- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
وصار الإعلام "يصيح انقذوني" - الجزء الثاني
بقلم: حسن كاظم الفتال
حين تستفحل ظاهرة الإنفلات ويختل التوازن
مسألة الإنفلات التي شملت معظم مفاصل الحياة ليست بغريبة على المتابعين بشأن الواقع الإعلامي كذلك اختلال المقاييس والموازين فقد اختلطت الأوراق وتشابكت المفاهيم . وشطبت مصطلحات كثيرة من قاموس الثقافة العامة .
ومما لا يخفى على أحد أن المرحلة الإستثنائية أنجبت أناسا مهمتهم فقط السعي لابتكار مسميات وعناوين أو صيغ منها مفتعل ومنها ما ينسجم مع قناعات معينة ظاهرها ودي إنما باطنها الخديعة وغسل بعض الأدمغة .وقد يتعارض بعضها مع سلامة الفطرة الإنسانية أو مغاير لما جُبِل عليه الإنسان .
الصيغ والمسميات تحمل أوجها متعددة أو عناوين مبهمة تتبنى تدوينها بعض القنوات المدنية المتحررة والتي تزعم الإستقلال ولكنها بالحقيقة مسيرة من قبل أناس لا هم لهم سوى ترويج وتسويق ما يضمن لهم الديمومة والإستمرار بما يدر عليهم من منافع حتى حين يضطرهم الأمر إلى إشاعة الخديعة والتمويه .
وبذلك سُخِرت بعض القنوات بفضاضة للتمايل والرقة المتميعة بكل تفاهة على حساب جشوبة العيش الكريم. يفسدون الذوق العام ليختل العقل الجمعي ويغتالون جوهر العفة في نفوس الناس من أجل تحقيق رغبة وإشباع شهوة .
يشترون سخط الخالق بمرضاة جبابرة يرمون لهم فتاةً ليعتاشوا هم عليه .
ابتسامة من أنثى تكفي لأن تجرهم إلى عالم الخراب يحملون تسميات تبا لهكذا تسميات براء منها كل المسميات .
دون أن يولوا أية رعاية لحقيقة ثابتة مضمونها (الإعلام نزاهة وصدق ومورد حرص على كل ما ينتمي للكرامة والشرف والعفة والنزاهة والصدق والحيادية وتغذية العقول بكل ما يسوق الإنسان إلى أروقة التطور وسموه إلى ذرى المجد ).
ولكل موجود نقيض
لم يتح لتلك القنوات أن تنفرد بالساحة وتكتسح الوسط الإعلامي فقد أنشئ ما هو نقيضٌ لها في المسارات والتطبيقات والمناهج والإستراتيجيات، وثمة وسائل تحمل تسمية إعلام لكنها لا تكتنز أي ايدلوجية يحجزها عن السطحية أحياناً وفضاضة الهامشية. تتظاهر بالحياء لكنه حياء مؤقت مؤلدج سرعان ما يتلاشى حين تعتقد بأنها لابد أن تواكب المرحلة. فتنسلخ تارة وتعود أخرى تحتمي أحيانا بشعارات وتظهر التمرد ظنا منها بأنها ستتجنب به الوقوع في مستنقع سقط فيه آخرون.
ولولا الحياء الجبري لَصَنَعت هذه المؤسسات ما لم يصنعه غيرها ولكن بصيغ وألوان وأطر وأنماط أخرى . ورغم هذا الحياء الذي فرضه الواقع عليها لكنها أوشكت أن تنجرف لتيار الإعلام الوهمي المتهاوي فهي بظاهرها تحاول أن تستتر ولا تظهر سوءاتها إنما تتحجب بحجاب شفاف لا يستر إلا بعض ما ترغب هي في حجبه وما حجابها إلا لباس معصفر شفاف رقيق يظهر من خلاله كل شيء وبعض سوءاتها .
ومنها من تستعين ببعض المؤدين للانغام الجميلة الرقيقة بنبرات رخيمة تحمل عناوين بعيدة كل البعد عن الجوهر والمعنى الحقيقي لتلك العناوين. فتجدها تسعى لإفساد الذوق العام سواء علمت أو لم تعلم ، قاصدة كانت أم لم تقصد إنما هي هكذا .
فهي لا صلة لها بالمهنية والحرفية إنما بارعة في قلب الحقائق . بعيدة عن الإرث الحضاري والعقل المجتمعي الناضج ويصدق عليها المثل الشائع: (متيهة المشيتين).
أقرأ ايضاً
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول