- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ارتفاع سعر الدولار و زيادة المبيعات للبنك المركزي
بقلم: د. بلال الخليفة
ان زيادة سعر الصرف للدولار الامريكي مقابل الدينار العراقي تم رفعه منذ نهاية العام الماضي وتم اقرارة اخيرا قانون الموازنة العامة الاتحادية بسعر تصريف هو (1460) .
ان احد فوائد زيادة سعر التصريف هو منع تسرب العملة الصعبة وخصوصا الدولار الامريكي خارج العراق, اضافة الى دعم المنتوج المحلي من الصناعة والزراعة. كان دليلهم على ان رفع العملة هو تقليل تسربها خارج البلاد هو الارقام التي ينشرها البنك المركزي العراقي وانخفاض المبيعات وبشكل ملحوظ من 250 مليون دولار باليوم الى 50 مليون دولار يوميا.
نلاحظ في الايام الماضية ان المبيعات في البنك المركزي من العملة الصعبة بدا بالارتفاع مرة اخرى، وكما هو موضح بالجدول الاتي:
اليوم المبيعات الكلية من الدولار ( مليون دولار )
الثلاثاء \ 187
الاثنين \ 193
الاحد \ 156
السبت \ 124
الجمعة \ 39
الخميس \ 12
الاربعاء \ 3
الثلاثاء \ 25
والغريب ايضا ان سعر الصرف ارتفع ايضا مع زيادة البنك المركزي بمبيعاته من العملة الصعبة (الدولار) وكان المفروض ان ينخفض نتيجة وفرته، وكما موضح بالجدول ادناه:
اما اسعار الدولار للايام الماضيه فهي كالاتي
الاثنين \ 1480
الاحد \ 1475
السبت \ 1475
الجمعه \ 1475
الثلاثاء \ 1469.5
لكن بعد عودة الزياد في في المبيعات ، هذا يوضح لنا الاتي:
1 – ان زيادة سعر الصرف للدولار الامريكي ، فشل في تحقيق احد اهدافة المهمه جدا وهي منع تسريب الدولار خارج العراق واستغلال نافذة البيع المباشر في تبييض اموال الفاسدين عن طريق شراء امور تافهه ووهمية وكبيرة ومثال على ذلك شراء (النبق، بمبلغ 90 مليون دولار ، وحسب تصريح لاحد المسؤولين بذلك).
2 – الهدف الاخر من زيادة سعر صرف الدولار امام الدينار العراقي، هو دعم الصناعة العراقية والمنتوج المحلي، لكن للاسف ان المنتوج المحلي من الصناعة العراقية ارتفع هو الاخر، نتيجة اعتماد تلك الصناعة على مواد اولية يستوردها من الخارج وبالعملة الصعبه، ومثال على ذلك هو سعر بطل الزيت المحلي الذي ارتفع ايضا، لان المعامل المحلية هي تعتمد وبشكل كلي على المواد الاولية المستوردة.
3 – ربما ان السبب هو قدوم شهر رمضان الكريم وزيادة المواطن من المواد الاولية وبالتالي كثف التجار من نشاطهم ، لكن هذا الاحتمال ضعيف جدا، لان التجار يتهيئون لشهر رمضان قبل مجيء شهر رمضان باشهر لا يومين او ثلاث.
4 – ان هبوط بيع الدولار من قبل البنك المركزي هو نتيجة تخوف التجار من هبوط وصعود الدولار ، ولذلك تصرفوا هم في الاشهر السابقة بما يملكون من الدولار.
5 – كان التاجر العراقي او الشخص الذي يشتري العملة الصعبة ـ يامل ان ينخفض سعر بيع الدولار لكن قبل يومين تم اقرار الموازنة من قبل رئيس الجمهورية وبالتالي اصبحت الموازنة نافذة، اي ان الدولار بعيد جدا ان يتم خفضة، لذلك عادت المبيعات الى سابق عهدها.
6 – ان البنك الدولي يوصي برفع سعر الدولار الى 1600 دينار عراقي, وبالتالي ربما يكون ارتفاع المبيعات هو سيناريو اخر او مقدمة لرفع سعر الصرف مرة اخرى لكن العام المقبل كي لا تكون ضجة ولكي ينسى العراقيون رفع سعر الصرف الحالي.