بقلم:غيث الدباغ
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الاخيرة صورة لمراهق ذي تسعة اعوام، يرتدي بنطالاً ممزقاً، يحمل بيده عصا يستخدمها العسكر، حافي القدمين، لا يرتدي قميصاً، يتجول في الطرقات.
ان هذه الصورة في هذا المكان والزمان اتخذها الاعلام المغرض والمعادي لشعبنا ولحرية التعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق التابع للأجندات الضالة والشخصيات التي تعاني من (الودوكسافوبيا) ذريعة وسبباً لتشويه صورة ساحات التظاهر من خلال جعلها نموذجاً بان هذا هو ما انتجته وما خلفته الاحتجاجات في العراق خلال العام الماضي، وكان بإمكان هذه القنوات التجوال ورصد حالات الفقر المستشري في المجتمع العراقي تحديدا وماهي اسبابها وكيفية معالجتها من خلال حث المختصين لكي تكون اكثر صدقاً وإنصافاً، فلولا حاجة هذا الطفل للمأوى والامن والتعليم الذي يساعد على تنشئته نشأة حقيقية لما خرج بهذه الهيئة المزرية والمعبّرة عن حالته المأساوية، وما خرج المتظاهرون السلميون فانتفضوا لدعم واسناد وطننا لا لخدمة جهة معينة، فهي ثورة شبابية عفوية حرة ضد سالبي حقوق الوطن وضد العاملين على تشويه صورة مجتمعنا وضد مشوّهي المستقبل للعيش في حياة حرة كريمة متخذاً من ثورة الامام ابي عبد الله الحسين منهجاً لرسم خطوط طريقه المتجهة نحو الاصلاح وقلع الفاسدين الذين يرون فيها خطراً على مصالحهم وكيانهم الفاسد.
وان هذه المواقع التابعة للأجندات المريبة الطاغية تقضي على أي حراك فكري ينشأ بين الناس متهمينه بالتخريب والشعوذة من خلال ابعادهم عن الحق والحقيقة الواقعية و تزييف وتشويه هدف وانجازات الحراك السلمي فبالتأكيد انها غضت النظر وانتحلت الكثير من الامور الايجابية المولودة من رحم الساحات التي ساهمت في زرع الوعي الثقافي والفكري بشكل عام وروح حب الوطن وماهي مسؤوليتنا اتجاهه فأبناء الرافدين تكاتفوا وبجهودهم الذاتية وطاقاتهم البسيطة شاركوا مع موظفي البلديات بجعل الشوارع المحيطة بساحات التظاهر اكثر جمالاً من خلال صبغ الجدران و الارصفة ورسم لوحات فنية وتنظيف المناطق وتزيينها ليعبّروا عمّا بداخلهم من نور وعن طموحهم الزاهر، ومن اهم انجازات هذه الصرخات الناطقة بالحق هو رسم حد فاصل بين ان تكون حراً تعيش حياة حرة كريمة وبين ان تكون خاضعاً ،وكشفت حقيقة الكثير من المؤسسات الاعلامية وارتباطاتها بالأجندات الخارجية والمشبوهة التي ليس من مصلحتها ان يعيش عراقنا بخير.