- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الاثار المحتملة للربط السككي بين العراق والكويت
بقلم: د. نبيل المرسومي
اثارت فكرة انشاء ربط سككي بين العراق والكويت ردود افعال رافضة للمشروع لما سيلحق بالعراق من اضرار اقتصادية كبيرة في حين يعتبره الكثيرون جزء من المشروع الكويتي لخنق العراق، وستكون له تبعات اقتصادية سلبية منها افشال ميناء الفاو الكبير، فضلا عن حرمان العراق من إيرادات مالية كبيرة وفقدان عشرات الالاف من فرص العمل، ان مشروع الربط السككي يقع ضمن رؤية الكويت الاقتصادية لعام 2035 اذ ان الربط السككي بين الكويت والعراق هو الطريق الوحيد الذي يربط الكويت بطريق الحرير الدولي خاصة بعد ان ظهرت خارطة صينية جديدة لـ«طريق الحرير»، نشرها موقع «بوبليك برودكاستنغ سيرفيس»، تؤكد للمرة الأولى ان الكويت ليست في حساباته.
وبينت الخارطة التي تعد مفاجأة سلبية للكويت، ان طريق الحرير سيمر بحراً من المحيط الهندي إلى البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب، ثم إلى البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس.
وفي المسار البري يمر شمالاً بعيداً عن الكويت أيضاً مما يطرح علامات استفهام كبيرة حول المشاريع المرتبطة بهذا الطريق التاريخي والتي تتخطى كلفتها مئات مليارات الدولارات في الكويت، وأبرزها مدينة الحرير وميناء مبارك الكبير.
وتأتي هذه الخارطة في وقت تتزايد فيه الدعوات في الكويت إلى انضمامها رسمياً إلى الاتحاد التجاري لطريق الحرير، نظراً لما يمكن ان تجنيه من مكاسب اقتصادية واستراتيجية.
وهذا يفسر السعي الكويتي لربط العراق مع الكويت بخط سكك حديد لنقل السلع الواردة الى ميناء مبارك عبر البوابة العراقية الذي يعد الطريق الوحيد لربط الكويت بطريق الحرير.
ان مشروع الربط السككي بين العراق والكويت ينبغي ان يكون لنقل المسافرين فقط وليس لأغراض تجارية وان لا يكون قبل انشاء ميناء الفاو الكبير، اذ ان في حال انشاء ميناء الفاو فأن خط سكك حديد العراق سيعد القناه الملاحية الجافة لخطوط نقل البضائع من شرق اسيا الى أوروبا كما يؤدي الى اختصار المسافة والوقت بقدر 11 يوم بالنسبة للبضائع القادمة من شرق اسيا نحو أوروبا، ويلاحظ ان سعي الكويت للربط السككي يأتي بعد قرب الإعلان عن انشاء ميناء مبارك المقابل لميناء الفاو، والذي سيكون بلا أهمية دون وجود سكك حديدية رخيصة تؤمن وصول البضائع منه الى أوروبا، كما انه في حال انشاء الربط السككي فأن ميناء الفاو سيكون قليل الفائدة.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي