان الايرادات لاتتجاوز 150 ـ 200 دينار فقط قياسا بهذه الايام التي تصل الى عشرات الملايين ولم يأتي هذا الامر الا بغلاء هذه المادة وكثرة العجلات التي وصفها العاملون في المحطة بانها هدر اقتصادي ولم تضف الى البلد شيء حيث اكد العاملون ان مستوى البيع في المحطة وتزويد الوقود يصل الى 55 الف لتر في اليوم الواحد في وقت كان لايتجاوز 18 الف لتر يوميا قياسا بالاسعار التي كانت بالدرهم والفلس واليوم تصل الى عشرات الاف من الدنانير حيث تسائل احد العاملين في المحطة وهو مهند هشام ان في المحافظة بحدود اربعين محطة للقطاعين العام والخاص مذكرا بأن عدد من العاملين بهذا القطاع لازالوا يعملون بالاجر اليومي او المؤقت مطالبا الجهات المختصة ووزارة النفط بضرورة تثبيتهم على الملاك الدائم .وعلى الرغم من هذا وذاك تبقى محطات مدينة الكوت شاخصة تقدم الخدمة لابناء المحافظة على الرغم من الظروف العديدة التي تمر بها لذلك نطالب ومن خلال هذه الاسطر بضرورة النهوض بواقع المدينة والمحافظة وعلى جميع المستويات.
الكوت : علي فضيله الشمري
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)
- الأول من نوعه في العراق.. محطة كهرباء تعمل بطاقة الرياح
- مسؤول نفطي في كربلاء: موافقة مبدئية على مد انبوب تجهيز بنزين الطائرات من مصفى كربلاء الى مطارها الدولي بطول (5) كم