تطبيق جديد على أجهزة آي فون يسرق وقت ملايين البشر ويسلب نومهم. العراقيون لهم حضورهم اللافت للنظر، في غرف هذا البرنامج الصوتية، رغم أن انتشاره لم يبدأ سوى قبل شهرين تقريباً. هذا البرنامج ليس مفتوحا للجميع الآن بل يعتمد الانضمام اليه على دعوة يرسلها شخص مشترك. لكن ذلك لم يمنع من تدفق ملايين الاشخاص للانضمام، بينما قامت بعض الدول- بينها عربية- بحظره لصعوبة التحكم به.

ما يميز هذا البرنامج عن غيره من منصات التواصل هي اعتماده على الحوار الصوتي المباشر الذي ينقل الإحساس فيؤثر في السامع أكثر من مجرد الكتابة. هذه الميزة يفترض انها تؤمن إمكانية أكبر للتفاهم وتقريب الآراء، أو أقلّها تقلل من التطاول والتراشق لما يتطلبه النقاش المباشر من جرأة وشجاعة لا تحتاجها النصوص المكتوبة. لكن جولة في غرف البرامج العربية، والعراقية خصوصاً، تكشف عن أن أنماط التعاطي عبر الفيسبوك وتويتر لم تتغير كثيراً، بل أن الانقسامات والاقصاء والتطاول اللفظي تفصح عنها عناوين بعض الغرف نفسها، وما أن يحتدم نقاش وينقسم الرأي داخل غرفة حتى "تفرّخ" غرفة أخرى مضادة لها تجتذب جانباً من جمهور الأولى. الى جانب ذلك توجد غرف رصينة تطرح قضايا جادة ثقافية وعلمية واقتصادية متنوعة وبأسلوب راقٍ وبحضور نخبٍ من شتى انحاء العالم.

فكرة البرنامج الذي أوجده عاملان في مجال تكنولوجيا المعلومات هما "بول دافيسون" و"روهان سيث" كانت لتوفير فضاء يتلاقى فيه رجال الاعمال صوتياً لمناقشة قضايا تهمهم، لكن البرنامج اشتهر بعد عام من انطلاقه بعدما بدأت استضافة مشاهير وتمكين من يرغب، بالتحدث المباشر معهم وهو ما لا يتوفر في الحياة العادية.

يوفر التطبيق الجديد فرصة كبيرة للباحثين في المجال الاجتماعي والاقتصادي ومخططي السياسات العامة لمعرفة اتجاهات الرأي العام واهتمامات الفئات والشرائح المختلفة في كل مجتمع. هذه الميزة لن تغيب عنها أجهزة المخابرات لجني هذه الفائدة بشقيها السلبي (ملاحقة أصحاب الرأي المختلف) والايجابي (توفير تقارير لصانعي السياسات).

أصحاب البرنامج، الذي ازدادت قيمته من مئة الف دولار قبل عام واحد، الى مليار دولار حالياً، يستخدمون المعلومات المتأتية من تسجيل كل الحوارات وتحليلها وتصنيفها وبيعها في الأسواق الاقتصادية والسياسية والمخابراتية، كما هو حال باقي وسائل التواصل الاجتماعي. أما رواده فبإمكانهم استثماره إيجابا للتواصل مع أناس من بلدان وثقافات مختلفة وهو مصدر معرفي مجاني وسهل.