واوضحت الصحيفة في تقريرها ان "خطط توسعة المسجد النبوي الشريف، والتي سيبدأ العمل بها بعد انتهاء موسم الحج الحالي (2012) مباشرة، جعل المدافعين عن الاثار وغيرهم من النشطاء منزعجين من ان التوسعة التي ستتم الى الغرب من المسجد النبوي الحالي تعني تدمير العديد من المواقع الاثرية التاريخية"، واضافت: "لا توجد هناك خطط لصيانة تلك الاثار او الحفاظ عليها".
ويقدر معهد الخليج العربي في واشنطن انه في العشرين سنة الاخيرة تم تدمير 95 في المئة من اثار مكة والمدينة التي تعود الى الف عام.
هدم التراث الاسلامي وبناء الابراج والفنادق والاماكن الترفيهية حول الحرم المكي
اكتمل مؤخرا، بتكلفة ملياري دولار، برج الساعة الملكي في مكة وهو مجمع سكني وترفيهي وفندقي، وهو أحد أكبر المباني، والثاني طولا على مستوى العالم، ويطل على الكعبة، أقدس موقع إسلامي.
ويجري في مكة منذ ما يقارب الخمسة عقود عملية تغيير ممنهج لهوية مكة المكرمة، التي كانت على مر قرون قيمة روحية للمسلمين، لتتحول إلى مدينة عالمية! لقد صارت مكة المكرمة في ثوبها الجديد مدينة مزدوجة الهوية، والأسوأ، أن تسارع وتيرة البناء تُهدد بحسم ذاك الصراع الهوياتي لصالح العالمية والعولمة.
فقد شهدت مكة، في العقدين الأخيرين، هدم آخر ما تبقى من الرواق العثماني في الحرم المكي بحجة أعمال التوسعة على الحجاج. فيما تم هدم بيت أم المؤمنين السيدة خديجة (رض)، واستبداله بمراحيض عامة. كما تم هدم بيت الخليفة أبي بكر في سبيل إقامة فندق هيلتون أيضًا.
محو اثار اسلامية تعود للنبي الاكرم محمد (ص) واهل بيته (ع) واصحابه
كما نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في عام 2015 مقالًا لافتًا لأحد أهمّ كتّابها روبرت فيسك ينتقد فيه بشدّة السعودية، اشارت فيه الى ما يجري في السعودية، موضحة بانه تم بناء مكتبة على المسكن الذي ولد فيه النبي محمد في مكة المكرمة، ومن الممكن الآن ان تحل محلها ناطحات سحاب . كما تم جرف مسجد بلال، الذي يعود تاريخه إلى الفترة نفسها. اما منزل اولى زوجات الرسول السيدة خديجة، في مكة المكرمة فقد تم تحويله إلى دورات للمياه . وشيد فندق هيلتون مكة على أطلال بيت أبي بكر كما تم تدمير مئات المنازل العثمانية القديمة في السعودية واُزيلت العمارة العثمانية في جميع أنحاء الحرم المكي بحجة مشاريع التوسعة في مشاعر الحج. وكانت خمسة مساجد شهيرة بنتها ابنة النبي محمد وأربعة من أصحابه، هدمت منذ 90 عاما.
تدمير أثار بدأ منها النبي محمد (ص) رحلته الى السماء على «حصان مجنّح» (براق) عبر المسجد الأقصى في القدس
وسلّطت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية الضوء على ما تقوم به السعودية من تدمير «ممنهج» للمواقع التراثية المرتبطة بحقبة ظهور الإسلام والنبي محمد (ص)، مشيرة في مقالٍ نُشر في 15 آذار 2013 الى طمس المعالم التاريخية للإسلام.
وتذكر الصحيفة البريطانية الواسعة الانتشار في مقالها، أن «السلطات السعودية بدأت بتفكيك بعض أقسام المسجد الأكثر أهمية كجزء من توسعات مثيرة للجدل تكلف مليارات الدولارات». ومن خلال صور حصلت عليها «الاندبندنت»، يتبين أن عمليات الحفر الميكانيكية تقوم بتدمير بعض أجزاء من حقبتي العثمانيين والعباسيين في الطرف الشرقي من المسجد الحرام في مكة. وتشير الصحيفة الى أن الأعمدة هي آخر ما تبقى من أقسام من المسجد الحرام، والتي يعود تاريخها الى مئات السنين وتشكل المحيط الداخلي للأرض الرخامية المحيطة بالكعبة.
بالنسبة إلى كثير من الأعمدة العثمانية والعباسية في مكة، فهي منقوشة بكتابات معقّدة من الحرف العربي تحمل اسم النبي محمد وصحابته واللحظات الرئيسية من حياتهم. ولعل أخطر هذه الإجراءات إمكان تدمير أحد الأعمدة التي يعتقد المسلمون بأن النبي الاكرم (ص) بدأ رحلته منها الى السماء على «حصان مجنّح» (براق)، في رحلة مرّ خلالها إلى المسجد الأقصى في القدس في ليلة واحدة.
المصدر: صحيفة "تلغراف" البريطانية + الاندبندنت + فارس
أقرأ ايضاً
- "فسطاط" تحدده المصادر التاريخية.. اين تقع خيمة حرب الامام الحسين في معركة الطف؟
- هل تكون السعودية وجهة العراق الجديدة تجاريا؟
- السماء تجمع شيعة العراق والسعودية.. ما التأثير الاقتصادي؟