حسن كاظم الفتال
( فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ـ المائدة /100 الدين أو العقيدة لعلها أهم وأبرز عناصر تقويم الفرد وهي أي العقيدة تحصن الشخص وتحجبه من الوقوع في منزلقات الرذيلة التي تودي بالفرد والمجتمع إلى الهلاك .والعقيدة تنمي في الفرد القيم والمبادئ والروح الأخلاقية . والتدين يقي المرء الكثير من الشرور والمساوئ ويعالج في الوقت نفسه الأمراض الروحية والإضطرابات السلوكية والنفسية والمعنوية ويحصنه ويحجبه من الإنزلاق إلى المهالك والمهاوي .والدين يغرس في الإنسان الفضائل والصفات الحميدة والخصال الإنسانية فتنشأ المناقب الحسنة . أجل يحدث ذلك لدى الفرد عند تمسكه بعقيدته ودينه ولا يخفى على أحد من أن الفرد المسلم المؤمن يحتاج إلى من يبصره في أن يتمسك بدينه ويجعله قدوة حسنة من خلال إبراز الغايات السامية التي أبرزها الإسلام لتكريم بني آدم وهي القيم والمفاهيم التي جاء بها الدين الحنيف والقرآن الكريم وسيرة العترة الطاهرة لرسول الله صلى الله عليه وآله إذن لابد من موجه ومرشد ومعلم ديني ولعل هذا من أبرز وأهم أسباب إذ أن المجتمع مهما كانت درجة ثقافته فإنه بأمس الحاجة إلى الإرشاد والتوجيه في كل مجالات الحياة وأهمها التوجيه والإرشاد العقائدي ومن المناسب أن يكون رجل الدين أو المبلغ أي طالب العلم والمتعلم منه هو الموجه والمرشد وينبغي له أن يتولى مهمة توجيه الفرد إلى طريق الرشاد وسبيل السداد..وأن يسعى لبناء الشخصية المتكاملة للفرد المسلم .وحثه على التخلق بأخلاق أهل البيت عليهم السلام .وذلك باستبصاره وتذكيره بالنصوص السماوية والتي تتمثل بوصايا وأوامر جاء بها القرآن الكريم لتقويم الإنسان . والعقل هو الوسيلة الأسلم والأسرع للتوصل إلى التدين أو المعتقد الصحيح . بالعقل يمكن أن يحدد الإنسان سلامة الفكر أو الخط أو السياقات المتبعة في المسيرة الصحيحة والقويمة إلى الوصول بسهولة ويسر إلى الصراط المستقيم . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله): العقل نور خلقه الله للإنسان، وجعله يضئ على القلب، ليعرف به الفرق بين المشاهدات من المغيبات . وأما أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه فقد قال: ما آمن المؤمن حتى عقل وثال صلوات الله عليه على قدر العقل يكون الدين، على قدر الدين تكون قوة اليقين