حجم النص
بقلم:جواد العطار
بعد مرور اكثر من شهر على اجراء الانتخابات التشريعية في العاشر من شهر اكتوبر الماضي ، وما زال الوضع العام ضبابيا فلا نتائج نهائية من قبل المفوضية ولا حل سياسي ينهي تظاهرات المعترضين ولا استقرار ميداني بعد الصدام مع المتظاهرين والاعتداء على منزل رئيس مجلس الوزراء قبل اسبوع من الان.
فما العمل للخروج من عنق زجاجة النتائج الانتخابية؟ وكيف يمكن ان تسير العملية الديمقراطية الى بر البرلمان القادم دون منغصات او اضطرابات؟ أسئلة كثيرة تعمل الصالونات السياسية واللقاءات الثنائية بين الفائزين للإجابة عليها والخروج بصورة ترضي الجميع او تذهب بالمشهد الى قوى حاكمة وقوى معارضة داخل قبة البرلمان المقبل وهذا ما نأمله.
لكن ، يبقى السؤال كيف الحل؟؟؟ هل في حكومة توافقية يسعى الى تشكيلها الجميع فائزين وخاسرين ام حكومة اغلبية سياسية تشكلها القوى الفائزة فقط او التي تستطيع جمع الأصوات اللازمة لمنح الحكومة الثقة داخل البرلمان!!!!.
المشهد الحالي مفتوح على كل الاحتمالات ، فالكل يحاور الكل ، والجميع يسعى الى انهاء حالة الاحتقان التي رافقت اغلاق صناديق الاقتراع والاعتراض على النتائج الأولية والتي ما زالت مستمرة الى اليوم ، لكن كل يغني على ليلاه ويسعى الى الحصول على المكاسب لحزبه او لنفسه حتى المستقلين لم يستطيعوا لحد الان الاتفاق فيما بينهم ومن اتفقوا اعلنوا انهم منفتحين على كافة القوى وهي عبارة تعني اننا نريد المشاركة في الحكومة مع أيا كان.
ان المفهوم السائد في المشهد العراقي انت فائز بالانتخابات إذن يجب ان تشارك في الحكومة ، لان ثقافة المعارضة غائبة تماماً عن دورات البرلمان الخمس الماضية كما ان ثقل الحزب او الكتلة هو بما تحصل عليه من مناصب وهو مفهوم خاطيء وتسبب بغياب المعارضة البرلمانية التي تراقب وتقوم عمل الحكومة اولا؛ واختلال ميزان الديمقراطية والانتخابات بين فائز وخاسر ثانيا؛ استشراء الفساد ثالثا؛ من خلال محاصصة المناصب العامة.
ان كل انتخابات تحمل رياح التغيير وبالذات المبكرة منها ، وان لم يحصل ذلك فلا فائدة من عناء التفكير والتصويت ، ورغم ان الانتخابات الماضية لم تأتي بجديد على مستوى النتائج فنفس القوى المتواجدة فازت والمستقلين أقلية لا يتعدى عددهم عشرة بالمئة... الا اننا نعتقد بان الحل لن يأتي الا بتغيير عقلية الساسة وان يبدلوا اسلوبهم في إدارة الدولة والحكم في المرحلة المقبلة وان يخرجوا بالبلاد من دوامة الهزات والازمات وعدم الاستقرار ، وان يدركوا ان الفائز الحقيقي بالانتخابات هو المواطن يوم تتحقق امانيه وتطلعاته ولا يهمه من سيجلس في المناصب بل يبحث عمن يستجيب لآلامه ومشاكله ويقدم حلولا حقيقية لها.