- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الإعلام الحسيني بين شاهقة التمني وطواعية التأني الجزء الاول
حسن كاظم الفتال
نأياً عن تسطير وتدوين المصطلحات ودرج القوالب الكلامية والعبارات الجاهزة لغة وإصطلاحا وظاهرا وباطنا أو ما يماثل ذلك . وتغاضيا عن كل الصيغ الكتابية بالتلميحات أو الإيماءات نقول : لعل بوسع الجميع أن يسلم على أن ظاهر منطوق مفردة الإعلام يوحي بأنه رسالة إنسانية حضارية شمولية تنطوي على معانٍ وجزئيات كثيرة ومتعددة متفرقة تارة ومتلازمة تارة أخرى فيما بينها مما يجعلها أن تُعد أهم وأبرز أداة لإنماء الثقافة المجتمعية وتنوير العقل الجمعي وإصلاح سلوكيات المجتمع وتغيير مساراته نحو الأفضل بعد رفده بكمٍ هائل من معلومات مهمة ومتنوعة حديثة معاصرة مستخلصة من السعي وملازمة التواصل ومواكبة ومعاصرة المجتمعات الأخرى ومتابعة شؤون مختلف شعوب العالم . ويَعدُ بعضُ المختصين الإعلامَ بأنه علمٌ يتضمن تشعبات أو هو مدرسة ذات منهجية خاصة أو هو عالم خاص مستقل بذاته. ويميل هؤلاء بشدة لفكرة تجزئة كينونة هيكلية أو بُنية الإعلام كوسيلة ويفضل اخضاعه الى إنشطارات أو تفكيكات أو تفرعات تخصصية أو تعدد التسميات أو التوصيفات أو التقسيم إلى أصناف متعددة . منها الإعلام الإستقصائي .. الحر .. الهادف .. الملتزم .. الجاد .. الموضوعي ..المتزن .. الموجه . الديني ..السياسي ..الإقتصادي وغير ذلك مما يحدد التخصصات . وهذا ما يمنحنا الحق كمسلمين شيعة في أن نستل شطرا آخرَ من هذه الإنشطارات وربما من الديني أو الإسلامي فنطلق عليه تسمية ( الإعلام الحسيني ) وهذه التسمية أو التوصيفة لعلها لاقت إنفراجا واسعا لتثبت حضورها الفاعل في الساحة الإعلامية الواسعة المدى وقد حصل هذا الإنفراج بعد عام 2003 . حيث بدأ الإنفتاح واتسعت مساحة التحرك بحرية تامة وسمح للكثير من أصحاب التوجهات المختلفة أن يختاروا ما يشاؤون مما يناسب توجهاتهم ومتبنياتهم ويلبي رغباتهم .فهنالك من أحسن الإختيار والتصرف وهناك من لم يحسن .
حصاد سباق التبنيات
وبلغ التنافس أشده بين الكثير من المكونات والفئات والشخصيات على إنشاء مؤسسات إعلامية بمختلف الوسائل والأصناف وأشهرها المسموع والمرئي. وبدأ إنتشار الإذاعات بصيغ غير مسبوقة وبسرعة فائقة وامتدت أفقيا وعموديا وبأعداد غير متوقعة أمست بحاجة إلى تميمة تعوذها لتقيها شر حاسد إذا حسد وزادت على ذلك أعداد القنوات الفضائية التي كثر تزاحمها في الفضاء .وازداد المروجون والمسوقون لها . وراح الكل يلتمس أن هذا الإنتشار سيفتح آفاقا واسعة أمام المتلقين التائقين لتنوير الفكر باكتساب معارف ثقافية علمية لم تكتسب من قبل . وسيكون الإعلام الحسيني الأداة التي يتم من خلالها إحياء أمر آل البيت عليهم السلام وتعليم محاسن كلامهم . وتهافتت المؤسسات على أن تتمظهر باضفاء الصبغة الدينية العقائدية على منهجيتها وسياستها .
مزاعم أنتجت خذلان المتأملين
ولكن سرعان ما خابت آمال المتأملين وتحولت إلى هباء منثور فمثلما سعى بعضنا لأن يمهد السبيل إلى الإعلام الحسيني ليأخذ دوره الفاعل ويتحول إلى أداة رئيسة طيعة لإحياء ذكر آل البيت ونشر الثقافة العاشورائية التي تغذي عقول الأجيال وتنيرها بوهج معطيات النهضة الحسينية العظيمة . برزت عناصر تزعُم أن بوسعها أن تدير ماكنة الإعلام الحسيني بكل كفاءة ومقدرة ليعكس أثره الفاعل ويسجل حضوره ويؤدي ما نرجوه من أداء . ويبدو أن خلو الساحة مهد لأن يقتحم ميدان الإعلام دون استئذان وعلى عجالة من لم يستكمل بعد امتلاك الكثير من المؤهلات وغصت بهم الإذاعات والفضائيات وراحت تعيش الترهل العملي الوظيفي والفني بوجود فضائيين زعموا وأعلنوا بأنهم من ذوي المواهب والمهارات الفائقة والكفاءات وهم على أتم الاستعداد والقدرة على نشر الثقافة العاشورائية من خلال الشروع بوضع خطط عملية وإستراتيجيات رصينة المحتوى وإعداد وتقديم برامج ذات جدوى رصينة المحتوى دينية عقائدية ثقافية تفاعلية وهي ستمثل الصدى الصادح المدوي لصوت الحسين عليه السلام الذي أطلقه صلوات الله عليه لتحقيق الإصلاح . وتعهدوا بالشروع في إنتاج برامج دينية ثقافية عقائدية تفاعلية مهمة ذات تأثير محقق فاعل ونافع .
إلى اللقاء في الجزء الثاني
أقرأ ايضاً
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول
- البكاء على الحسين / الجزء الأخير