بقلم: هادي جلو مرعي
لايتوفر العراق على غابات شاسعة يمكن أن تمتد إليها النيران كما في الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا، وسواها من بلدان، لكن في العراق مستشفيات يمكن أن تلتهمها النيران، وبساتين نخيل يشتهيها شرر العابثين، ودوائر دولة فيها فساد وبحاجة الى بعض الحرائق لإخفاء الأدلة، وأبراج طاقة كهربائية يجب أن تنسف قواعدها، وتهوي الى الأرض، ومخازن وأسواق وأشياء كثيرة تشتهيها النار في هذا الصيف الحار.
للنار علاقة وثيقة بمستشفيات العراق. فقبل أسابيع إندلعت النيران في مستشفى إبن الخطيب جنوب العاصمة بغداد، وتحديدا في قسم العزل الذي يرقد فيه مرضى كورونا الذين كانوا ينتظرون الأوكسجين ليتجنبوا الموت خنقا، فإذا بهم يموتون حرقا وكأنها طقوس هندوسية للتخلص من جثث الموتى، وجرى الحديث في حينه عن تماس كهربائي، وعن قنينة غاز إنفجرت، وعن بوتجاز صغير كانت تستعمله سيدة لطبخ الطعام في إحدى الردهات، وتم تشكيل لجان لانعلم مصيرها، وماخرجت به من توصيات، وربما كانت تبحث عن سبب تفحم أجساد المرضى المساكين !
في الثاني عشر من تموز تصاعد الدخان الأسود من خلال نوافذ مبنى وزارة الصحة الفاره، تلاه حريق في مخزن كبير جنوب العاصمة، تلته حرائق إلتهمت بعض البساتين، وفي الليل شبت النيران في مستشفى الناصرية في أقصى الجنوب، وقضى العشرات من مرضى كوفيد حرقا، الأمر الذي تسبب بإندلاع إحتجاجات واسعة طالبت بالقصاص من المسؤولين عن الحادث الفجيع.
مثل الأدغال في الغابة تتكاثر الفرضيات التي تتحول الى شكوك، ثم الى إعتقادات جازمة وتتحدث عن تلك الحرائق، وسببها الحقيقي ومنها:
يبدو أن هناك فرقا جوالة تتبع لقوى شر داخلية وخارجية وأجهزة مخابرات، ولأسباب عدة تقوم بحرق البساتين، وحقول الحنطة والشعير، ومخازن البضائع، والمستشفيات، ودوائر الدولة، وتفجر أبراج الكهرباء.. يارب أكون غلطان، ويطلع الشيطان يفعل ذلك.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي