كشف مصدر حكومي، الاثنين، عن قرب تشغيل اربع مستشفيات حكومية في اربع محافظات من بينها محافظة كربلاء من خلال التشغيل المشترك بين الحكومة والشركات الاستثمارية ، فيما تحدث عن الدور السلبي للحكومات المحلية من خلال عدم استلامها المستشفيات المنجزة من الشركات.
وقال المصدر في حديث لوكالة نون الخبرية، انه "عندما استلم مصطفى الكاظمي رئاسة مجلس الوزراء كان هناك حديث لعدد من المستشفيات شبه المنجزة في عدد من المحافظات، الا انها لم يتم افتتاحها"، مبيناً، ان "الكاظمي اتفق مع وزير الصحة حسن التميمي على افتتاح مستشفى الامام الحسن (ع) او ما يعرف بالمستشفى التركي في كربلاء، بعد اتمام اللمسات الاخيرة التي تحتاجها المستشفى لتكون جاهزة للافتتاح".
وحول سبب عدم افتتاح المستشفى التركي في كربلاء على الرغم من انها منجزة منذ فترة ليست بالقصيرة، اوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ان "الجهات الحكومية المعنية بالاستلام، في الحكومات المحلية كانت ترفض استلام المستشفى من الشركة المنفذة وهو موقف سلبي من تلك الحكومات اتجاه هذه المشاريع الاستراتيجية التي تخدم المواطنين .
وحول عملية التشغيل الفعلي للمستشفيات، اشار المصدر الى، "وجود صعوبة في الوقت الحالي بسبب الوضع المالي للبلاد، لان كل مستشفى تحتاج الى موازنة خاصة لها، فعلى سبيل المثال تحتاج مستشفى النجف (التركي) الى حوالي مليار ونصف دينار شهرياً، في حين ان المبالغ المرصودة لقطاع الصحة في النجف بشكل عام هي فقط مليار دينار، ومن هذا المبلغ يذهب حوالي 250 مليون دينار لتشغيل مستشفى النجف وهذا المبلغ يعادل حوالي سدس القيمة الحقيقة التي تحتاجها المستشفى للتشغيل، وهو غير كافي لتشغيلها، اما المبلغ المتبقي وهو 750 مليون دينار، تذهب الى بقية المستشفيات والمراكز الصحية الموجودة في النجف"، مبيناً، ان "هذه المبالغ لا تشمل رواتب الموظفين، بل هي فقط تشغيل وادامة"، مشيراً الى، ان "فكرة تشغيل المستشفى بهذا المبلغ الغير كافي غير صحيحة لانها ستؤثر سلبا على عمليات الادامة في هذه المستشفيات ما يتسبب في تلف وتهالك المعدات".
وتابع المصدر، انه "على سبيل المثال (المستشفى التركي) في محافظة بابل منجزة منذ حوالي 5 سنوات ولم يتم افتتاحها، وبسبب عدم تشغيلها وادامتها وتنظيفها، تبدو وكأنها منجزة منذ 50 عام".
واشار المصدر الحكومي، ان "هناك توجه لدى الحكومة تجاه 4 مستشفيات وهي كل من: كربلاء، النجف، بابل، والناصرية، وهي مستشفيات منجزة، سوف يتم تشغيلها بطريقة (التشغيل المشترك)، اي بمعنى تقدم عروض من شركات عالمية لادارتها، وتكون بنسبة 40% ربحية، و40% مدعومة من الدولة، و20% تقدم خدماتها بشكل مجاني للمواطنين، من اجل خلق موازنة لتشغيل المستشفيات وادامتها".
وبحسب مراقبين لوكالة نون الخبرية فان اشراك شركات استثمارية في تشغيل مستشفيات حكومية انفقت عليها الدولة مليارات الدنانير في فترات سابقة يصب في مصلحة اصحاب النفوذ والمال السياسي على حساب المواطن العراقي الفقير ،مبينين بالوقت نفسه ان انشاء هذا العدد من المستشفيات دون توفير مسلتزمات ادامته وتشغيله هو هدر للمال العام .
وكان نائب محافظ كربلاء علي الميالي قد كشف في وقت سابق عن صراع شركات بين وزارة الصحة ورئاسة الوزراء بخصوص استثمار المستشفى التركي الذي افتتحه رئيس الحكومة الحالي مصطفى الكاظمي قبل اشهر دون ان يستقبل اي مراجع
واوضح الميالي في لقاء تلفزيوني تابعته وكالة نون الخبرية ان هناك شركتين تريدان استثمار المستشفى التركي في كربلاء حيث تدور الشبهات عن صراع بين شركة في وزارة الصحة واخرى في رئاسة الوزراء لاستثمار المستشفى التركي بالمحافظة .
يذكر ان مشروع المستشفى التركي والذي تنفذه شركة يونفيرسل اجارسان التركية ضمن مشاريع الخطة الاستثمارية لوزارة الصحة لعام 2008 وبكلفة 150 مليون دولار وبمدة تنفيذ 33 شهرا وتمت المباشرة به في السابع من شهر كانون الثاني عام 2009 و يتسع (492) سرير
وافتتح رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي،يوم 14 تموز الماضي المستشفى التركي بكربلاء وصرح من المستشفى ان جميع المشاريع المتلكئة سنعمل على تنفيذها.
وشهد المستشفى حريقين بعد انجازهما الاول يوم 22 حزيران الماضي والثاني يوم 10 اب الجاري حيث لم تعلن الحكومة المحلية نتائج التحقيقات التي شكلت بعد الحريقين .
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- مع اقتراب موعده.. هل تعرقل المادة 140إجراء التعداد السكاني؟