ظاهرة بدأت تنتشر في أوساط الطلبة الجامعيين وغيرهم حيث إن بعض الطلبة يسطون على أبحاث غيرهم وينسبونها لأنفسهم بل تعدى الأمر ذلك فأصبح لدينا بعض المكتبات ومراكز الإنترنت التي تبيع بحوثاً جاهزة للطلبة والقريبة من الجامعات والكليات خاصة في بغداد والمحافظات،وبعض الأدباء والأساتذة يقومون بكتابة بحوث ويبيعونها للطلبة مقابل مبالغ معينة فضلاً عن سرقة الأبحاث عن طريق شبكة الإنترنت فهذا الأمر صار شائعاً في أوساط طلبة الجامعات ومما يؤسف له أن بعض أساتذة الجامعات يسهمون في ذلك بطريق مباشر أو غير مباشر.
وذلك حين يطلب أستاذ الجامعة بحوثاً من الطلبة، لا يكلف نفسه عناء تصفحها فضلاً عن قراءتها فلا شك أن هذا يدفع الطلبة إلى سرقة البحوث لأنهم يعرفون سلفاً أن أستاذهم المذكور لا يقرأ البحوث وهذا الأمر يؤدي إلى آثار خطيرة على المسيرة التعليمية في لكون هنالك أهدافاً يجب أن تتحقق عند تكليف الطلبة بالبحوث مثل تمرين الطلبة على الكتابة العلمية وتقوية صلتهم بالمكتبات والمراجع ونحو ذلك فعندما يحصل الطالب على بحث جاهز سواء كان ذلك مقابل أجر أو بدون أجر فإن الغايات المرجوة من تكليفه بالأبحاث لا تتحقق والأكثر خطورة والتي نحن بصددها هي كتابة الرسائل الجامعية من قبل حرفين أيضا في تكوين رسالة ماجستير او دكتوراه.
كل ذلك جعلنا نستطلع أراء بعض الخريجين من المراحل المتقدمة الماجستير والدكتوراه ولكن بعضهم أجاب بصراحة دون ذكر اسمه وأخر له رائي أخر فكان أول لقائنا مع الأستاذة الأكاديمية "مرال" صاحبة مكتبة اليسر قرب كلية الفنون الجميلة وهي أيضا طالبة ماجستير بنفس الكلية تكتب رسالتها حول ( كيفية كتابة السيناريو العراقي ) تقول:بالنسبة لي لا تشكل المصادر مشكلة عندي ولا كيفية كتابة البحث الماجستيري لكوني تمرست على الاقتباس منذ تخرجي عام 2002 من كلية الفنون الجميلة قسم السمعية والمرئية آنذاك وعلى المتخرج أن يعد فكرة سينمائية كشرط أساسي لا تخرجه وهذا ما تسميه الكلية بمشروع التخرج ويعمل له مهرجان خاص بالتخرج ،حول هذا الموضوع فقط قبل الولوج إلى الشهادات العليا يحتم على الطالب شراء سيناريو وتصويره ومنتجته من قبل أستاذه المشرف على دفعته باتفاق مع أشخاص يرسلهم هذا الأستاذ إليه مقابل ثمن جاهزية الفيلم ولا علاقة للطالب بالإخراج والإعداد ولا في كيفية العمل (العملي والميداني) حيث يقتصر دوره على العمل النظري ويجتازه بصعوبة جدا وهنالك قلة من المتمكنين تجدهم اليوم أسماء في عالم الفضائيات .. تعلمت مهنة الإعداد والإخراج والكتابة المقتبسة وتدويرها بحيث تكون لا تشابه مثيلاتها المقتبسات ، اجزم لك أن جميع الشهادات العليا "مفركه" عن أخرين وأنا عملت للكثير من الطلبة والأصدقاء شهادات الماجستير خاصة باختصاصي وغيره في التصميم والمسرح وحتى التشكيل .والسبب ترويج مثل هذه البحوث هو أن الأساتذة لا يقرؤون أولا ولا يقارنون مابين منحهم الشهادات التي سبقتها فقط إعطائهم عنوان البحث ولا يسألون عن مكملاته الذي يبهرهم هو الإعداد الجيد بأصول البحث العلمي وترتيبه الخاص.
أما الطالب علي محمد شواي قسم التصميم ماجستير طباعي يقول: أني عانيت كثيرا من البحث عن المصادر وأنا ليس مثل الغير نجحت متفوقا العام الماضي بدرجة أهلتني أن أكمل الماجستير رغم الكثير من المعوقات أولها المادية،الذي يملك مالا يعتبر نفسه ناجحا من البكالوريوس حتى الدكتوراه مرورا بالماجستير ، هذه من ناحية أما الأخرى قضية الأستاذ المشرف لا يعجبه العجب كل الذي تتشتغله في مهب الريح ما لم ترضه أي (تزقه) بين فترة وأخرى بالمال حتى يجد لك مخرجا يقربك الى الشهادة .هذا تخريب لعقول الطلبة وسببه الأساتذة وغرورهم بامتلاك فرصة الإشراف على الاطروحات.
الفساد الكتابي
كذلك شاركتنا الحديث زينب عاتي من الجامعة المستنصرية فقالت : سابقا كانت تعج باب المعظم بأساتذة وأدباء أكملت السنة الأولى عند نيلي الماجستير وذهبت إلى صديق أديب وأعطيته فقط عنوان الأطروحة ومبلغ من المال وحصلت على شهادة الماجستير بدرجة ممتاز ونادرا ما يحصل عليها أي طالب هذا كان سنة 2000 ونلت الدكتوراه على يديه أيضا، وفي مرة ذهبت اليه في مكان نلتقي به فلم أجده وغاب عني أسبوعين خفت على أطروحة الدكتوراه فذهبت اسأل عنه من خلال أصدقائه ، فوجدته راقدا في غرفة بائسة من غرف منطقة الميدان وأكوام من كتب حوله في شتى أنواع الفنون عندها منعني من أن أساعده فقال لي : اتركي كل شيء على حاله فمن هذه الغرفة نال الكثير شهادات عليا وهم ألان أصحاب مراكز مهمة في الدولة والجامعات والكليات العراقية ،هذا في عهد عدم وجود الانترنت ،اليوم ثورة المعلومات تأخذها ببساطة من ألنت دون أي جهد للقراءة وللأسف امتهنت نفس المهنة هي كتابة الرسائل الجامعية خلال فترة قصيرة مقابل اجر بعد أن أدمنت القراءة واكتشفت لعبة الكتابة التي يخشاها الطالب الآن ،بل لا يجيدها بسبب تردي التعليم في السنوات المنصرمة بل ازداد حاليا لان الطالب بدأ يدفع أجرة النجاح من الصف الأول الابتدائي كل شيء أصبح بثمن .ماذا يفقه الطالب حتى يواكب عصر تقدم التقنيات الحديثة ؟ وأنا واحدة منهم لولا اكتشافي وقربي من أستاذي رحمه الله وآسفة على عدم ذكر اسمه وأتذكر صديقه وهو من الشعراء البارزين والذين يعملون في الصحافة وكان له الفضل في تطوير قدراتي متنورة. رغم انه كان عصاميا يكره الزيف والمزيفين ويحارب الفساد الكتابي رغم السكن البائس والفقر المدقع حتى العظم ... كيف وهو ينفتح على عصر يحاول في كل كتاباته كشف المستور ووضع النقاط على الحروف وبصراحة أخشى مواجهته لأنه يمتلك وثائق زيف الشهادات وان كانت رسمية أكثر من الحكومة نفسها.
فيما قال احد الأساتذة المعروفين في مجال اللغة العربية والذي رفض كتابة اسمه: الشهادات أصبحت مجانية بسبب عدم معرفية الطالب أسلوب البحث أنا لدي مكتبة ضخمة قادر على أن أنجز في كل شهر رسالة جامعية على مستوى ماجستير أو دكتوراه وحاليا قرب الجامعات أصبح طلبة من الخرجين قادرين خلال ثلاث أيام أن يعطيك أطروحة كاملة عن طريق الانترنت .. لو دققت في هذه المكاتب ستجد مكاتب ضخمة تعد طوال السنة الدراسية اطروحات في شتى أنواعها ولا من رقيب فلا تحاسبني بعد هذا العمر أن أعتاش على الكتابة مقابل اجر، هناك كتاب وأدباء وشعراء حققوا منجزا إبداعيا وحصلوا على شهادات وجوائز وهي ليس كتاباتهم ولو قارنت ما بين كتابته الحالية ومنجزه ستجد الفارق شاسعا جدا لأنه لا يفقه من الكتابة شيئا فكيف يكون شاعرا يشارك بكل صلافة في مهرجانات عالمية ومحلية وعند قراءة نصه يخطأ ويلحن عليك أن تجزم إن هذا الشاعر ملفق وطارئ كما إن أساتذة الجامعات الذين همهم الوحيد،كيف يجنون المال من الطالب ولا يكلف نفسه بالقراءة والمتابعة واكتشاف الحقيقي من المنقول أو المكتوب من الغير (خليه سكته ) الحقيقيون يعدون على أصابع اليد من الأساتذة ولا يمر عليهم مثل هذه التلفيقات لأنهم هضموا المنجز الإبداعي من أربعين سنة فمجرد الإطلاع يعرف هذا الشيء مقتبس أو مكتوب من قبل شخص يقرأ له ويعرف أسلوبية كتابته.
تقرير: حيدر عاشور
أقرأ ايضاً
- عائلة بارزاني على المحك.. هل تطيح "الرئاسة" بأحد أولاد العم؟
- هل يقترب العراق من إنهاء الحظر الأوروبي على طائره الأخضر؟
- الأول من نوعه في العراق.. محطة كهرباء تعمل بطاقة الرياح