- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الفساد ورمٌ في دماغ العراق – الفكرة والبادرة
بقلم: رحيم الشاهر
إذا أردتَ أن تقضي على المخدرات ؛فعليك أن تقضي أولا على (فكرة المخدرات)؛ لأن (فكرة المخدرات) في المعدل النهائي اخطر من المخدرات نفسها، وإذا أردت أن تستبدل جيل العقد والعجز ( والتنبلة) ( والبوبجي)، ( والكبسلة) ،( وقلوبهم معك، وسيوفهم عليك) ، و(..أتستبلون الذي هو أدنى بالذي هو خير..)البقرة- 61 ، ( مالكم كيف تحكمون)الصافات - 154 ،(وماهكذا تورد الإبل) و.. الخ ؛ فعليك أن تستخدم أدوات ( إبراهيم ) ع في تكسير الأصنام التي تشكل رحما لولادة أجيال العيش على جراح الوطن ، ونهب الوطن؛ لأن وطنا بلا مستشفى ، ولا قضاء، ولا إسكان ، ولا تربية مثل دائرة بلا كهرباء ، ولا ماء..واذا أردت أن تتمثل ( غاندي) ( وجيفارا)، ( ونلسن ماندلا) ، ( ومهاتير محمد) .. الخ ، فعليك تحسين رسم فكرتهم في ذاكرة الجيل والملقن والمعاصر، وإذا أردتَ أن تقدس (محمد) ،او (عمر )، او عثمان ، او ( علي ) ، أو الحسن والحسين ، فعليك ان تبعث لذلك جيلا دؤوبا قادرا على حمل أمانة فكرة هؤلاء السادة العظام ، وليس الفكرة أن تسمي ، بأسماء هؤلاء العظام ، لتركب موجتهم وصولا إلى هدف دنيوي مقيت ، إذا أردتَ إلغاء الدمج ، فعليك بتكريم الأصالة ، وأول من سيطيح بك ، وآخر من سيطيح بك ويبيعك هم البطانة التي تتكئ عليها ! ، وإذا كان (الفساد ورم في دماغ العراق) ، فإن المسئول الجرثومي تاريخيا وقضائيا ، عن نشر فايروس هذا الورم السرطاني ، هي أمريكا ( والأجذم بوش)... وإذا أردتَ مكافحة الفساد الذي تحول إلى غول مرعب حاصدا كل مصابيح المدينة ، وصار ملحمة كارثية سوداء وورم في دماغ الجمجمة العراقية ؛فعليك أن تؤصل فكرة الإصلاح ، وتقتلع فكرة الفساد ، على معنى قوله تعالى:"الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء00"( إبراهيم 24)" تؤتي أكلها كل حين بأمر ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يذكرون"(إبراهيم / 25) ... "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار"(إبراهيم /26) ... عليك أن تقتلع فكرة الفساد ؛ لأن فكرة الفساد هي أم الفساد والمفسدين وهي حاضنتهم الحنونة.لو اتجهت المنظومة الآن إلى تكريم المصلحين أنبياء زمانهم، والبحث عن معجزاتهم إعلاميا وواقعيا ، لأحدث ذلك صدمة غيرة وحسد ايجابي في خمول جيل المخدرات ، ( والتنبلة،والكبسلة، والبوبجي ، والجحشنة الالكترونية). فالمرتشي (وهي من عندياتي): إما شحاذٌ كفء ، او منتفع حرماني ، وفي كلا الحالين ، فإنه يؤمن الغذاء لخلية نائمة ستنشط بعد حين هنا وهناك .(الحسين) ع خرج مصلحا قبل أن يخرج حسينا ، فهل بإمكاننا ان نخرج مصلحين؟!ان الدولة هي الكائن الوحيد القادر على صناعة العدل بعد الله تعالى ، او الظلم بعد الطغاة ؛ لذلك تجد اليوم ان التآمر كله يدور حول ابتلاعها ، وتقاسم مغانم حطامها ، ولمنع إعادة مجدها إلى سابق عهده .. ر.. ح..ي..م
24/12/2021م الجمعة ---20 جمادى الأولى 1442هـ
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- الذكاء الاصطناعي الثورة القادمة في مكافحة الفساد
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى