بقلم: بشير خزعل
يتساءل الكثيرون عن فحوى قمة بغداد والفائدة المرجوة منها، في ظل اوضاع غير جيدة يعاني منها المواطن العراقي في نواح كثيرة سواء اقتصادية كانت او امنية، وربما تأتي القمة ضمن سياق تنشيط السياسة الخارجية العراقية، ومن المفترض أنها تحقق منافع لجهة استعادة دور العراق الإقليمي، إلا أن نجاحها مرهون بأمور كثيرة منها: التوافق العربي الإقليمي، والتفاهمات حول إمكانية طرح خريطة طريق إقليمية عربية، ما يسعى اليه العراق من هكذا مؤتمرات هو اهمية ابعاده عن صراع الارادات الدولية والاقليمية، الذي ينعكس سلبا على واقع المجتمع العراقي سياسا وامنيا، ويؤدي الى انتكاسات اقتصادية كبيرة يقع ضررها الاول على المواطن، لذلك تسعى بغداد الى اتخاذ خطوات جادة للتخلص من سياسة المحاور من خلال دورها الاقليمي ومحاولة تقريب وجهات النظر بين الفرقاء المختلفين في قضايا وملفات كثيرة، فالتباحث وتبادل الاراء والمناقشات افضل من عمليات التصعيد الاعلامي والعسكري والمناوشات، التي ربما سيطول الكثير منها الاراضي العراقية كما حدث في السابق، تفعيل الدبلوماسية العراقية، سيكون شيئا إيجابيا في المرحلة الراهنة، ومن المفترض أن تؤدي دورا محوريا، تجاه العلاقات مع الدول الأخرى، بما ينعكس سريعا على ملفات الأمن والاقتصاد وغيرها من ملفات ظلت عالقة لسنوات طويلة، ولا يخفى أن الهدف الأساسي من القمة هو جذب العالم إلى ريادة العراق مرّة أخرى في المنطقة، إلى جانب تعزيز مقومات الدولة الاقتصادية عبر تشجيع الاستثمار والانفتاح على رؤوس الأموال والتكنولوجيا، وتعزيز فرص العمل، فضلاً عن تطوير الاقتصاد العراقي، فالمشكلات الداخلية التي يعاني منها العراق ما هي إلا انعكاس للصراع الخارجي، وتصفير هذه المشكلات يبدأ من تسوية الأزمات التي تعاني منها الأطراف الخارجية وتحاول عكسها على الاوضاع في العراق، وفق تصريحات رسمية، القمة حسب ما أعلن عنها تهدف إلى العمل على تعزيز الشراكات والمشاريع مع الدول المشاركة في مؤتمر بغداد، فطبيعة الأزمات والتحديات في المنطقة يمكن ان توجد فرصا حقيقية للشراكة بدلا من الصراع، كما أن إيجاد مساحة مشتركة للتفاهم بين المحور العربي والإقليمي حول العراق، وتقليص فجوة الخلاف بينهم، سيكون مشهدا إيجابيا، ويعود بالفائدة على العراق اقلها بان الدولة العراقية لن تكون عدوة لأحد.
وهذا لا يعني التخلي عن حقوقنا المشروعة بالسيادة والاستقرار، وربما ستعكس هذه المشاركة والتمثيل عالي المستوى استعادة العراق لدوره في المنطقة، وقد لا تتغير خريطة العلاقات بهذه السرعة، لكن قمة العراق الإقليمية ستكون خطوة لإطفاء الحرائق الدبلوماسية بين دول المنطقة التي اصبح ضررها مباشرا على المواطن العراقي.