- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
إلى البابا فرنسيس: الفايروس في "العراق" أكبر من "كورونا"!
بقلم:رنا حداد
منذ العام ٢٠١٤ -وهو العام الذي ارتكب فيه تنظيم داعش الإرهابي جرائم الإبادة الجماعية ضد الأقليات الدينية، الأيزيديين والمسيحيين وغيرهم في العراق- لربما تأتي زيارة البابا فرنسيس الى ارض الرافدين، للوقوف على نتائج هذه الإبادة الجماعية، وما خلفت من اعمال قتل وإبعاد وهجرة قسرية للسكان، وعدّد ما شئت من أعمال ادانتها الانسانية جمعاء، نالت من النساء والاطفال.
عذاب وشتات مارسهما "داعش"، بهدف القضاء على التعددية الدينية، التي لطالما شكلت جمالية ارض الرافدين.
الخراب، لم يقف عند هذا، بل ما زال مستمرا. اليوم الناجون، ولا اعني حقا انهم نجوا، بالنظر الى التبعات النفسية وحتى الديمغرافية التي تأذت جدا، ينتظرون بفارغ الصبر تحقيق ما هو اهم، العدالة. هم ينظرون -رغم ضبابية الصورة- الى مستقبلهم ووجودهم في المنطقة، وفي العراق تحديدا.
اليوم، قداسة البابا فرنسيس في العراق، وكمسيحية عربية احمل في جعبتي، أملا والكثير من الأسئلة وتوصيات وصلاة، في ضوء الزيارة المرتقبة، أولها: هل يحمل قداسته اية مسودات تطالب بتغيير قوانين على تماس مباشر مع دين وكرامة الاقليات الدينية؟ هل يحمل تصورا من شأنه حماية هؤلاء المواطنين في اوطانهم التاريخية، بل حماية وجودهم من اية تغييرات واردة ومحتملة على الخرائط والواقع؟
المسيحيون في العراق، ينتظرون العدالة في قضايا ما زالت مهملة من المجتمع الدولي، وهم، نعم ينتظرون زيارة البابا لبث الأمل، لكن الزيارة يجب ان تحمل طابع التعويض ايضا، المادي كما المعنوي والنفسي والوجودي، يجب ان تحدث تغييرا في اوضاع من ينتظرها.. النفسية والوجودية الحقيقية.
الفاتيكان، وصف زيارة البابا الى العراق، رغم جائحة كورونا، وانتشار الفايروس اللعين، بأنها "فعل حب"، أضيف انها يجب ان تكون زيارة حب وأمل وفعل، لارض الرافدين، وشعبها ومنهم المسيحيون.
رحلة محفوفة بالمخاطر كهذه، يجب ان تحمل في جعبتها الى جانب التشجيع والامل، ملفات وطروحات تمهد ما أكده قداسة البابا نفسه في تعقيبه على الزيارة، حين قال "لا يمكننا ان نخيب آمال هذا الشعب للمرة الثانية".
سيرحب بقداسة البابا الذين بقوا، رغم الألم والفقد، ونحن ايضا، نرحب به في الشرق الاوسط، ومنطقتنا العربية، فالزيارة مثيرة للاهتمام بنتائجها، اكثر من التحضيرات الصحية والوقائية، فالفايروس يا قداسة البابا اكبر من "كورونا"، واشد فتكا.
أقرأ ايضاً
- الدعوة إلى تجديد الخطاب في المنبر الحسيني.. بين المصداقية ومحاولة تفريغ المحتوى
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة
- شهر محرم نقطة الشروع إلى التحرر - الجزء الثاني